الرجوب بحث اوضاع اللاجئين الفلسطينيين مع بارزاني
العراقيونلتحويل تفجير سامراء لوحدة شيعية سنية
أسامة مهدي من لندن : دعت الحكومة العراقية جميع مواطنيها الى الاعتصام والتكبير في المساجد وقرع الاجراس في الكنائس لمدة 15 دقيقة غدا الاثنين احياء للذكرى الاولى لتفجير مرقدي الامامين العسكريين للشيعة في سامراء بينما اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي التفجير استهدف اشعال فتنة شيعية سنية بين المسلمين في العالم في الوقت الذي وصلت الى النجف وفود سنية للمشاركة في مسيرة استنكار وتعبيرا عن الوحدة الوطنية مع الشيعة بمدينة النجف بهذه المناسبة.. فيما بحث جبريل الرجوب مبعوث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق في حين تم الاعلان بان بغداد قررت معاملة هؤلاء اللاجئين مثل العراقيين عدا التجنيس .
وناشد بيان من مجلس الوزراء العراقي الى quot;ايلافquot; الليلة جميع العراقيين الى الاعتصام في الساعة الثانية عشرة ظهرا احتجاجا على فاجعة سامراء التي قال ان الصداميين من انصار الرئيس السابق صدام حسين والتكفيريين من المسلحين العرب .. وفيما يلي نص البيان :
بيان
إحتجاجاً على فاجعة سامراء التي إرتكبها التكفيريون والصداميون وحماية للمقدسات الدينية وتكريساً للوحدة الوطنية، تدعو الحكومة العراقية جميع العاملين في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وعموم المواطنين للإعتصام لمدة خمس عشرة دقيقة وذلك في الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم غد كما تدعو إلى ترديد التكبير في المساجد وقرع الأجراس في الكنائس.
وكان تفجير المرقدين في مدينة سامراء (110 كم شمال غرب بغداد) التي يسكنها خليط متعايش من السنة والشيعة قد فجر عنفا طائفيا غير مسبوق ادى الى مقتل عشرات الالاف من العراقيين وتهجير 120 الف عائلة الى داخل البلاد وهروب حوالي المليون ونصف المليون من المواطنين الى دول الجوار وبلدان اوربية اخرى في موجة نزوح اعتبرتها الامم المتحدة الاكبر منذ هجرة الفلسطينيين عام 1948 . وبرغم اتهام السلطات العراقية لانصار صدام والمسلحين الاجانب الا انه لم يعلن لحد الان عن اعتقال الضالعين في التفجير او تقديمهم الى العدالة برغم ان مسؤولين عراقيين اشاروا في مناسبات عدة الى تواطؤ حراس المرقدين مع مرتكبي هذه الجريمة.
ومن جهته اكد المالكي ان تدمير مرقدي الامامين العسكريين في مدينة سامراء في الثاني عشر من شباط (فبراير) من العام الماضي هدف الى اشعال حرب اهلية وفتنة طائفية بين الشيعة والسنة في العالم الاسلامي وقال ان هذه الجريمة تمت بدعم ومساندة الصداميين quot;انصار الرئيس السابق صدام حسينquot; الذين كانوا يحلمون باعادة الدكتاتورية ووجه اللوم الى مرجعيات دينية قال انها لم تصدر فتواى دينية تعتبر منفذي هذه الجريمة خارجين عن الدين الاسلامي وتحددهم بالاسم وتعلن صراحة حرمة الإنخراط في هذه الجماعات المنحرفة .
واضاف المالكي في بيان اليوم لمناسبة الذكرى الاولى لتدمير المرقدين وارسل مكتبه الاعلامي نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان الهدف من التفجير كان اثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة ليس في العراق فقط انما في عموم العالم الاسلامي وان اختيارهم لمدينة سامراء كان محسوبا فهذه المدينة التي تحتضن المرقدين قد عاش ابناؤها من الطائفتين السنية والشيعية في تآخ ووئام على مدى مئات السنين . وقال ان عاما من المآسي والتهجير القسري والقتل على الهوية وتدمير البنى التحتية واستهداف المدنيين الابرياء بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة يعد استمرارا للخطة الشريرة للارهابيين التي بدأت مع تفجير مرقد العسكريين .
