قد يظل في منصبه لتنفيذ توصيات فينوغراد
مصير أولمرت محكوم بالصراع الحزبي
أسامة العيسة من القدس: يبذل أيهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي جهودًا كبيرة، للإبقاء على صورة القائد الذي سيدع الزوابع تمر، بينما يبقي مكانه، لمعالجة مخلفاتها. ويراهن المقربون من أولمرت على نجاحه في ذلك، لأن استمراره في صدارة المشهد السياسي الإسرائيلي هو في الواقع استمرارهم في الحفاظ على مناصبهم. ويعتقد هؤلاء، ومن بينهم مثلاً أكرم حسون القيادي في حزب كاديما الذي ينتمي إليه أولمرت، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي المتهم بالفشل في حرب لبنان الأخيرة سيبقى في منصبه لتنفيذ توصيات لجنة فينوغراد، التي شكلها لفحص مجريات تلك الحرب، التي وإن كانت قد وصفت أداءه وغيره من أركان القيادة بالفشل 47 مرة في تقريرها، إلا أنها طلبت منه إصلاح العيوب التي أدت إلى الفشل.
حسون وغيره من الذين ترتبط مصالحهم بأولمرت، لديهم تصورات معينة عن رئيسهم، ويعتبرونه سياسيًا محنكًا وموهوبًا، ويعطون مثالاً على ذلك صعوده المثير من كونه المرشح الثاني والثلاثين في قائمة حزبه لإنتخابات الكنيست الأخيرة، إلى وقوع اختيار ارئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق عليه ليكون نائبه، وليخلفه بعد دخول شارون في غيبوبة.
ويحاول المقربون من أولمرت التقليل من التحركات التي تجري داخل حزب كاديما للإطاحة به، حيث تطرح أسماء مثل تيسبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية، وشمعون بيرس، النائب الأول لرئيس الوزراء، لخلافة أولمرت.
ويحاول كل من ليفني، وبيرس، وكلاهما يطمح بالجلوس مكان أولمرت، أن يحسب خطواته المقبلة بدقة، لأن أي خطأ سيكون ثمنه غاليًا جدًا، وتردد أن أولمرت وجه إنذارًا قويًا إلى ليفني، مهددًا بإقالتها، وتعيين آخر مكانها، إن حاولت الحفر له أو طعنه في الظهر، أما بيرس السياسي المحنك، ولكن قليل الحظ، فلجأ إلى تلميذه وصديقه القديم يوسي بيلين رئيس حزب ميرتس اليساري للعمل من اجل دعم بيرس لتولي رئاسة الوزراء، رغم أن عيني بيرس تتجهان أيضًا نحو منصب رئيس الدولة، الذي سيشغر في شهر تموز (يوليو) الماضي، ويعتقد أن ثعلب السياسية الإسرائيلي الذي تطلق عليه الصحافة لقب quot;مستر لوستquot; أي quot;الخاسرquot; بسبب خساراته المتكررة في الإنتخابات، سيلعب أوراقه الأخيرة ليحظى بواحد من المنصبين الرفيعين، وسيعتمد ذلك على اختياره الصحيح لتحالفاته المقبلة.
وحسب مصادر في حزب كاديما فإن أولمرت، لديه إستعداد إذا اضطر للتخلي عن منصبه، أن يدعم بيرس ليجلس مكانه، أما بالنسبة إلى ليفني، فإن أولمرت سيعتبر ذلك بالنسبة إليه مسألة حياة أو موت، لشعوره بأفضاله على السيدة التي جاءت إلى الكنيست، وهي تتلعثم في الكلام، ومن ثم إلى الحكومة، فوزارة الخارجية، على غير المتوقع، ولم يكن ليتحقق لها ذلك من دون دعمه لها.
ويقول مراقبون في الساحة السياسية الإسرائيلية إن حزب كاديما سيكون على موعد مع السيناريو نفسهالذي جرى في حزب الليكود، عند ظهور ما وصفوا بالمتمردين على قيادة شارون، فما كان منه إلا تأسيس كاديما، ومن المرجح أن يظهر متمردون ضد اولمرت في كاديما لإنقاذ حزبهم، بطرد أولمرت من السفينة التي يتهددها خطر الغرق إذا ظل اولمرت يمسك بعجلة القبطان.
ولكن مصير أولمرت، ليس محكومًا فقط بالصراع داخل حزب كاديما، ولكن في الأحزاب الأخرى، خصوصًا حزب العمل، وحدث تطور في هذا الحزب ليس في صالح اولمرت أبدًا، فيعد صمت دام أسبوعًا، خرج أيهود باراك القطب في حزب العمل والمرشح لرئاسته، عن صمته وأعلن أنه لا يمكن أن ينضم كوزير للدفاع في حكومة يرأسها أولمرت، ولكنه لا يمانع أن يكون وزيرًا للدفاع في حكومة وصفها بالمسؤولة والمتزنة والمتروية يرأسها شمعون بيرس على سبيل المثال.
وشكلت هذه التصريحات التي احتلت عناوين الصحف الإسرائيلية اليوم، ضربة مهمة لأولمرت، الذي أشاع مقربوه بأن الإئتلاف الحكومي سيستمر مع بقاء اولمرت كرئيس للوزراء وانضمام باراك من حزب العمل وزيرًا للدفاع، خلفًا لعمير بيرتس وزير الدفاع الخائب.
وتأتي تصريحات باراك، مع الاجتماع المرتقب لمركز حزب العمل يوم الأحد المقبل، حيث سيقرر ما إذا كان سيستمر في الإئتلاف الحكومي أو سينسحب.
ونقل عن شخصيات مهمة في حزب العمل قولهم إن البقاء في الإئتلاف الحاكم هو بمثابة انتحار سياسي، ووضعت صحيفة معاريف الصادرة اليوم سيناريوهان فقط ينتظران أولمرت:
*الأول: إذا ما أعلن المتنافسون على زعامة حزب العمل انهم لم يستمروا في الائتلاف الحكومي إذا بقي اولمرت في منصبه، فإن ذلك سيؤدي إلى تمرد في حزب كاديما، والإطاحة بأولمرت، ويستمر الإئتلاف بزعامة ليفني أو بيرس.
*الثاني: إذا قرر حزب العمل في اجتماعه يوم 13 أيار (مايو) الجاري، الإنسحاب من الحكومة، فسيعمل رئيسه الجديد الذي سينتخب يوم التاسع والعشرين من الشهر نفسه، على تنفيذ انسحاب الحزب من الحكومة وهنا لا مفر من إجراء انتخابات عامة مبكرة.
ولا يعرف من هو الشخص الذي سيجلس على كرسي رئاسة الوزراء من أحزاب كاديما، والعمل، والليكود، ولكنه بالتأكيد لن يكون أولمرت.
التعليقات