عبد الرحمن الماجدي من أمستردام:
في وقت وصل فيه عدد القوات الاميركية في العراق الى 160 الف وهو الرقم به اكتمل عددها ضمن خطة امن بغداد التي شهت قبل نحو ثلاثة اشهر جدلا في وشنطن وبغداد؛ ومع وصول وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس لبغداد يسود الهدوء العاصمة العراقية منذ اربعة ايام حيث تخضع لحظر تجوال منذ تفجير منارتي ضريحي الامامين العسكريين في سامراء شمالي بغداد في الثالث عشر من الشهر الحالي. واوضح قادة في الجيش العراقي يشاركون في فرض حظر التجوال عدم تسجيلهم اختراقات امنية كبيرة في مناطق سيطرتهم في جانبي بغداد الكرخ والرصافة حيث تشارك قوات عراقية واميركية كبيرة.
وقال شهود عيان في اتصال هاتفي مع ايلاف ان فرض الحظر ساهم في فرض الهدوء في العاصمة حيث يمنع سير المركبات او الاشخاص في الطرق الرئيسة لكن الحركة مستمرة وسط الاحياء. ويامل الشهود ان يسود هذا الهدوء لكنهم يتخوفون من عودة العنف بعد انتهاء فرض حظر التجوال بسبب وجود عدد من المسلحين الذين يوعدون بالانتقام ممن اسموهم بالتكفيريين الذين فجروا المنارتين وعدد من الاضرحة الشيعية.
لكن هذا الهدوء الذي حاصر المسلحين في بغداد لم ينجر لبقية اجزاء البلاد التي تعاني من تأزم طائفي سياسيا واجتماعيا وعسكريا خاصة في محافظة ديالى التي انتقل اليها تنظيم القاعدة في العراق حيث يجري تفجير منازل ومراقد شيعية وسنية فيها اضافة الى استهداف غير المتعاونين مع التنظيم من اهالي المدينة الواقعة شرق بغداد ويرى مراقبون عراقين ان ديالى اصبحت مقر تنظيم القاعدة في العراق بعد انسحاب التنظيم من بغداد والانبار وفشلت كل محالات الحكومة في القضاء عليه فيها بسبب استفادته من الاخطاء التي ارتكبها في الانبار حيث لم يتسامح حتى مع السنة الذين لايوالونه. وتاركا بغداد للهجمات بالهاون او السيارات المفخخة بعد مداهمة معظم اوكاره فيها. ومستفيدا من طبيعة ديالى الجغرافية غير المكشوفة على عكس الانبار الصحراوية حيث تسود في ديالى البساتين باشجارها الكثيفة التي تشكل مخابيء لمقاتليه الذين تسلل بعضهم للقوات العراقية حيث سيطروا الاسبوع الماضي على ست مدرعات حديثة من الجيش العراقي هي الات تحت سيطرة امراء التنظيم في ديالى.
وفي البصرة جنوبا الخاضعة لحظر التجوال منذ فجر الجمعة فجر مجهولون مسجد العشرة المبشرة بعد مرور يوم على تفجير مرقد الصحابي طلحة بن الزبير في ذات المدينة فيما يبدو ردا على تفجير منارتي مرقدي سامراء التي تم ابلاغ المواطنين فيها بالبقاء على مسافة 200 متر بعيدا عن المرقد والا سوف يتعرضون الى اطلاق نار من القوات المحيطة بالمرقد.
وكانت قوات عراقية من الجيش والشرطة الوطنية قد وصلت الى مدينة سامراء واخذت مواقعها في ثلاثة معسكرات خاصة.. فضلا عن الانتشار حول المرقد لغرض تأمين حماية المرقد والتهيىء لبدء عملية الاعمارالتي لم يحدد موعدها.
وفي بيجي شمالا بغداد اهمت قربها في قضاء بيجي قوات اميركية مكتبي النائب عن كتلة المصالحة والتحرير المطلوب للقضاء العراقي والمقيم في الخارج مشعان الجبوري الذي يدير فضائية الزوراء وجريدة الاتجاه الاخر المعارضتين للحكومة العراقية وقال مصدر في الشرطة المحلية للاعلاميين ان القوات المداهمة صادرت بعض محتويات المكتبين وعثرت على وثائق مزورة. وكانت ذات القوات داهمت قبل نحو شهرين احد المكتبين في محاولة لايقاف بث قناة الزوراء التي ترى الحكومة والقوات الاميركية انها تحرض على العنف.
