فهد العامر من الكويت: بات في حكم المؤكد قبول إستقالة وزير النفط الكويتي الشيخ علي الجراح بعد غد السبت، تجنبًا لخوض جلسة مجلس الامة التي ستعقد يوم 9 تموز (يوليو) المقبل والتي ستشهد التصويت على طلب طرح الثقة بوزير النفط.

إستقالة الجراح تأتي كنتيجة طبيعية للحراك السياسي المتسارع، تغذيه قوى سياسية اسلامية وليبرالية تختلف في ايديولوجياتها، غير انها تتوحد وتتفق في تبني الازمات السياسية ليحصد - كل حسب توجهه - الغنائم التي تحاكي خطه السياسي وتحقيق مصالحه المالية والسياسية والتي تتمثل في تعطيل حكومة الشيخ ناصر المحمد.

وفي المقابل يتابع الكويتيون عن كثب quot;كيفية توحد تلك القوى ضد برامج عمل حكومة الشيخ ناصر المحمد quot;، ويعلق مراقب سياسي في تصريحات quot;لـ ايلافquot; قائلا: لم يعد خافيًا على احد في الشارع الكويتي الاهداف التي تنشدها بعض القوى النيابية، موضحًا ان الشيخ ناصر المحمد اخذ على نفسه منذ الاعلان عن حكومته الاولى محاربة قوى الفساد، وقام بفتح ملفات لم يكن مقبولاً مجرد التفكير بها ومنها إلغاء عقود كبرى الشركات الكويتية، مضيفًا: quot;وهو ما أثار حفيظة قوى عدة لم تجد امامها، على الرغم من التباين الحاد في توجهاتها، إلا أن تتوحد من اجل النيل من حكومة الشيخ ناصر المحمد، وهو ما تحقق لهم في اسقاط حكومتين خلال اقل من سنة!!

ويشير المراقب إلى أن ثمة تساؤلات بدأت تطرح على نطاق واسع في الشارع الكويتي -لا سيما في الدواوين- تركزت حول quot;صدقية بعض الساسة ممن لهم احترام لدى الشارع حين يطلقون صفة الاصلاحي علي رئيس الحكومة المحمد، وفي الوقت نفسه نجدهم يقفون مع قوى الفساد من أجل عرقلة الحكومة، وتعطيل برامجها الاصلاحية ومحاربة الفساد؟quot; ويقول المراقب إن البسطاء من الناس بدأوا يعون quot;اللعبةquot; وأهدافها المعلنة/المخفية، إذ نجد مواطن بسيط يتحدث عن تحالف مختلف القوى من اجل اسقاط الحكومة.

تلك القوى السياسية تعمل وفق برامج سياسية معدة لهم سلفًا للنيل من حكومة الشيخ ناصر المحمد الذي شكل حكومته الثالثه قبل نحو شهرين ، وبعد انتهاء استجواب النواب لوزير النفط الشيخ علي الجراح quot;بسبب تصريح صحافي امتدح فيه وزير النفط ووزير المالية الاسبق الشيخ علي الخليفه الذي يواجه تهمًا عدة معروضة امام القضاء، quot;اعلن خلال اليومين السابقين عن استجوابات ستقدم في دور الانعقاد المقبل الذي ينطلق نهاية شهر تشرين الأول (اكتوبر) المقبل بإعتبار ان دور الانعقاد الحالي سيفض منتصف الشهر المقبل، لتضاف تلك التصريحات الى المخزون الذي بدا يصبح قناعة لدى الناس بأن الهدف هو عرقلة الحكومة عن برامجها.