أسامة مهدي من لندن : أكد ممثل للمرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، أن منفذي تفجير مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء مطلع العام الحالي قد تم إطلاق سراحهم من دون علم رئيس الوزراء نوري المالكي وطالب المسؤولين الأمنيين بالإستقالة، بدلاً من الإكتفاء بإستنكار حادث التفجير.
وقال الشيخ احمد الصافي أمام جمعة كربلاء وممثل المرجعية الشيعية العليا في خطبة أمام آلاف المصلين اليوم، إن منفذي الإنفجار الأول الذي شهدته مدينة سامراء في الثاني والعشرين من شباط (فبراير) عام 2006 وأدى إلى تدمير قبة ضريح الإمامين العسكريين قد تم إطلاق سراحهما، وتساءل قائلاً: quot;على من تقع مسؤولية ذلك الفعل ومن المسؤول عن تنفيذ فاجعتي تفجير المرقد الطاهر وعمّا هو الضمان لأن تسير الأمور نحو الأفضل. وأضاف: إن ما يجري مِن تردٍ في الوضع الأمني يُراد منه إلغاء الانجازات التي حققها الشعب بعد سقوط الطاغيةquot; (صدام حسين) مضيفًا في الوقت نفسه بأن تشخيص المرض ومن ثم علاجه يحتاج أن نكون هادئين ونحن نعتقد بأن ما حدث في سامراء المقدسة قد يكون مرتبًا لما اُحيط به من ظروف ونتائج.
واستغرب إمام جمعة كربلاء من quot;استنكار المسؤول الأمني لما حدث ويحدثquot;، وقال إن الاستنكار يمكن أن يكون ممن لا يستطيعون فعل أمرعملي في الناحية الأمنية وهم المرجعيات الدينية والمواطنون والمؤسسات المدنية. أما أن يكون ذلك الاستنكار ممن بيدهم الأمر، فهذا يستدعي منهم مراجعة أدائهم وتحسينه وتغيير نظرتهم للأمور، لأنها لن تتحسن الأمور ما لم يتغير الأداء نحو الأفضل. مطالبًا المسؤولين عن الأمن بأن يبينوا للمواطنين السبب ويعالجوه، وإن لم يستطيعوا فعليهم الاستقالة أو أن تتم إقالتهم، إذ ليس لديهم خيارات أخرىquot; كما نقل عنه موقع quot;نونquot; على الانترنت من كربلاء. واشار الى ان جريمة سامراء الاولى قد ضاعت والآن وتضيع الثانية، بينما يستنكر المسؤولون الامنيون... إن هذا كلام سخيف وبعيد عن المسؤولية وذر للرماد في العيون وتخدير للناس.
وقد تعرض مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري أحد أبرز العتبات المقدسة لدي المسلمين بعد نحو 16 شهرًا على تفجير قبته الذهبية مطلع العام الماضي لإعتداء آخر أسفر عن انهيار المئذنتين قبل عشرة أيام إثر وقوع انفجارين بفارق زمني بسيط.
واكد الصافي أن هناك خبثًا واضحًا من وراء إخفاء إحصائيات من يقتل من الإرهابيين خلال السنوات الماضية، إزاء ما يُذكر من أرقام الضحايا المدنيين وقتلى قوات الاحتلال خلال تلك الفترة وكأن تلك الإحصائيات تريد الإشارة لمن هم خلف الحدود بأن يأتوا للعراق للقتال، لأن مئات الآلاف من العراقيين قد ذهبوا ضحية وأكثر من 3000 جندي من الاحتلال قد قتلوا بفعل ما يجري من عمليات مسلحة، ولا تريد تلك الإحصائيات تخويف الجماعات المسلحة في الخارج من حجم ضحاياها في العراق لكي لا يحجموا عن الذهاب إليه لتنفيذ عملياتهم الإجرامية ضد العراقيين.
وطالب الصافي مراكز الإحصاء ووسائل الإعلام إزاء ذلك، بأن تكشف أرقام الإرهابيين وأن تركزعلى الانجازات التي يحققها العراقيون في جوانب الحياة المختلفة لكي يفشل الإرهابيون في تحقيق أهدافهم التي يقف في مقدماتها إفشال حياة العراقيين وتعطيلها وإظهار الجانب المظلم منهاquot;. كما دعا المسؤولين إلىعدمالتعامل مع التظاهرات السلمية بسلبية لأنها مصدر قوة لهم، مضيفًا بأن أفضل حماية للمسؤول تأتي من الشعب فهو الواعي لما يجري ويستطيع المسؤول أن يستفيد من تشخيصه الجيد للأمور.