تدمير مدفع ضد الطائرات ومقتل 5 جنود أميركيين
جيش المهدي يخرج بتظاهرات ضد المالكي
أسامة مهدي من لندن :
في تطور سيزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية في العراق خرج عناصر جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بغداد اليوم في تظاهرات ضد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إثر تصريحات أكد فيها أن التيار الصدري مخترق من قبل عناصر بعثية وصدامية... بينما قالت القوات الأميركية في العراق إن مروحياتها الاباتشي دمرت مدفعًا ضد الجو جنوب بغداد واعتقلت قائدي وأعضاء خليتين للقاعدة في كركوك وتكريت فيما قتل لها خمسة جنود ليرتفع بذلك عدد القتلى العسكريين الأميركيين منذ دخولهم إلى العراق ربيع عام 2003 إلى 3611 جنديًا إضافة إلى 26350 مصابًا.

وقد راجت في الشارع العراقي صباح اليوم تقارير عن نية الحكومة فرض حظر للتجوال في العاصمة خوفًا من تطور التظاهرات إلى صدامات مسلحة مع القوات العراقية والأميركية لكن الناطق باسم قيادة خطة أمن بغداد قاسم عطا نفى ذلك، وقالإن الوضع الأمني مسيطر عليه.
وأبلغ مصدر عراقي quot;ايلافquot; في اتصال هاتفي صباح اليوم أن جيش المهدي نظم اليوم عدة تظاهرات في مناطق من العاصمة هتفت ضد تصريحات المالكي التي انتقد فيها قادة التيار الصدري متهما اياه بالسماح باختراق عناصر بعثية وصدامية في تنظيماته تقوم باعمال ارهابية واجرامية ضد المواطنين. واشار المصدر الى ان المتظاهرين رفعوا صور الصدر ورددوا هتافات مؤيدة له واطلقوا عيارات نارية في الهواء.وتوقع خروج تظاهرات مماثلة في عدد من مدن العراق الجنوبية حيث ينشط جيش المهدي هناك وله مؤيدون في المحافظات الجنوبية الذين يستطيع تحريكهم في أي نشاطات يخطط لها. يذكر ان جيش المهدي يضم في صفوفه حوالي 10 الاف مسلح وتتهمه القوات الاميركية بتشكيل مجموعات ارهابية تقوم بقتل المواطنين وتهجيرهم على الهوية لكن الصدر ينفي ذلك ويقول ان عناصر غير منضبطة هي التي تقوم بذلك مهددا بمعاقبتها.
وتوقع المصدر ان تؤدي هذه التطورات الى تأجيل عودة نواب التيار الصدري البالغ عددهم 32 عضوا الى مجلس النواب التي كانت مقررة خلال الاسبوع الحالي مما سيزيد من شلل مجلس النواب الذي يعاني اصلا من غياب نواب جبهة التوافق السنية (44 نائبا) وجبهة الحوار الوطني (11 نائبا) احتجاجا على محاولات الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني اعفاء رئيس المجلس محمود المشهداني الذي ينتمي الى التوافق من منصبه اضافة الى رفض مذكرة الاعتقال بحق وزير الثقافة اسعد الهاشمي المنتمي للجبهة ايضا والمتهم بالضلوع في قتل نجلي النائب رئيس حزب الامة مثال الالوسي مطلع عام 2005.
وتوقع المصدر ان تؤدي انتقادات المالكي الى الصدر الى توتر العلاقات بينهما ولجوء الاخير الى خلق متاعب لرئيس الوزراء الذي احتل منصبه في نيسان (ابريل) من العام الماضي بفضل اصوات نواب التيار الصدري في الائتلاف.
وكان المالكي وجه امس انتقادات شديدة اللهجة هي الاولى من نوعها الى التيار الصدري مطالبا اياه باتخاذ قرارات حاسمة وواضحة حيال العملية السياسية ومحذرا مما اسماها quot; عصابات صدامية وبعثية متلبسةquot; التيار. وشدد في تصريحات للصحفيين في ختام اجتماعه مع رئيس الجمهورية جلال طالباني على quot;اهمية الالتزام الجدي للمساهمة في العملية السياسية حيث لا يمكن ان تضع قدما داخلها والاخرى مع العنف والارهابquot;.
واضاف المالكي قائلا quot;نسمع تصريحات من مسؤولين في التيار الصدري بانهم ضد استخدام السلاح ويدينون من يحمله، وهذا يضعنا امام حقيقة لا بد ان نقف امامها بشجاعة. ان كان هؤلاء يمثلون التيار فقادته اعلنوا بصراحة البراءة من كل من يحمل السلاحquot;. وقال quot;اذا، هؤلاء متلبسون وداخلون على التيار الصدري وهم من عصابات صدامية وبعثية وعصابات سلب ونهب اتخذوا من هذا العنوان وسيلةquot;.
ودعا المالكي quot;قادة التيار الصدري الى اتخاذ قرارات حاسمة وواضحة، لكي لا يتحملوا المسؤولية من خلال استخدام هذا الاسم في عمليات القتل والارهاب والخروج عن القانونquot;.
ويخوض جيش المهدي مواجهات حاليًا مع قوات الامن العراقية في السماوة كبرى مدن محافظة المثنى الجنوبية وفي الديوانية كبرى مدن محافظة القادسية في الفرات الاوسط.
وكان التيار الصدر قد اتخذ خلال الاسبوع الماضي موقفين متعارضين مع مواقف رئيس الوزراء اولهما رفضه لقانون النفط والغاز الجديد الذي وافق عليه مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي مشيرا الى انه يرهن العراق لسيطرة الشركات الاجنبية.. وثانيهما رفضه الانضمام الى التحالف الرباعي الذي يتوقع اعلانه الاسبوع الحالي واطلق عليه quot;جبهة المعتدلينquot; والذي سيتشكل من المجلس الاسلامي الاعلى بقيادة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.
