أسامة مهدي من لندن: أكد الرئيس العراقي جلال طالباني رغبة بلاده في إقامة أفضل العلاقات مع الصين وبحث مع رئيسي وزرائها وبرلمانها في بكين اليوم مساهمة بلادهما في إعادة أعمار العراق إضافة إلى تطوير علاقات البلدين في الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية.وأشار طالباني خلال اجتماعه في بكين اليوم الى رئيس مجلس الدولة الصيني quot;رئيس الوزراءquot; ون جيا باو الى توفر مقومات تعميق العراق شراكته مع الصين في حال تحقيق الانتصار على الإرهابيين وزوال العقبات التي تواجهها البلاد. وأعرب عن سروره بوجود رغبة حقيقية لدى الصين وعلى لسان رئيسها هو جين تاو لتمتين العلاقات بين البلدين الصديقين. واستعرض طالباني الأوضاع في العراق، وقال إن الحكومة العراقية ماضية في طريق تحقيق المصالحة الوطنية وتحسين الاوضاع الاقتصادية في العراق، كما نقل عنه بيان رئاسي أرسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; عصر اليوم . واكد طالباني حاجة العراق إلى اعادة البناء والاعمار، وقال quot;لقد دمرت الدكتاتورية كل شيء في البلاد، لذا فإن العراق اليوم بحاجة إلى إعادة البناءquot;.

من جهته جدد رئيس الوزراء الصيني تأييد حكومة بلاده للمساعي الرامية إلى اعادة الاستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية في العراق. وأبدى استعداد بلاده لتقديم المساعدة للشعب العراقي وتوفير برامج تدريبية للملاكات الوظيفية العراقية في مختلف المجالات الصحية والثقافية والتعليمية، إضافة إلى تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في العراق. كما أعرب عن ثقته في ان يعيد الشعب العراقي بناء ما تم تدميره وأن يحقق المصالحة الوطنية كونه شعبا عريقا وذا حضارة تمتد جذورها في عمق التاريخ. واشاد جيا باو بالرئيس طلباني كصديق قديم للصين مثمنًا دوره في تطوير وتحسين العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية. وقد دعا طالباني رئيس الوزراء الصيني جيا باو إلى زيارة العراق لتعزيز اواصر التعاون بين البلدين الصديقين.

وخلال اجتماعه برئيس البرلمان الصيني وويانغ قوة أكد طالباني أن الطريق بين بغداد وبكين سالكة، ولا يوجد ما يشوب العلاقات بين البلدين. واستعرض طالباني مسار العملية الديمقراطية في العراق مشيرًا إلى اجراء الانتخابات في البلاد لثلاث مرات على التوالي حيث يتزايد اعداد الناخبين فيها، في كل مرة عن سابقتها.

ودعا الى اقامة أفضل العلاقات مع العراق وتعزيز أواصر التعاون البرلماني بين مجلس النواب العراقي والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. وقال طالباني ان العراق يؤيد مساعي الصين الرامية إلى الحفاظ على وحدة أراضيه معتبرا ان تايوان جزء لا يتجزء من الصين مبينا ان سياسة البلدين تتفق وتتطابق حيال كثير من القضايا الدولية. وشدد طالباني على حرصه لجعل العلاقة بين العراق والصين نموذجا يحتذى به مؤكدا ان رئيس البرلمان الصيني سيكون ضيفا عزيزا في حال زيارته العراق. وأوضح ان العراق بلد غني وعريق وان تحقيق التطور فيه سيكون له الأثر الإيجابي على المنطقة بأسرها.

في المقابل شكر بانكوو الرئيس طالباني وابدى استعداده لتطوير العلاقات البرلمانية بين البلدين. وقال ان التعاون بين برلمانيي بلدينا سيعود بفوائد ملموسة على الشعبين الصيني و العراقي.

وقد اتفق الجانبان خلال الاجتماع على ضرورة تطوير هذا التعاون وتمتينه بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين. كما اكد بانغ قوه استعداده لتشجيع الشركات الصينية على المشاركة في اعادة اعمار العراق، مشيرًا إلى ان الصين هي اكبر ورشة في العالم تعنى بمشاريع البنية التحتية. رئيس البرلمان الصيني اشار ايضا إلى تعاون بلاده مع الدول العربية، وقال ان زيارة الرئيس طالباني للصين ستحقق المزيد من التطور لهذه العلاقات .

ومن جهة أخرى، زار طالباني اليوم ايضا النصب التذكاري لأبطال الصين ووضع إكليلاً من الزهور في مراسم حضرها أعضاء الوفد العراقي المرافق للرئيس طالباني في زيارته الحالية لجمهورية الصين الشعبية.

وإلتقى طالباني بعد ذلك مع رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية تيمور دواماتي الذي استعرض بدوره نشاطات الجمعية الرامية إلى تعزيز الصداقة والتعاون بين الجانبين الصيني والعربي مما يسهم في إيجاد أساليب وطرق جديدة لتعزيز العلاقات بين الصين والدول العربية. من جانبه اثنى طالباني على الدور الذي تقوم بهالجمعية في تعميق أواصر الصداقة بين الصين والبلدان العربية، وأشاد بجهودها المبذولة في هذا الشأن.