واضاف ان مؤامرة الزركة في النجف التي احبطت مؤخرا تمثل تكراراً لمأساة سامراء ولكن بغطاء جديد وتحت شعارات دينية منحرفة في مخطط لاشعال فتنة طائفية ومذهبية بهدف تمزيق الوحدة الوطنية . واوضح انه تم القاء القبض على العديد من المتورطين في تنفيذ هذه الجريمة النكراء . واكد التصميم على اعتقال بقية الارهابيين وتقديمهم للعدالة كما ان الحكومة عازمة وبكل جد على اعادة بناء الحضرة الشريفة وباقرب وقت ممكن
ودعا العراقيين بكل مكوناتهم الى رفع نداء المحبة والسلام والعمل على طي هذه الصفحة السوداء التي لوثت تاريخ العراق . واعرب عن تطلعه ل اقامة دولة المؤسسات التي تحترم فيها جميع الاديان وتصان الشعائر والمعتقدات من أجل بناء العراق الذي سيكون لكل العراقيين ولا ملاذ فيه للارهابيين .
وقال ان العراقيين يتذكرون مع المسلمين في جميع انحاء العالم بألم وحزن الجريمة الكبرى التي ارتكبها التكفيريون بتفجير مرقد الامامين العسكريين (عليهما السلام) في مدينة سامراء العام الماضي هذه الفاجعة التي لم يشهد موطن الانبياء والصالحين والمقدسات لها مثيلا .
واشار الى ان الهدف من تفجير مرقد الأمامين العسكريين كان اثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة ليس في العراق فقط ، انما في عموم العالم الاسلامي ، وان اختيارهم لمدينة سامراء كان محسوبا ، فهذه المدينة التي تحتضن المرقدين قد عاش ابناؤها من الطائفتين السنية والشيعية في تآخ ووئام على مدى مئات السنين .
واوضح ان عاما من المآسي والتهجير القسري والقتل على الهوية وتدمير البنى التحتية واستهداف المدنيين الابرياء بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة ، يعد استمرارا للخطة الشريرة للارهابيين التي بدأت مع تفجير مرقد العسكريين . واضاف ان المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف والقوى السياسية الوطنية قد تصدت لهذه المؤامرة الخبيثة ونجحت في تطويق تداعياتها المأساوية، على الرغم من المواقف غير المسؤولة لبعض الاطراف والجهات التي حاولت استغلال الفاجعة لتحقيق اهداف تضر بالوحدة الوطنية ، كما ان شعبنا العراقي العزيز، وبما عرف عنه من اعتصام بحبل الله واصاله وشهامة ونبل ،استطاع ان يتسامى فوق جراحاته، ويحافظ على وحدته الوطنية، ويفضح ادعياء الجهاد والمقاومة الذين لم يقتلوا الا المدنيين الابرياء ، ولم يضربوا الا مقدساته التي هي اعز مايملك.
وعبر عن اعتقاده بان السيارات المفخخة واحزمة الموت لم تكن تحصد ارواح الالاف من المدنيين الابرياء على مدى العام الماضي؛ لو ان هذه المرجعيات قد اصدرت فتوى دينية تعتبر فيها الجهات التي نفذت جريمة سامراء خارجة عن الدين الاسلامي وتحددها بالاسم وتعلن صراحة حرمة الإنخراط في هذه الجماعات المنحرفة .
وخاطب المالكي العراقيين قائلا quot;لنعمل جميعا على طي هذه الصفحة السوداء التي لوثت تاريخ العراق، ونتطلع لاقامة دولة المؤسسات التي تحترم فيها جميع الاديان وتصان الشعائر والمعتقدات من أجل بناء العراق الذي سيكون لكل العراقيين ولا ملاذ فيه للارهابيينquot; . ودعاهم الى التمسك بروح الاخوة والمحبة والتسامح ، لقطع الطريق على دعاة التكفيروالارهاب والطائفية المقيتة ، كما نطالب جميع القوى السياسية لنبذ الصراعات والخلافات وكل مامن شأنه الاضرار بالوحدة الوطنية والعمل معا لخدمة العراق الذي يحتاج الى طاقات وجهود الجميع .
وعلى الصعيد نفسه ستنطلق في محافظة النجف يوم غد تظاهرة ضخمة بمشاركة شيوخ وأبناء عشائر الفرات الأوسط وعدد من المسؤولين السياسيين والشخصيات الدينية وأهالي المحافظة إستنكارا لتفجير مرقدي الإمامين العسكريين قبل عام ولعدم جدية الحكومة العراقية في إعادة بنائهما كما قال مصدر عشائري . وأضاف ان عددا من الوفود السنية قد وصلت إلى المحافظة اليوم للمشاركة في التظاهرة وللتعبير عن إستنكار أهل السنة للحادث الإجرامي.