وألمح المالكي امس الى قيام quot;تكتل سياسي جديدquot; من اجل quot;مواجهة التحدياتquot; التي تواجهها العملية السياسية في العراق. وقال quot;هناك اتفاق وتفاهم حول ايجاد قوى متفاعلة في ما بينها من اجل حماية المشروع السياسي والحكومة وسيعلن عن هذا التشكيل قريبا بعد التوقيع على الاتفاقquot;، داعيًا quot;القوى السياسية الى المشاركة في التكتل الجديدquot; الذي لم يشكف عن مكوناته.
واضاف ان اللقاء مع طالباني ناقش quot;عددا من القضايا الجوهرية التي تتعلق بتقييم العملية السياسية والبحث عن صيغ افضل لمواجهة التحدياتquot;.
وشدد على quot;ضرورة التعاون بين الرئاسات الثلاثquot;، موضحًا ان هذا التعاون بات quot;مطلبًا لكل العراقيين والشركاء الراغبين في تفعيل العملية السياسيةquot;.
يذكر ان طالباني يعقد اجتماعات مع مختلف الكتل البرلمانية منذ فترة زمنية للتشديد على اهمية quot;التوافق بين الرئاسات الثلاثquot; من اجل اتخاذ quot;القرارات المهمةquot; وتشكيل قيادة رباعية لادارة البلاد تضم اعضاء مجلس الرئاسة الثلاثة زائدا رئيس الوزراء.
تدمير مدفع ضد الطائرات ومقتل 5 جنود اميركيين
قالت القوات الاميركية في بيان عسكري الى quot;ايلافquot; اليوم إن مروحياتها الاباتشي دمرت مدفعًا مضادًا للطائرات وقاعدة اطلاق قذائف هاون قرب الاسكندرية جنوب بغداد. واوضحت انه أثناء تنفيذ مهمة إستطلاع جوية حددت المروحيات مكان الاسلحة المضادة للطائرات فقامت بتدميرها بوساطة صاروخين من نوع هيلفاير.
واضافت ان قوات الجيش العراقي اعتقلت قائد خلية تمرد واربعة أرهابيين أخرين خلال عملية غرب كركوك شمال بغداد.
وقائد الخلية متهم بتقديم تسهيلات للجيش الاسلامي في العراق ومسؤول عن توفير السيارة المفخخة التي استخدمت في الهجمة الانتحارية بمدينة مخمور في الثالث عشر من ايار (مايو) الماضي والتي ادى انفجارها الى مقتل واصابة عشرات الاشخاص. كما انه يقوم بتوفير الاسلحة للجيش الاسلامي في العراق لغرض إستخدامها في الهجمات المستقبلية. وقد إعتقل أربعة أرهابيين آخرين خلال العملية حيث تواجدت قوات التحالف كمستشارين، بينما لم تكن هناك إصابات بين صفوف القوات العراقية أو قوات التحالف خلال العملية.
وفي مدينة تكريت شمال غرب بغداد، إعتقلت القوات العراقية سبعة متمردين لارتباطهم مع القاعدة في العراق.
والمعتقلون كانوا مسؤولين عن تنسيق الهجمات بالاسلحة الخفيفة وقذائف أر بي جي ضد القوات العراقية وقوات التحالف وكذلك عن الهجوم بعبوة ناسفة والذي اواخر الشهر الماضي وتسبب في مقتل جندي أميركي.
وأعتقلت القوات العراقية خلال العملية الاشخاص بدون حادث بينما أستولت على بندقية هجومية من نوع كلاشنكوف وخمسة هواتف و 14,8 مليون دينار عراقي و 1210 دولار أميركي وكومبيوترات والعديد من الوسائل الدعائية المناوئة.
وفي المدينة نفسها قتل جندي من قوات مهام البرق بانفجار قرب عربته خلال عمليات في محافظة صلاح الدين امس بينما اصيب اربعة جنود ايضًا وتم نقلهم الى مؤسسة طبية لغرض العلاج.
كما قتل إثنان من جنود قوة مهام البرق وجرح وإثنان آخران في إنفجار عبوة ناسفة خلال دورية راجلة جنوب بغداد.
وبذلك ارتفع عدد القتلى من الجنود الأميركيين في العراق خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي إلى 28 قتيلاً فيما ارتفع عدد القتلى منذ بدء الحرب على العراق في اذار (مارس) عام 2003 إلى 3611 قتيلاً بينما وصل عدد المصابين منهم الى 26350 حتى الثلاثين من الشهر الماضي.
اما في مدينة الموصل الشمالية فقد عثر جنود الجيش العراقي وضباط شرطة الموصل على مصنع لتصنيع العبوات الناسفة ومخبأ للاسلحة.
فقد عثر جنود من الفرقة الثانية التابعة للجيش العراقي بالتعاون مع ضباط الشرطة المحلية على حوالى 10,000 قذيفة نترات الامونيا ومواد تصنيع العبوات الناسفة في مجمع يحتوي على بناية ومستودع وصهريج خزن. كما عثروا على نظام انبوب يربط جميع البنايات.
كما عثر جنود قوات التحالف من الكتيبة الثانية فوج الخيالة السابع على مخبأ للاسلحة يحتوي على مواد متفجرة وقذائف هاون مصنعة محليًا قرب الموصل... إضافة إلى العثور على نظام مخبأ عسكري كان يستخدم كملجأ آمن للمتمردين حيث تم تدمير المواقع الثلاثة بنيران موجهة بدقة.