فالح الحمراني من موسكو: قالت مصادر مطلعة إن وزارة الخارجية الروسية تراهن على النتائج التي سيسفر عنها لقاء الممثل السامي للشـؤون السياسية والأمنية للإتحاد الأوروبي خافير سولانا بسكرتير المجلس الأعلى للأمن الإيراني علي لاريجاني الأسبوع الحالي، لمناقشة المشكلة النووية الإيرانية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر في الخارجية الروسية إشارتها في أن الجانب الإيراني سيتحلى بالعقل السليم ويحل القضية بالوسائل الدبلوماسية. وترى الدبلوماسية الروسية أن الوقت المتبقي لطهران قليل جدًا. ويؤكد مراقبون في موسكو أن المباحثات بين سولانا ولاريجاني قد تكون الحاسمة عشية مناقشة مجلس الأمن الدولي في 24 أيار (مايو) الحالي حزمة العقوبات الجديدة ضد إيران. ويشيرون أيضًا إلى أن طهران ما زالتحتى الآن ترفض وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم وأن الرئيس محمود احمدي نجاد يواصل إطلاق التصريحات الحادة، في إشارة إلى نصيحته لأعضاء مجلس الأمن في تبني ما يحلو لهم من القرارات وحتى شعورهم بالتعب، ولكن هذا لن يقوض خطط إيران النووية.

ووفقًا لتقديرات أولئك المراقبين، فإن اعتقال سفير ايران السابق في ألمانيا واحد من كبار المفاوضيين(2004) مع الإتحاد الاوربي بصدد البرنامج النووي الايراني حسين موسنيان ومواصلة التحقيقات معه بتهمة التجسس لصالح قوى أجنبية، قد ألقى بظلاله على الحوار بين إيران والمجتمع الدولي... ويفسر المحللون موسنيان بالصراع على السلطة في إيران لأنه يعتبر حليف الرئيس السابق اكبر هاشمي رافسنجاني، الذي يصفه الغرب بأنه أكبر منتقدي الرئيس احمد نجادي. وكان موسنيان قد ترك الخدمة في المؤسسات الحكومية عقب انتخاب احمدي نجاد، وفضل العمل في مركز البحوث النووية في طهران، ويؤكد الإيرانيون أن المعتقل سلم لدولة أجنبية أسرارًا تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وترددت شائعات عن احتمال أن يجري اتهامه بالتجسس لصالح ألمانيا أو بريطانيا. ويجمع غالبية المراقبيين على الخيط البريطاني، وأن دولة صديقة قامت بالكشف عنه لطهران. ويلمحون بذلك لروسيا التي تعكرت علاقاتها في الآونة الأخيرة مع لندن، بسبب منحها اللجوء السياسي لشخصيات مناوئة للرئيس بوتين ومتهمة بإقتراف جرائم، بما ذلك الإرهابية وغسيل أموال واحتيال. وكانت موسكو قد رفضت تقديم المساعدة إلى لندن، إبان أزمة احتجاز طهران البحارة البريطانيين الشهر الماضي.