موسكو: تحتفل روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بالذكرى الخامسة لبدء الحوار السياسي عبر ما سمياه مجلس روسيا - الناتو الذي تم تشكيله قبل خمسة أعوام. وبوجه عام بدأ التعاون بين روسيا والناتو في عام 1991، عندما انضمت روسيا إلى مجلس التعاون الشمال الأطلسي. ويجتمع الأمين العام لحلف شمال الاطلسي دي هوب شيفر اليوم مع الرئيس الروسي بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف عقب دفاع دي هوب شيفرامس عن الدرع الصاروخي الذي تعتزم الولايات المتحدة
وتتعلق المواضيع التي يبحثها مجلس روسيا - الناتو بمكافحة الإرهاب والتعاون العسكري ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والتعامل مع الأزمات ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. ويعلن الجانبان بين الفينة والأخرى عن النجاح في مجالات التعاون هذه. إلا أن بريق النجاحات المعلن عنها يخفت في ضوء الخلافات المحتدمة.
ويعبر المسؤولون الروس الآن عن استيائهم من خطط نشر ما هو تابع للدرع الصاروخي الأميركي في الأراضي التشيكية والبولندية وإقامة قواعد لحلف الناتو في رومانيا وبلغاريا وعدم رغبة دول الناتو في التمسك بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة والقوات في أوروبا وأيضًا من انضمام المزيد من البلدان إلى الحلف. ويبدو أن موسكو اليوم تستعد لاتخاذ إجراءات مضادة كانسحاب موقت من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة والقوات في أوروبا. كما يمكن أن توقف روسيا التعاون مع الناتو في مجال الدفاع ضد الصواريخ في حالة ما إذا استضافت أوروبا 10 صواريخ اعتراضية أميركية ورادارًا أميركيًا.
ووصفت روسيا خطة الولايات المتحدة الخاصة بنشر أجزاء من منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا الشرقية بأنها تهديد وأثارت المسألة انقسامًا بين السياسيين في أوروبا حيث يرى بعضهم أن المنظومة ضرورية للدفاع، ويرى آخرون أنها فكرة تفتقر الى الحكمة. وقال الامين العام لحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر من خلال مترجم في مقابلة مع اذاعة ايخو موسكفي الروسية، quot;ليس من الضروري أن تكون عبقريًا لتدرك أن عشرة صواريخ اعتراضية لا تشكل خطرًا على روسيا والشعب الروسيquot;. وشدد على أن الهدف من الدرع هو اسقاط الصواريخ التي قد تطلقها دول تصفها واشنطن بالمارقة مثل كوريا الشمالية وإيران، وقال إن هذه الدول عدو مشترك لروسيا وحلف الاطلسي.
وفي خطوة تعيد إلى الأذهان ايام الحرب الباردة قال بوتين هذا الشهر انه سيأمر بتصويب الصواريخ الروسية نحو المدن الاوروبية الكبرى اذا مضت واشنطن قدمًا في خطتها لنشر أجزاء من درعها قرب الحدود الروسية. وقال دي هوب شيفر، quot;كنا أعداء وحاول كل منا أن يدمر الآخر لكن هذه الحقبة ولتquot;.
وتريد الولايات المتحدة نشر أجزاء من المنظومة الصاروخية في بولندا وجمهورية التشيك. وعرضت روسيا حلاً بديلاً يتمثل في أن تستخدم الولايات المتحدة محطة رادار بنيت خلال الحقبة السوفيتية في أذربيجان. وقالت الولايات المتحدة إنها ستدرس العرض لكن محطة الرادار في أذربيجان لن تحل محل الدرع الأساسي المضاد للصواريخ.
وعندما انطلق الحوار السياسي بين روسيا والناتو كانت روسيا تأمل في أن يتحول الناتو من كونه تكتلاً عسكريًا إلى منظمة عسكرية - سياسية توظف جهودها في اتجاه تعزيز الأمن في أوروبا بأكملها. ولكن الناتو يستمر كحلف عسكري، الأمر الذي يزيد من خطورته على روسيا بحسب رأي بعض المسؤولين الروس.
التعليقات