دمشق: كرر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء استعداد بلاده لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل، وذلك خلال مؤتمر صحافي في دمشق مع نظيره الدنماركي بير ستيغ مولر. وقال المعلم quot;خضنا محادثات مع اسرائيل طوال عشر سنوات، لذلك سوريا جاهزة لاستئناف هذا السلام بناء على ما تم تحقيقه في المحادثات السابقةquot; التي توقفت في كانون الثاني/يناير 2000.

واضاف quot;موقفنا واضح، نحن مع تحقيق السلام العادل والشامل تنفيذا لقرارات مجلس الامنquot;. وتعثرت المفاوضات بين سوريا واسرائيل بسبب مطالبة دمشق باستعادة كامل هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981.

واوضح المعلم ان quot;سوريا لا تضع شروطا لصنع السلامquot;. واضاف quot;هناك فارق بين وضع شروط وان نكون على اطمئنان الى ان الطرفين جاهزان لتلبية متطلبات السلام، المتطلبات التي نصت عليها قرارات مجلس الامن ومبدأ الارض مقابل السلامquot;.

من جهة اخرى، دان المعلم quot;ما نسمعه من تصريحات اميركية معادية لسورياquot;، معتبرا انها quot;مؤشر على فشل السياسة الاميركية في المنطقة بدليل ما يجري فيها من توترات خاصة في العراقquot;. ورفض التعليق على قرار الرئيس الاميركي جورج بوش منع شخصيات سورية من دخول الولايات المتحدة على خلفية سعيها الى زعزعة الاستقرار في لبنان.

وقال انه quot;مؤشر لا يحتاج لسخافته الى تعليقquot;. وحظر بوش الجمعة الفائت على عدد من الشخصيات السورية واللبنانية الموالية لسوريا دخول الاراضي الاميركية بتهمة انها quot;تورطت او يمكن ان تكون تورطت في زعزعة الحكومة اللبنانيةquot;، على ما اعلن المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو.

وبين الشخصيات السورية المعنية بهذا الاجراء مدير الاستخبارات العسكرية في سوريا آصف شوكت ومستشار الرئيس السوري هشام اختيار والعديد من المسؤولين في الاستخبارات السورية بينهم رستم غزالة وجامع جامع اللذان عملا في لبنان لفترة طويلة.

الدنمارك تشدد على اهمية مراقبة الحدود بين سوريا ولبنان

من جهته شدد بير ستيغ مولر على quot;اهميةquot; مراقبة الحدود بين سوريا ولبنان لمنع تهريب الاسلحة، وقال مولر quot;من الاهمية بمكان ان تجري مراقبة فعلية للحدود السورية اللبنانية. نبحث مع لبنان مساهمات يمكن ان تقدمها الدنمارك في هذه المسألةquot;. واضاف quot;من الاهمية بمكان الا تعبر الحدود اشياء ينبغي الا تعبرهاquot;، في اشارة الى معلومات تحدثت عن عمليات تهريب اسلحة عبر الحدود السورية اللبنانية.

واوصى تقرير للامم المتحدة صدر في نهاية حزيران/يونيو بنشر مراقبين دوليين في لبنان لمساعدة هذا البلد في مكافحة تهريب الاسلحة انطلاقا من سوريا. من جهته، كرر المعلم رفض سوريا انتشار قوة دولية على الحدود مع لبنان، وقال ان quot;موقفنا من انتشار القوات الدولية واضح ومعلنquot;.

لكنه تدارك ان quot;اي اجراء يتخذه لبنان ضمن اراضيه وبقواه الذاتية هذا شأن لبناني ولا علاقة لسوريا بهquot;. ونفت سوريا في 12 حزيران/يونيو اي تهريب للسلاح عبر حدودها، منتقدة بشدة الموفد الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن الذي اعتبرت انه وراء هذه quot;المعلومات الخاطئةquot;.

من جهة اخرى، قال الوزير الدنماركي quot;نشعر بان سوريا جزء من المشاكل (في الشرق الاوسط) بسبب علاقاتها مع (حركة) حماس وحزب اللهquot; الشيعي اللبناني. واضاف quot;يجب ان تشعر اسرائيل بان حزب الله وحماس لا يملكان اسلحة وليسا في وارد مهاجمتهاquot;.

ووصف المعلم علاقات دمشق مع حزب الله وحماس ومختلف الفصائل الفلسطينية بانها quot;علاقات سورية مع الشعب الفلسطيني والشعب اللبنانيquot;. وقال quot;طالما هناك احتلال برهن التاريخ دائما انه ستكون هناك مقاومة مشروعةquot;. واعتبر مولر ان وجود قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) quot;مهم لضمان الامنquot;، واضاف ان quot;الدنمارك جزء من اليونيفيل لاننا نريد حماية الحدود اللبنانية لمنع وصول الاسلحة من المناطق الساحليةquot;.

واكد المعلم ان quot;سوريا حريصة على دور اليونيفيل لانهم اتوا من بلادهم للحرص على امن واستقرار لبنانquot;. وقال quot;لقد عبرنا لاسبانيا عن اسفنا الشديد للحادث الارهابي الذي تعرضت له القوة الاسبانيةquot; في 24 حزيران/يونيو واسفر عن مقتل ستة جنود. وتم تعزيز قوة اليونيفيل تنفيذا للقرار الدولي 1701 الذي وضع حدا في صيف 2006 لنزاع عسكري بين اسرائيل وحزب الله استمر 33 يوما. وبموجب هذا القرار ينتشر نحو 13 الف جندي دولي في جنوب لبنان. ويجري مولر جولة في المنطقة وغادر سوريا الثلاثاء متوجها الى اسرائيل.