وفي الموصل شمالا عثرة القوات العراقية والاميركية على مخبا كبير للاسلحة وفقا للتلفزيون العراقي حيث عثرة هذه القوات على 125 حزاما ناسفا و24 طنا من مادة تي ان تي واربع عبوات كبيرة من الاوكسجين معدة للتفجير وقتلت في ذات المكان اربعة ارهابين.
وفي الانبار غربا اعلن ضابط عراقي رفيع المستوى العثور على جثث فريق التايكواندو الذين خطفهم مسلحون على الطريق الدولي بالقرب من الرمادي اثناء عودتهم من عمان العام الماضي. وقال مسؤول الامن في محافظة الانبار العقيد طارق الدليمي لوكالة فرانس برس ان quot;قوة من حماية الطرق الخارجية عثرت على 13 جثة متفسخة ومتحللة تعود لفريق التايكواندو الذي خطف في 17 ايار/مايو 2006 لدى عودتهم من الاردنquot;. واضاف quot;تم العثور على الجثث في منطقة الكيلومتر 110 بين الرمادي والرطبة في محافظة الانبارquot;, مشيرا الى quot;العثور على بطاقات تعريفية تخص اعضاء الفريق في المكانquot;.
وشيع الآلاف من أهالي مدينة الصدر شرقي بغداد صباح السبت جثامين 13من أعضاء فريق التايكوندو الذين عثرعلى جثثهم الخميس على الطريق الدولي بين بغداد وعمان .
وبدأت مراسم التشييع من مكتب الشهيد الصدر في المدينة هذا اليوم، وردد المشيعون هتافات تندد بامريكا، والتكفيرين، وحملت النعوش الـ 13 على اكتاف المشيعين الذين ساروا بهم حتى مدخل المدينة، ليضعوهم في سيارات تنقلهم الى مثواهم الاخير في مدينة النجف جنوبي بغداد. ولاتتجاوز اعمارهم 15 عاما عدا مدرب الفريق الذي يبلغ من العمر نحو 30 عاما، وهم جميعا من اهالي مدينة الصدر.
وكان اعضاء فريق التايكواندو العراقي خطفوا في شهر مايو ايار من العام الماضي ولم تفلح كل المناشدات لاطلاق سراحهم.
جيتس يقيم سير الخطة العسكرية الأميركية في العراق
التقى وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بكبار القادة العسكريين الأمريكيين في العراق لتقييم التقدم الذي تم إحرازه في إطار الخطة الأمريكية الجديدة لتحقيق الأمن في العراق.
ومن المقرر أن يلتقي جيتس لاحقا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حيث يتوقع أن يطالب الحكومة العراقية ببذل المزيد من الجهود للسير قدما بعملية المصالحة الوطنية.
وكان جيتس قد أعرب يوم الجمعة عن خيبة أمله لعدم إحراز تقدم يذكر لتحقيق المصالحة الوطنية.
وتأتي زيارة جيتس إلى العراق متزامنة مع إحراق سبعة مساجد تعود للسنة في العراق، ردا على تفجير مئذنتي ضريح الإمامين العسكريين في مدينة سامراء يوم الاربعاء الفائت.
وافادت اخر الانباء على هذا الصعيد، ان مسلحين قاموا بتدمير مسجد quot;العشرة المبشرينquot; التابع للسنة في مدينة البصرة جنوب العراق.
العراق وقع عقدا مع اليونيسكو لإعادة اعمار مرقد سامراء
قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت ان الحكومة وقعت عقدا مع منطة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) لاعادة اعمار مرقد الامامين العسكريين في سامراء.
ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله خلال لقائه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان quot;وحدات من الجيش العراقي انتشرت على طريق بغداد سامراء من اجل ضمان الامن بعد التوقيع مع منظمة اليونيسكو للمباشرة في اعمار مرقد الامامين العسكريينquot;.
ولم يورد البيان تفاصيل اضافية كما تعذر الاتصال بالمسؤولين لمزيد من التوضحيات.
وقد تعرض مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري، احد ابرز العتبات المقدسة لدى الشيعة، بعد نحو 16 شهرا على تفجير قبته الذهبية، لاعتداء اخر اسفر عن انهيار المئذنتين صباح الاربعاء اثر وقوع انفجارين بفارق زمني بسيط.
وغالبا ما تطالب القيادات الروحية الشيعية باعادة اعمار المرقد وضمان الامن على الطريق المؤدية اليه.