الرياض: أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال لقاء بلدان الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربية أنه لا يجوز تفويت الفرصة الكبيرة التي توفرت حاليا لإحلال السلام بين الدول العربية وإسرائيل. وأكد الامير سعود الفيصل في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع استعداد البلدان العربية لإقامة سلام عادل وتام مع إسرائيل على أساس مبادرة السلام العربية التي جرى تبنيها من جديد في القمة العربية في الرياض في مارس (آذار) من هذه السنة.
وكان الأمير سعود الفيصل افتتح اليوم الدورة السابعة عشر للمجلس الوزاري المشترك لدول الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الدول الخليج العربية وذلك بفندق الانتركونتنيتال بالرياض. و اعتبر وزير الخارجية السعودي ان quot; الصراحة والحرص المشترك على المصداقية من شأنهما إثراء النقاش أزاء القضايا الاساسية، وانه في الملف الايراني ماتزال الحلول السلمية لازمة البرنامج النووي غير متبلورة بدرجة كافية لتحل الثقة محل الشكوك والطمأنينة للمستقبل محل المخاوف من التصعيد والتأزيمquot;.
وفي ما يلي كلمة الأمير سعود الفيصل
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الدكتور فرانك والتر ستاينماير
معالي المفوضة بنيتا فيريرو
اصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أود في البداية ان ارحب بكم جميعاً في المملكة العربية السعودية التي تحتضن عاصمتها الرياض اليوم اجتماعكم الوزاري في إطار الدورة السابعة عشر للمجلس المشترك لدول الاتحاد الاوربي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية متمنياً لكم طيب الإقامة ولإجتماعنا هذا التوفيق والنجاح .
اصحاب المعالي والسعادة .
ترتبط اوروبا ومنطقة الخليج بروابط تاريخية عريقة وعلاقات سياسية مميزة ومصالح اقتصادية واسعة وقد قطعنا في إطار تطوير التعاون بين المنطقتين خطوات مهمة وان كانت اخذت متسعاً من الوقت منذ توقيع الاتفاقية الإطارية للتعاون عام 1988م التي أنشئ بموجبها مجلسنا المشترك الذي يتيح لنا بصورة دورية استعراض افاق التعاون فيما بيننا في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية كما يتيح لنا فرصة تبادل وجهات النظر حول القضايا السياسية الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واجتماعنا اليوم امتداد لاجتماعاتنا السابقة في إطار تنفيذ أهداف وتحقيق غايات اتفاقية التعاون فيما بيننا إلا أنه يأتي في ظروف دولية وإقليمية بالغة الدقة مما يستلزم معه تحقيق تحول نوعي في تعاوننا المشترك سعياً لخدمة مصالح شعوبنا ودولنا.
وإنني على ثقة بأن اجتماع مجلسنا المشترك سيتيح لنا فرصة لاستعراض وتقييم مسيرة التعاون بيننا وفق اهداف وغايات اتفاقية التعاون المبرمة بين مجموعتينا .
وفي هذا الصدد أود الإشارة إلى إننا تابعنا باهتمام الجهود المكثفة التي بذلها المفاوضون من الطرفين الخليجي والاوربي خلال الفترة الماضية لتجهيز اتفاقية منطقة التجارة الحرة وكنا نأمل عطفاً على التقدم المحرز ان يتم توقيعها على هامش هذا الاجتماع إلا ان الوقت لم يسعف كما يبدو لتحقيق ذلك وأخذا بالاعتبار اهمية هذه الاتفاقية في تعزيز العلاقات الاقتصادية بيننا فأود ان اطلب من المفاوضين والجهات المختصة في كلا الجانبين تكثيف الجهود وسرعة العمل على إنهاء متطلبات إبرامها والتي نتطلع ان تتم في اقرب فرصة ممكنة.
كما أود ان أؤكد بأننا في الجانب الخليجي إذ نتطلع لسماع مالديكم عن التطورات والمستجدات في اوربا والقضايا الدولية نود أن نستعرض معكم عدداً من القضايا التي تهم منطقتنا في هذه المرحلة الحرجة.
فاستمرار النزاع العربي الاسرائيلي وتعثر مسيرة السلام مايزال يسبب الكثير من التوتر والتأزم داخل المنطقة ككل وفي هذا الصدد حرص العرب مجتمعين على تأكيد التزامهم بالسعي إلى تحقيق السلام العادل والشامل وذلك وفقاً للمبادرة العربية للسلام والتي تستند إلى مبادئ وقرارات الشرعية الدولية وتوفر في نظرنا فرصة تاريخية نأمل إلا يتم إضاعتها.
وفي العراق تزداد معاناة الابرياء من تدهور الاوضاع الامنية وتصاعد الخلافات الطائفية والعمليات الارهابية مما يضعنا جميعاً امام مسؤولياتنا المشتركة وفي هذا المجال ويضع المسؤولية الاكبر على عاتق ابناء العراق بجميع فئاتهم ومكوناتهم وعلى عاتق الحكومة العراقية التي نأمل ان تحقق تقدماً ملموساً وسريعاً على صعيد تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وما تتطلبه من تعديلات دستورية وتشريعية وحل للميليشيات واعادة بناء المؤسسات على اسس وطنية ومهنية.
وفي الملف الايراني ماتزال الحلول السلمية لازمة البرنامج النووي غير متبلورة بدرجة كافية لتحل الثقة محل الشكوك والطمأنينة للمستقبل محل المخاوف من التصعيد والتأزيم.ولاشك ان الصراحة والحرص المشترك على المصداقية من شأنهما إثراء النقاش بيننا أزاء هذه القضايا الاساسية.
اصحاب العالي والسعادة.
مرة اخرى أرحب بكم في المملكة العربية السعودية راجياً ان يحقق اجتماعنا المشترك هذا ما نعلقه عليه من آمال وطموحات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
و من جهة اخرى، إستقبل الامير سعود الفيصل بمقر انعقاد الاجتماع الخليجي الاوروبي المشترك السابع عشر في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض اليوم وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير والمفوض التجاري الاوروبي بيتر ماندلسون والمفوض الاوروبي بنيتا فيريرو وذلك بحضور الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني و الامير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية المساعد للشؤون السياسية، حيث جرى خلال اللقاء استعراض برنامج عمل والقضايا المطروحة على جدول الاعمال .
كما استقبل الامير سعود الفيصل وزيرة الشؤون الاوروبية والدولية ارسولا باثنيك . وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .
كما استقبل الامير سعود الفيصل عقب ذلك وزير الشؤون الخارجية الاسباني ميخائيل مورانينس .وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .
التعليقات