اثينا: تهدد الحرائق المأسوية التي تجتاح اليونان رئيس الوزراء المحافظ كوستاس كرمنليس، الذي كان يأمل في تحسين مواقعه بسهولة في الإنتخابات المبكرة الشهر المقبل وبات يجهد في مجابهة الإنتقادات حول التصدي للكارثة.وخرجت الصحف اليونانية بعناوين شديدة اللهجة إزاء الحكومة بسبب النقص في فعالية تنسيق أجهزة الإغاثة على صفحاتها الأولى: quot;كارثةquot; وquot;العارquot; وquot;عاجزونquot; وطالبت quot;بإجراءات فورية لتعويض الضحاياquot; ومحاسبة المسؤولين عن التقصير...
وقام كرمنليس الاثنين في وقت مبكر بسلسلة من الزيارات إلى أجهزة الحماية المدنية ووزارة الشرطة برفقة رؤساء جهاز الاستخبارات وجهاز مكافحة الارهاب والشرطة قبل ان يتباحث مع رئيس الدولة كارولوس بابولياس ويعقد اجتماعًا مع الوزراء في مقر الحكومة.ومنذ السبت تحدث كرمنليس عن خطة مدبرة من مجرمين اشعلوا الحرائق لكن بدون تقديم توضيحات.
واثارت تصريحاته جدلاً مع قوى اليسار التي اتهمته بالتذرع بالمؤامرة لتغطية quot;عجزهquot; عن مجابهة quot;ماساة وطنيةquot;. وطلب رئيس الوزراء من مسؤولي الشرطة اتخاذ quot;اجراءات شديدة الصرامةquot; لضمان أمن اليونانيين والمناطق المتضررة ومساعدة المنكوبين.
ووضعت قوات الامن في حالة استنفار في كافة مناطق اتيكا المحيطة باثينا.وعرضت الحكومة مكافآت كبيرة تتراوح بين مئة الف ومليون يورو لمن يقدم quot;معلومات من شأنها ان تؤدي الى اعتقال اشخاص ينتمون الى منظمة اجرامية مسؤولة على الحرائق المشتعلة في البلاد منذ الاول من تموز/يوليو الى اليومquot;.
من جانبه أكد وزير الشرطة فيرون بوليدوراس إثر زيارة كرمنليس الى وزارته انه يمكن التحدث عن quot;خطر منهجيquot; مضيفًا أن لديه شهادات دون توضيحات.
من جهته أمر المدعي المكلف بجهاز مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة ديمتريس باباغيلوبولوس بتحقيق تمهيدي quot;لمعرفة ما اذا كانت جرائم الحرائق تندرج في اطار قانون مكافحة الارهابquot;.واعلن جهاز الاطفاء توجيه التهم لسبعة اشخاص بتهمة اشعال حرائق او اهمال منذ الجمعة و25 اخرين منذ بداية حزيران/يونيو.
وعلى صعيد التضامن كثف كرمنليس منذ يومين الاجتماعات بوزرائه لتحديد سلسلة من الاجراءات الرامية الى تخفيف معاناة المنكوبين الذين فقدوا كل شيء.واكد كرمنليس لرئيس الدولة ان كل الجهود تبذل لمكافحة الحرائق وان الاولوية الآن لإعادة اعمار البلاد موضحًا انه يعد quot;خطة كبيرةquot;.
ويشبه وضع كرمنليس الذي يعتبر الاوفر حظًا للفوز بالانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في السادس عشر من ايلول/سبتمبر وضع زميله الاسباني خوسيه ماريا اثنار بعد اعتداءات اذار/مارس 2004 في مدريد التي اسفرت عن سقوط 191 قتيلاً عشية الانتخابات التشريعية التي فاجأ زعيم الاشتراكيين خوسي لويس ثاباتيرو الجميع بالفوز بها.واتهم اثنار على الفور منظمة ايتا بارتكاب الاعتداءات وأصر على فرضيته على الرغم من التقدم في التحقيق الذي كشف سريعًا عن وقوف متطرفين اسلاميين وراءها.
التعليقات