سكينة أصنيب من نواكشوط: إستأثرت قضية شحنة المخدرات التي اكتشفت مؤخرًا بإهتمام الشارع الموريتاني، وباتت حديث المجالس والتجمعات، وسط ذهول المتتبعين واستغرابهم للطريقة التي نفذتها العملية، والتي تؤكد أن شبكات التهريب إعتادت على اختراق الحدود الموريتانية وتهريب البشر والسلع والممنوعات بسهولة وتيسر، مستغلة تهاون الأمن الموريتاني في التفتيش والضبط.

ويبدو أن خيوط القضية لا تزال متشابكة على الشرطة بعد فرار الوسطاء الذين سهلوا دخول شحنة تقدر حمولتها بـ600 كلغ من المخدرات، حيث إن الشرطة لم تعتقل سوى بعض المتعاونين موريتانيين وأجانب (فرنسيان ومغربي) بينما زعيم الشبكة (س.ه) على مستوى موريتانيا، الذي تولى التنسيق بين كبار المهربين في الخارج وعناصر الشبكة في موريتانيا، لا يزال مختفيًا فيما تؤكد بعض المصادر أنه تجاوز الحدود الموريتانية الجزائرية.

وقد تم تمديد فترة الحبس الاحتياطي للموقوفين في ملف شحنة المخدرات ويتعلق الأمر بأربعة موريتانيين ومغربي وفرنسيين، وتشير المعلومات الأولية إلى أن أهم المعتقلين الموريتانيين في الملف هو رجل أعمال (ن.م) يملك محال صرافة وقد ساعد زعيم الشبكة على تحويل مبلغ مليون دولار، وجمركي (ع.م) ساعد على خروج إحدى السيارات وفيها مبلغ كبير من المال، أما بقية المتهمين فهما سائقان (ك.ه) و(ي.ح) يعملان مع المتهم الرئيسي.

ومن ضمن المعتقلين مغربي (ش. أ) كان قد حاول عبور الحدود إلى المغرب بعد اكتشاف الشحنة، وحين اعتقل دخل في إضراب عن الطعام بدعوى أن لا علاقة له بالقضية ونقل إلى المستشفى من أجل إنقاذ حياته، أما الفرنسيان المعتقلان فهما صاحبا الطائرة وقد شوهدا مع المتهم الرئيسي مرات عدة.

ولا يزال البحث جاريًا عن بلجيكيين وثلاثة موريتانيين وطاقم الطائرة (شخصان) ويواجه الأمن الموريتاني صعوبة كبيرة في البحث عن المتهمين بسبب شساعة الأراضي وطول الحدود مع المغرب والجزائر ومالي والسينغال وضعف المراقبة.

وخلال السنوات الثلاث الماضية سجل الأمن الموريتاني الاحصائيات التالية على مستوى حجز المخدرات واستجواب المشبوهين:
في سنة 2004 تم حجز 60.273 كلغ من القنب الهندي، و1كلغ من الحشيش، و151 من علب العقاقير، واستجوب 184 شخصًا منهم 178 رجالاً و6 نساء.

وفي سنة 2005 تم حجز 113.344 كلغ من القنب الهندي، و450 غرام من الحشيش، و333 من العقاقير، واستجوب 208 شخصًا منهم 184 رجالاً و24 نساء.

وفي سنة 2006 تم حجز 131.670 كلغ من القنب الهندي، و1.6 كلغ من الحشيش، و1253 من العقاقير. واستجوب 271 شخصًا منهم 226 رجالاً و45 نساء.