قال ان الاميركيين احتجوا على حرق علم بلادهم بتظاهرات النجف
طالباني: نحاور 5 مجاميع مسلحة لضمها للعملية السياسية

مكين يوصي بتفاؤل حذر في العراق

البيت الأبيض لتعيين مسؤول عسكري عن الحرب بالعراق وافغانستان

أسامة مهدي من لندن: كشف الرئيس العراقي جلال طالباني عن مفاوضات وصلت مرحلتها الاخيرة تجريها الحكومة مع 5 مجموعات مسلحة بهدف ضمها الى العملية السياسية وقال ان الولايات المتحدة احتجت لدى بلاده على حرق العلم الاميركي في التظاهرات التي شهدتها مدينة النجف الاثنين الماضي تلبية لنداء رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وشدد على أن المطالبة بانسحاب قوات التحالف من العراق في الوقت الحاضر يعد أمرا غير واقعي حتى تستتب الأوضاع الأمنية في العراق واشاد بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك في دعم القضية العراقية وأشار إلى انه تلقى من الرئيس المصري دعوة لزيارة مصر وقبلها بامتنان .

واكد طالباني خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم وجود اتصالات مع مجاميع مسلحة تطلق على نفسها quot;المقاومة الوطنيةquot; لغرض ضمها إلى العملية السياسية في البلاد. وقال في هذا السياق quot;إن هناك خمس مجاميع مسلحة اتصلت بالجانب البريطاني أولا و من ثم بالحكومة العراقية و بعد ذلك اتصلت برئاسة الجمهورية quot;و إننا الآن في المراحل النهائية لانجاز الحوار مع تلك المجاميع المسلحةquot; مشيرا إلى أن الحكومة تبدي تعاونا و تساهلا في سبيل ضمها إلى العملية السياسية.

وأشار إلى التحسن الأمني الذي يشهده غرب العراق بعد ان شعر الأهالي بخطر الارهاب وشرعوا في مواجهته في الانبار والمناطق التي تقطنها عشائر زوبع ومناطق اخرى غربية ابتليت بآفة الارهاب. ودعا العرب السنة الى تمييز انفسهم عن القوى الارهابية مشيدا بمواقف الحزب الاسلامي في هذا المجال وحث قوى التوافق الأخرى على ان تسلك المسار نفسه الذي اختاره الحزب الاسلامي.

وعن حلول الذكرى الر ابعة لسقوط النظام السابق قال طالباني إن التاسع من نيسان (ابريل) هو يوم تحرير للعراق من أبشع دكتاتورية عرفتها المنطقة. واستعرض التطورات السياسية و الانجازات التي تحققت طوال السنوات الأربع الماضية في مجال الحريات السياسية و الإعلامية و حرية التعبير عن الرأي، فضلا عن التجربة الديمقراطية التي أفرزت تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تمثل مكونات الشعب العراقي بأطيافه المختلفة، إضافة إلى وجود مجلس نواب منتخب و دستور اقر باستفتاء شعبي.

وبشأن وجود قوات التحالف في العراق أوضح الرئيس طالبانيquot; أن المجلس السياسي للأمن الوطني وجه الحكومة بتقديم طلب إلى الأمم المتحدة لتمديد فترة بقاء قوات التحالف في العراق، حتى يتم تأهيل القوات الأمنية و العسكرية العراقية لتتمكن من تولي المسؤوليات المناطة بها وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد وبالتالي فان وجود قوات التحالف في العراق جاء بطلب من الحكومة وبقرار دولي الا أن الحكومة العراقية تملك حق مطالبة هذه القوات بالمغادرة في أي وقت تراه مناسبا لذلك وان الإدارة الأميركية أكدت في مرات عدة استعدادها لسحب تلك القوات في حال طلب الحكومة العراقية ذلكquot;. وشدد على أن المطالبة بانسحاب قوات التحالف من العراق في الوقت الحاضر يعد أمرا غير واقعي حتى تستتب الأوضاع الأمنية في العراق.