من جهته قال مسؤول من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في النجف إن المجلس سينظم إحتفالية صباح غد الإثنين إستذكارا لحادث تفجير المرقدين واشار الى انه من المنتظر أن يحضر الإحتفالية نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي الذي وصل إلى النجف عصر اليوم اضافة الى مسؤولين اخرين .
الرجوب وبارزاني بحثا اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق
بحث جبريل الرجوب مبعوث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مصيف صلاح الدين الشمالي مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق والتطورات السياسية في بلديهما فيما تم الاعلان بان الحكومة العراقية قررت معاملة هؤلاء اللاجئين مثل العراقيين عدا التجنيس .
ونقل الرجوب خلال الاجتماع رسالة شفوية الى بارزاني من عباس اكد فيها دعم الحكومة والشعب الفلسطيني لاستقرار الاوضاع السياسية في العراق ونجاح العملية السياسية والمصالحة الوطنية. بينما حمل بارزاني الرجوب رسالة جوابية الى عباس تتعلق بتعزيز العلاقات بين الشعبين الكردي والفلسطيني والاهتمام بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق وحل مشكلاتهم. وفي هذا السياق نفى جبريل الرجوب صحة تقارير اشارت الى توطين اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في العراق في إقليم كردستان. وشكر بارزاني الرئيس الفلسطيني على رسالته هذه وعبّر عن سعادته بإتفاق مكة الذي أبرمته حركتا فتح وحماس كما امل بان يسود السلام بين الطرفين مؤكدا دعمه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني مشيراً الى العلاقات التأريخية التي تربط بين الشعبين الكردي والفلسطيني مشددا على إستعداده للعمل من اجل حل مشاكل اللاجئين الفلسطينيين في العراق.
ومن جهته قال الرجوب في تصريح صحفي ان الحكومة العراقية اتخذت قرارا بمعاملة الفلسطينيين مثل العراقيين باستثناء التجنيس مشيرا الى ان حركة فتح ستتفتح مكتبا لها في اقليم كردستان .واضاف ان السلطات العراقية اتخذت قرارا بان الفلسطينيين سيعاملون كما يعامل العراقيون باستثناء مسألة التجنيس حيث تم الاتفاق مع الرئيس جلال الطالباني على ايجاد آلية بين الجالية وسفارتنا ومكتبه لتنفيذ هذا القرار . ودعا الى اخراج الجالية الفلسطينية من التجاذبات quot;التي لا علاقة لنا بها فهم لم يكونوا جزءا من السياسة الخارجية العدوانية سواء كان في ايران او الكويت او مع الاكرادquot;. واشار الى ان حركة فتح بصدد quot;فتح ممثلية لها في اقليم كردستان لان التعامل مع الاقليم يجب ان يكون على مستوى حركة فتح وليس على مستوى السلطة الفلسطينيةquot;.
والوفد هو الاول الذي يزور العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003.
وكان عباس ندد الشهر الماضي باالجرائم التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق حيث قتل اكثر من خمسمئة او اعتبروا في عداد المفقودين منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 بحسب ارقام رسمية فلسطينية نشرت منتصف الشهر الماضي .
وبحسب هذه الاحصاءات يبلغ عدد الفلسطينيين في العراق حوالى 22100 شخص. وقبل دخول القوات الاميركية الى العراق كان العدد نحو 34 الفا ويحظون بامتيازات عدة ابان النظام السابق لكنهم اصبحوا بعد سقوطه موضع شبهات خصوصا من قبل الميليشيات الشيعية وتعرضوا للعديد من التجاوزات.
وفي وقت سابق اليوم اجري الوفد الفلسطيني الذي يزور إقليم كردستان مباحثات مع مسؤولين في الاقليم بهدف إسكان quot;اللاجئين الفلسطينيين في بغداد بمناطق الاقليم لابعادهم عن مخاطر الارهاب والارهابيين الذي يتعرض لهم في العاصمة كما قال مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني .
واجتمع الوفد الفلسطيني الليلة مع اعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني بهدف بحث ومناقشة مصير 20 الف فلسطيني من الذين يقطنون في بغداد وهم الآن متعرضين للتشريد والترحيل القسري من قبل الجماعات المسلحة وبهدف ترتيب مكان آمن لهم في اقليم كردستان.
وإلتقى الوفد الفلسطيني في بغداد خلال الايام الثلاثة الماضية مرتين مع الرئيس العراقي جلال طالباني وبحث معه الموضوع وعبرعن امتنانه للجهوده من اجل حماية اللاجئين الفلسطينيين في العراق.
التعليقات