عزت مصطفى من صنعاء: تصاعد الاحتقان اليوم بين أبناء المحافظات الجنوبية والسلطات اليمنية، إثر تظاهرات خاضها مواطنون في تلك المحافظات وقوات الأمن تحولت إلى صدامات عنيفة سقط إثرها قتيلان وثمانية جرحى بين المتظاهرين في محافظة الضالع.

وقالت مصادر لـ quot;إيلافquot; إن تظاهرة حاشدة قدرت بعشرين ألف خرجت اليوم في عاصمة محافظة الضالع وجابت شوارعها احتجاجاً على اعتقال العميد الركن ناصر النوبة رئيس جمعيات المتقاعدين العسكريين، إلا أن قوات الأمن واجهتهم أثناء المسيرة وانهالت عليهم بالهراوات وإطلاق الرصاص الحي في الهواء ما أدى إلى تحويل المسيرة السلمية إلى اشتباكات عنيفة، أحرقت خلالها الإطارات وقطع الطريق الذي يربط مدينتي عدن والعاصمة صنعاء.

الطريق بين صنعاء وعدن قطع أيضاً من نقطة أخرى في مدينة صغيرة تدعى الحبيلين تتبع محافظة لحج، إذ قام متظاهرون هناك اليوم بقطع الطريق فيما صعد آخرون إلى الجبال بعد تفريقهم من قبل الأمن إثر تنفيذهم مسيرة سليمة تطالب بإطلاق سراح العميد النوبة.

وفي عدن حاصرت قوات أمن بكثافة مقر الحزب الاشتراكي اليمني في المحافظة بعد لجوء عدد من المتظاهرين في ساحة العروض إليه ونفذوا اعتصاماً داخله.

وفي ما يبدو أن منتمين إلى المعارضة اليمنية نجحوا في تنفيذ اعتصام سلمي في محافظة شبوة الجنوبية اليوم دون وقوع اشتباكات، قالت المصادر الواردة من محافظة تعز أن قوات الحرس الجمهوري فرقت بالقوة اعتصاما نفذه حزب التجمع اليمني للاصلاح في احد أطراف المدينة .

الحكومة اليمنية اعتبرت التظاهرات والاعتصامات التي نفذت اليوم في ثلاث محافظات جنوبية إضافة إلى محافظة تعز الشمالية، نوعاً من أعمال الشغب أدت إلى إصابة 11 من أفراد الأمن.

وكانت المحافظات الجنوبية وبخاصة عدن قد شهدت منذ تموز (يوليو) الفائت اعتصامات سلمية متكررة نظمتها جمعيات المتقاعدين العسكريين والمسرحين من الجيش قسراً الذين أبعدوا عن أعمالهم عقب حرب صيف 1994م، وهو ما دفع بالسلطات إلى اعتقال العميد ركن متقاعد ناصر النوبة رئيس جمعيات المتقاعدين، وعدد آخر من رفاقه، في خطوة تسبق محاكمتهم أمام محكمة عسكرية في صنعاء بتهم تتعلق بالخيانة العظمى بحسب ما ورد إلى quot;إيلافquot;.