سيدني: قال رئيس الوزراء الأسترالي إن بلاده لم تخض حرب العراق، ولا تتواجد في العراق quot;من أجل النفطquot;. وجاء رد جون هاورد بعد ما نسب إلى وزير الدفاع الأسترالي برندان نيلسون من أن الحفاظ على quot;أمن المصدرquot; النفطي في الشرق الاوسط كان أولوية لحكومة كانبرا. وقال هاورد quot;لسنا هناك بسبب النفط، ولم نذهب إلى هناك بسبب النفطquot;. وأردف بالقول في حديث إعلامي quot;لسنا باقين هناك بسبب النفطquot;.

وبدا أن هاورد يسعى لدحض فكرة وجود انقسام في الرأي داخل حكومته، معربا عن أن رأي وزير الدفاع quot;ربما تم التركيز عليه بشكل زائدquot; لكي يوحي بالربط بين الحرب والنفط. وقال هاورد quot;الكثير من النفط يأتي من الشرق الأوسط، جميعنا نعلم ذلك، غير أن السبب الذي يجعلنا نبقى هناك هو أننا نريد أن نمنح شعب العراق إمكانية الأخذ بالديمقراطيةquot;.

يذكر أن أستراليا شاركت في الحرب على العراق عام 2003، ولها حوالي 1500 جندي هناك.

وكان نيلسون قد قال خلال الاعلان عن تقرير مراجعة سياسة الامن القومي الاسترالية، إن إمدادات النفط أثرت على التخطيط الاستراتيجي للبلاد.وأضاف الوزير quot;المراجعة الدفاعية التي ننشرها اليوم توضح العديد من الاولويات بالنسبة للدفاع والامن في أستراليا، وأمن المصدر أحد هذه الاولوياتquot;.

وقد اتهم المعارضون الحكومة الاسترالية بتقديم أكاذيب بشأن الحرب في العراق.

وذكر سياسيون معارضون بأنه في عام 2003 أصر رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد على أن الحملة الدولية للاطاحة بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ليس لها أي علاقة بالنفط. وانتقد هؤلاء هاوارد بشدة واتهموه بصياغة سياسته تجاه العراق وقع الحاجة ودون تخطيط مسبق.

وقال المعارضون للحرب على العراق إن إقرار الحكومة يثبت أن غزو العراق بقيادة أمريكا كان لالتهام مزيد من النفط أكثر منه محاولة صادقة للكشف عن أسلحة الدمار الشامل.

وبحسب مراسل بي بي سي فإن سرعة رفض هاورد بشكل قاطع لفكرة ربط الحرب بالنفط تعود إلى أن هذا التلميح يقوض زعامته الشخصية. فتلك الفكرة تلمح إلى أن quot;دوافع ماديةquot; كانت وراء المشاركة في الحرب وليس المبادئ الراسخة، في الوقت الذي نجح هاورد في تأكيد صورة لنفسه على أنه سياسي يتمسك بقناعات نهائية حتى إذا خالفت الموجة السائدة. ويضيف المراسل إنه منغير المتوقع، رغم الصعوبات التي يواجهها هاورد بسبب العراق، أن يترك إرث الحرب نفس الأثر على سجله الشخصي كما في حالة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أو رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. فأستراليا لم تخسر سوى جندي واحد في العراق، كام أن هاورد لم يركز على افتراض وجود أسلحة دمار شامل باعتباره سبب خوض الحرب قبلها.

كما يربط هاورد التواجد في العراق بمسألة الأمن القومي، والتي يتفوق فيها في استطلاعات الرأي باستمرار على خصمه السياسي زعيم حزب العمال كيفين رود.