القاهرة: اتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى إسرائيل بـ quot;المماطلة المستمرة والدوران حول جوهر الموضوع دون الدخول فيهquot; فيما يخص استعدادها لتحقيق السلام مع جيرانها العرب. وفي مقابلة مع بي بي سي وصف موسى بـ quot;الكلام الفارغ والذي لا يمكن التعامل معهquot; التصريحات التي أدلى بها يوم السبت نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، شيمون بيريز، والتي قال فيها إن إسرائيل جاهزة لإجراء محادثات جادة مع الدول العربية بخصوص مبادرة السلام التي تم إحياؤها مؤخرا quot;فيما لو تقدم العرب بمقترحات جادةquot;.

وكان بيريز قد قال قال quot;إن تقدم الجانب العربي بمقترحات جادة، فإن إسرائيل بدورها ستعرض مقترحاتها من منظور عقد مفاوضات جادة وإيجاد أرضية مشتركة، فنحن يجب أن نكون حذرين ألا نضيع هذه الفرصة.quot;

وقال موسى: quot;الانطباع حتى الآن أن لا جديد على الجانب الإسرائيلي...إن كان عندهم (الإسرائيليين) جدية ورغبة فعلا بالسلام، فعليهم أن يتقدموا بمقترحات.quot; وأعرب موسى عن اعتقاده بأن الجانب العربي ليس لديه ما يقدمه للإسرائيليين سوى المبادرة العربية الموجودة، ولا يمكن للعرب أن يقدموا في كل يوم مقترحات، بينما إسرائيل quot;تنتظرquot; وتشعر بأن سياستها quot;مرتاحة.quot;

وأضاف موسى: quot;كل من استمع إلينا حتى الآن يفهم تماما أن هناك عرضا عربيا واضحا وأن هناك رغبة عربية بإقامة سلام عادل، وليس مجرد سلام...ينتهي في اليوم التالي.quot;

وحول ما يقال عن أن الطرف العربي لم يتفق بعد عما سيطلبه تماما من إسرائيل أو على اتخاذ قرار نهائي وأخير بخصوص عملية السلام، قال موسى: quot;نحن متفقون على العرض وما سنطلبه بالضبط. فنحن جاهزون لاستئناف عملية السلام على الأسس المطروحة دوليا، أي مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الأمم المتحدة، والتي أساسها انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وقيام دولة فلسطين والاتفاق على إجراءات الأمن واستعادة كل الأراضي.quot;

وردا على الكلام الإسرائيلي بأن الدول العربية لا يمكنها التأثير على الحكومة الفلسطينية الراهنة برئاسة حماس المرتبطة بإيران، قال موسى إن مثل هذا الموقف مجرد quot;حجج واهية فارغة لا يمكن إعطاؤها أي اعتبارquot; طالما إسرائيل أعلنت مرارا أنها مستعدة للتفاوض مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو المفوض بإجراء أي محادثات مع الجانب الإسرائيلي.

وأضاف موسى: quot;إذا كانوا (الإسرائيليون) جادين، فأمامهم الرئيس المفوض وهناك أيضا حكومة وحدة وطنية. وإن كانوا غير راغبين بالسلام، فيجب أن تكون لديهم الجرأة الكافية أن يقولوا نحن لن نتفاوض. نحن أيضا يجب أن يكون عندنا القدر الكافي من الذكاء والجرأة أن نقول إن هذا كلام فارغ لن نتعامل معه.quot;

وبخصوص النقد الموجه للتحركات العربية الأخيرة ووصفها بأنها ترمي لانتشال إسرائيل من الورطة التي أوصلتها إليها الحرب الأخيرة في لبنان، قال موسى: quot;هذا تحليل خاطئ، لأن مطالبة العرب بعدم استخدام الدبلوماسية والسياسة أمر فير مقبول. نحن عندما نتكلم مع هؤلاء (الإسرائيليين)، فنحن نتكلم بانسحاب إسرائيل (من الأراضي العربية) وقيام الدولة الفلسطينية وموضوع القدس واللاجئين.quot;

وطالب موسى المجتمع الدولي، وتحديدا اللجنة الرباعية وأمريكا بالتدخل للتأثير على إسرائيل والطلب إليها لتقديم خطوات حقيقية وملموسة بالنسبة لتحقيق السلام في المنطقة.

وقال موسى: quot;لقد وجدنا آذانا صاغية حتى الآن، فالكل يفهم أن المسؤولية الآن هي مسؤولية إسرائيل. ولكن هذا التأييد العالمي يجب أن يترجم إلى إلى سياسة. نحن ننتظر من الرباعية، ومن الولايات المتحدة الأمريكية بالذات، أن ترد على مثل هذه الأمور (التصريحات الإسرائيلية).quot;

يذكر أن كلام بيريز جاء وسط تحركات إقليمية ودولية ترمي لإحراز تقدم في عملية السلام من خلال إعطاء دفع جديد للمبادرة العربية التي طرحتها السعودية لأول مرة وأقرتها الدول العربية مجتمعة في قمة بيروت عام 2002 وأعادت التأكيد عليها في القمة التي عقدت في الرياض مؤخرا.

وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قد اجتمعت مع نظيريها المصري والأردني في القاهرة يوم الخميس الماضي وأكدت على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه العالم العربي في إنجاز السلام في المنطقة.