الخرطوم: ابدى قائد القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي المزمع انتشارها في اقليم دارفور، غرب السودان، رودولف ادادا، تفاؤله بنجاح مهمته، لكنه اشار الى تعقيدات تنطوي عليها هذه المهمة.ففي حديث الى عدد محدود من الصحافيين في وقت متأخر الجمعة في الخرطوم، لم يخف وزير الخارجية الكونغولي السابق الذي عين بداية ايار/مايو ممثلا خاصا للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، الطبيعة المعقدة للمهمة التي سيقودها.وقال ادادا quot;انها مهمة كبيرة وتحد لافريقيا (...) انها عملية صعبةquot;، لكنه اكد انه يتعامل مع مسؤولياته الجديدة quot;بحماسة واملquot;.

ومع قبول السودان بهذه العملية، ثمة مشروع قرار قيد الاعداد في الامم المتحدة لضمان تمويلها. وتقضي العملية المشتركة بان تحل محل القوة الافريقية التي تضم سبعة الاف عنصر في دارفور، قوة اخرى اكثر فاعلية من عشرين الف عنصر.وتعتبر القوة الجديدة ضرورية لتأمين الاستقرار في دارفور، حيث اسفرت الحرب التي اندلعت عام 2003 عن نحو 200 الف قتيل واكثر من مليوني نازح بحسب تقديرات منظمات دولية، علما ان الخرطوم تشكك في هذه الارقام.

وصل ادادا الى الخرطوم الجمعة، وسيتولى قيادة القوة الافريقية في السودان (اميس) في انتظار انتشار القوة المشتركة.وعليه في مرحلة اولى ان يحاول انقاذ القوة الافريقية ثم يؤمن انتقالا طبيعيا نحو القوة المشتركة، وسط مخاوف من وقف تمويل عملية الاتحاد الافريقي في السودان التي تعتمد خصوصا على المساهمات الاوروبية.وتم تمديد مهمة القوة الافريقية ستة اشهر اضافية، وينبغي الان تأمين مساعدات لها لتتمكن من استكمال مهمتها حتى النهاية.

وشدد ادادا على ان quot;دعم القوة الافريقية الذي نتلقاه من شركائنا امر حيوي اليوم لضمان نجاح مهمتناquot;، وذلك في وقت يخشى فيه الافارقة ان يحجم الاوروبيون عن مواصلة تمويل هذه القوة.واضاف ان quot;دعم قوة اميس هو الامر الاكثر اهمية اليوم لانه يضمن استمرار العمليات ونجاح العملية المشتركة. تلك هي الرسالة التي ينبغي ان نوصلها الى جميع شركائنا الكرماءquot;.

وفي رأي الممثل الخاص للامم المتحدة والاتحاد الافريقي ان التحدي الاخر يتمثل في ايجاد حل سياسي في دارفور، حيث انشق المتمردون الذين لم يوقعوا اتفاق السلام الى فصائل صغيرة تحاول المنظمتان جمعها.وتابع ادادا quot;من المؤكد ان مهمة حفظ السلام لن تسير في شكل سليم الا اذا حظيت بدعم اتفاق سياسيquot;، معتبرا ان جهود الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يمكن ان تفضي الى اتفاق مماثل.

وتستضيف الخرطوم حاليا موفد الامم المتحدة يان الياسون الذي يشرح الجهود الهادفة الى ايجاد حل سياسي في دارفور، وذلك عشية اجتماع دولي في ليبيا في 15 و16 تموز/يوليو سيركز على الموضوع نفسه.ويصل زميله الافريقي سالم احمد سالم السبت في مهمة مماثلة، هي الرابعة منذ قررت الامم المتحدة والاتحاد الافريقي العمل معا على هذا الملف.وسيتوجه ادادا خلال الايام المقبلة الى دارفور لاجراء اول لقاء ميداني مع القوة الافريقية، وقال انه يعول على تعاون الحكومة السودانية لنجاح مهمته.واضاف quot;في مهمة كهذه، لا يمكن القيام بشيء من دون دعم الحكومة السودانيةquot;.