اسلام اباد: من المقرر ان تعلن رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو اليوم الجمعة موعد عودتها الى بلادها وسط تصاعد الازمة السياسية في بلادها، حسب ما اعلن حزبها.وتجري بوتو محادثات مع برويز مشرف الرئيس الباكستاني الذي يعاني ازمة سياسية من أجل التوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة قبل الانتخابات العامة والرئاسية التي ستجري في الاشهر المقبلة.
الا ان التقدم باتجاه ذلك كان بطيئا بسبب مطالبة بوتو من الرئيس التخلي عن قيادة الجيش والتنازل عن سلطات رئيسة اضافة الى منحها العفو من تهم الفساد التي اجبرتها على اختيار العيش في المنفى.وصرح فرحة الله بابار المتحدث باسم حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو quot;سنعلن موعد عودة بينظير بوتو الى باكستان عند الساعة الخامسة مساء (12:00 تغ)quot;.واضاف ان quot;مخدوم امين فهيم نائب رئيس الحزب عن ذلك في مؤتمر صحافي في اسلام ابادquot;.
ضربة جديدة لاسلام آباد مع مقتل 20 جنديا من فرق النخبة في عملية انتحارية
وفي باكستان تجري الشرطة الجمعة تحقيقا حول روابط محتملة بين منظمة القاعدة والانتحاري الذي تسبب الخميس بمقتل 20 جنديا من فرق النخبة في قاعدة تخضع لاجراءات امنية مشددة في شمال غرب باكستان ما شكل ضربة لاسلام اباد التي تواجه صعوبات في حربها على الاسلاميين المتشددين.وكان الضحايا اعضاء في وحدة من جنود النخبة مكلفين بالتحديد بمطاردة اعضاء القاعدة الذين تقول واشنطن انهم تمكنوا من تجميع قواهم في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد عند الحدود مع افغانستان الى جانب حركة طالبان الافغانية التي اطيح بها نهاية 2001.
وهذا الهجوم الانتحاري في احد معاقل الجيش الذي يخضع لإجراءات امنية استثنائية، في تاربيلا على بعد حوالى 70 كيلومترا شمال غرب اسلام اباد، استهدف الجنود الذي يخضغون لافضل التدريبات في البلاد عندما كانوا يتناولون العشاء في قاعة الطعام. وقد ادى الهجوم كذلك الى سقوط نحو 30 جريحا.واوضح ضابط كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه quot;الهدف كان قوة العمليات الخاصة المختصة بالعمليات ضد القاعدةquot;. وقال احد زملائه ان العملية التي اعد لها بعناية تحمل بصمات تنظيم القاعدة.
وتأثير العمليةفي معنويات القوات والرأي العام كارثي كما تظهر محاولات مسؤولين في الجيش مساء الخميس إرجاء الاعلان عن ان الانفجار ناجم عن اعتداء.والضربة قوية جدا خصوصا وان الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الذي تحول هدفا للقاعدة منذ اصبح حليفا كبيرا لواشنطن في quot;الحرب على الارهابquot;، كان سابقا عضوا في وحدة النخبة هذه.وبضغط من الولايات المتحدة كثف مشرف في الشهرين الاخيرين حربه على المقاتلين الاسلاميين الذين ينتشرون باعداد كبيرة في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد اكانوا باكستانيين او اجانب.
وردا على ذلك اسفرت موجة لا سابق لها من العمليات الانتحارية والهجمات لا سيما في شمال غرب البلاد عن سقوط اكثر من 270 قتيلا منذ هجوم الجيش في العاشر من تموز/يوليو والحادي عشر منه على المسجد الاحمر في اسلام اباد احد معاقل الناشطين الاسلاميين الذين كانوا يتحدون منذ فترة طويلة السلطات في قلب العاصمة الباكستانية.وقتل في ذاك الهجوم نحو مئة من هؤلاء المتطرفين المدججين بالسلاح. وغداة ذلك توعد القادة المتطرفون الباكستانيون والمسؤول الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري بالانتقام وبإسقاط نظام مشرف.
واستهدفت موجة الاعتداءات خصوصا العسكريين فضلا عن الكثير من المدنيين في اسلام اباد وضاحيتها.وسعى الجنرال وحيد ارشاد الناطق باسم الجيش الى ان يفسر الاعتداء في تاربيلا الذي يبدو مستحيلا في قاعدة محصنة كهذه من دون ان يكون هناك شركاء في الداخل للمنفذ، في تصريح لوكالة فرانس قائلا ان quot;الجيش يقلص يوما بعد يوم هامش تحرك الارهابيين لذا يسعون الى الانتقامquot;.ومع ان الجيش اكد انه قتل اكثر من 80 مقاتلا اسلاميا في المناطق القبلية يومي الاربعاء والخميس الا انه يستهدف كذلك بهجمات قاتلة وعمليات خطف كثيرة بينها عملية تضطره الى التفاوض منذ اكثر من اسبوعين للافراج عن نحو 240 جنديا اسروا من دون مقاومة من جانب قبيلة موالية لطالبان في شمال غرب البلاد.واضاف الجنرال ارشاد quot;انهم يقتلون اشخاصا ابرياء لاثارة الخوف لكنهم لن ينالوا من عزمنا على ازالة المتطرفين من مجتمعناquot;.
وقال مشرف في تصريح لوكالة الانباء الباكستانية quot;هذه الاعمال قمة في الجبن ولن تبقى من دون عقابquot;.
التعليقات