وانتقد الرئيس طالباني عملية حرق العلم الأميركي خلال التظاهرات التي جرت في النجف الاشرف، يوم التاسع من نيسان، واصفا إياها بالعمل الطائش. وقال quot;إن العلم هو رمز للدولة و للشعب و الأمة و ليس رمزا للحكومة فقط وأن حرق العلم يمثل اهانة للشعب والأمة الأميركية إضافة إلى انه لا يعكس المستوى الحضاري الذي نتمنى ان يظهر به المواطن العراقيquot;. كما انتقد قناة العراقية الفضائية الرسمية لبثها لقطات لعملية حرق العلم الأميركي وقال quot;نحن بلد ديمقراطي ولكن ما سجل علينا هو ان العراقية خلقت لنا مشكلة مع أميركا لان العراقية نشرت وقائع التظاهرة التي حرق فيها العلم الأميركي .. فالأميركيون احتجوا علينا باعتبار ان العراقية هي تلفزيون رسمي، فكيف نشرت تفاصيل هذه التظاهرة. ودعا قناة العراقية لان تكون محايدة وان تكون للجميع وليس لطائفة او قومية معينة ولا لجهة سياسية معينةquot;.

وأشارإلى أن استخدام الشعارات المستوردة، مثل (الموت لأميركا) يسيء لمستخدمي هذه الشعارات قبل الإساءة إلى الطرف الآخر، مبينا انه ليس من اللائق و الصحيح أن نتمنى الموت لشعب وأمة بكاملها لها إسهاماتها في الحضارة الإنسانية، داعيا إلى اتباع أساليب أكثر احتراما تعكس المستوى الثقافي والحضاري للشعب العراقي.

واستنكر طالباني تفجيرات تلعفر التي استهدفت التركمان وأعرب عن تعاطفه معهم مؤكدا أن أهالي المدينة تعرضوا إسوة بالأقليات الأخرى إلى تنكيل النظام البائد الذي شن أقسى حملات التطهير والتهجير ضدهم. وشدد فخامته على حق التركمان وبقية الأقليات بالعودة إلى مناطقهم الأصلية والحصول على حقوقهم التي اقرها الدستور كاملة.

وفي معرض رده على استفسار بشأن قمة الرياض العربية وما حققته للقضية العراقية قال الرئيس طالبانيquot;لقد نجحنا في الحصول على إدانة واضحة و شديدة للإرهاب في العراق كما قمنا بتوضيح الكثير من الحقائق الايجابية الموجودة على ارض الواقع التي كانت خافية عن أنظار العديد من القادة العرب خاصة في ما يتعلق بتحسن الوضع المعيشي، و تطور العملية الديمقراطية في البلاد وتعزيز الوحدة الوطنية واستقلالية الموقف و القرار العراقي وعدم تبعيته لأي جهة خارجية بالإضافة إلى آلية توزيع النفط والثروات الطبيعية بين المواطنين من قبل الحكومة المركزية، وكذلك قانون اجتثاث البعث وأوضحنا لهم أن العراق متسامح مع أبنائه إلا من تلطخت يداه بدماء العراقيينquot;.

وثمن طالباني دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك في دعم القضية العراقية وأشار إلى انه تلقى من الرئيس المصري دعوة لزيارة مصر وتقبلها بامتنان.

و بشأن العلاقة مع انقرة قال الرئيس طالبانيquot; إن العراق بحاجة إلى تعزيز العلاقات مع تركيا بما يتلاءم مع العمق التاريخي للروابط المشتركة بين البلدين الجارينquot;. واشار الى انه أوضح لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال لقائه على هامش القمة العربية في الرياض الكثير من الحقائق و المعلومات التي كانت تصل بشكل خاطئ الى الحكومة التركية في ما يتعلق بالواقع الاجتماعي والتركيبة السكانية لمدينة كركوك، و كذلك طبيعة المادة 140 من الدستور التي تمنح المواطنين حرية الاختيار بين البقاء في كركوك او العودة إلى مناطقهم الأصلية. وأضاف أن ما يجري الآن في المدينة هو تطبيع للأوضاع فيها مستبعدا وجود أي محاولات لضمها إلى إقليم كردستان.

وردا على سؤال بشأن مؤتمر العقد الدولي قال رئيس الجمهورية quot;ان الجميع متفقون على اهمية المؤتمر و انه يصب في مصلحة العراق من خلال تشجيع الاستثمار و انعاش الاقتصاد في البلاد ولهذا طالبنا مجلس النواب بضرورة الإسراع بانجاز القوانين ذات العلاقة والتي من شأنها تسهيل عملية الاستثمارquot;.