واشنطن: دعا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اليوم اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط الى استخدام مبادرة السلام العربية كقاعدة لتحقيق السلام الشامل في المنطقة. وقال السنيورة في مقال نشرته اليوم صحيفة (نيويورك تايمز) الاميركية ان quot;الطريق الوحيد لشعوب اسرائيل والعالم العربي لتحقيق الاستقرار والأمن سيكون عبر تسوية سلمية شاملة للصراع العربي الاسرائيلي الطويلquot;.
واضاف ان المشاركين في القمة العربية التي استضافتها الرياض اواخر مارس الماضي اطلقوا المبادرة مجددا من اجل تحقيق هذا الغرض وذلك بعد ان كانت قمة بيروت في العام 2002 قد تبنت مبادرة السلام واطلقتها في المرة الأولى.
واشار السنيورة الى ان quot;مبادرة السلام العربية طرحت من جانب السعودية وصادقت عليها جميع الدول العربية وهي تعرض اعترافا كاملا باسرائيل من جانب الدول ال22 الاعضاء في الجامعة العربية في مقابل انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل العام 1967 ومن ثم السماح للفلسطينيين بتأسيس دولة مستقلة قابلة للحياة على مساحة 22 في المئة فقط من ارض فلسطين التاريخيةquot;.
واعتبر ان ذلك يعد quot;ثمنا باهظا الا ان العرب عازمون على دفعه كونه الطريق الواقعي الوحيد لتحقيق السلام الذي يتوافق مع جميع قرارات مجلس الامن والجمعية العامة بشأن هذا الصراع ويضمن حق العودة للشعب الفلسطينيquot;.
وأكد السنيورة ان quot;الدول العربية لا تسعى الى ازالة اسرائيل من على الخريطة بل انها تسعى الى اهداف شرعية هي وجود حدود هادئة وآمنة وتمكين جميع شعوب المنطقة من العيش في سلام وامنquot;.
واعتبر رئيس الوزراء اللبناني ان الحرب بين اسرائيل وحزب الله في لبنان الصيف الماضي لم تكن الا quot;الحلقة الاخيرةquot; للعنف في الصراع الشرق اوسطي الطويل مشيرا الى ان تلك الحرب أعاقت آفاق السلام بدلا من خلق الفرص لتحقيقه. وقال السنيورة ان تقرير (فينوغراد) الاسرائيلي الذي صدر الاسبوع الماضي هناك لتقييم الحرب انتقد اهداف الحكومة الاسرائيلية واعتبرها غير واضحة وغير قابلة للتحقق الا انه تجاهل في الوقت ذاته الخسائر الفادحة التي وقعت خلال تلك الحرب.
واضاف ان quot;القوات الاسرائيلية استهدفت في تلك الحرب مطارات لبنان والجسور ومحطات الطاقة بشكل منظم كما دمرت القرى واجبرت ما يزيد على ثمن عدد السكان في لبنان على النزوح من منازلهم كما تسببت عمليات القصف في خسائر اقتصادية بلغت نحو 7 مليارات دولار وتركت نحو 2ر1 مليون قنبلة عنقودية مستمرة في قتل وتشويه الابرياء في لبنانquot;.
واشار السنيورة الى ان الحرب تسببت كذلك في مقتل ما يزيد على 1200 مواطن لبناني غالبيتهم من المدنيين معتبرا تلك النتائج تجسد quot;الظلم الذي يشعر به العرب كنتيجة لسجل اسرائيل في تدمير حياتهم وأرزاقهم وظلمها للشعب الفلسطيني واحتلالها غير الشرعي للاراضي العربيةquot;. وأكد ان حرب يوليو برهنت على ان السلاح والانتقام ليسا الحل لعدم الاستقرار بل ان المقاربات والدبلوماسية هما الحل مشيرا الى ان quot;الصراع الشرق اوسطي قد استمر لفترة طويلة للغاية وخلف عواقب متشابكة الا ان الدبلوماسية تظل الخيار الوحيدquot;.
وقال ان quot;الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ممارسة الدور القيادي والتحلي بالشجاعة في مساعدة الجانبين العربي والاسرائيلي على تحقيق سلام عادل ودائمquot;. واضاف ان هذه الاهداف قابلة للتحقق في حال اظهار ارادة سياسية وتعلم الدروس القاسية من الماضي معتبرا ان قيادة جهود السلام ليست فقط مسؤولية امريكية بل انها تصب في مصالح الولايات المتحدة بالنظر الى ان تحقيق السلام في الشرق الاوسط سيفتح الباب امام تحقيق المصالحة في العالم الاسلامي في وقت يشهد المزيد من الانقسام والتطرف.
التعليقات