إيران قد تقصف إسرائيل إذا هاجمتها

طهران: أعلن مسؤول كبير في القوات الجوية الإيرانية، الأربعاء، أن القاذفات الإيرانية قادرة على ضرب إسرائيل في حال هاجمت الأخيرة إيران.

وقال الجنرال محمد علوي مساعد قائد القوات الجوية quot;في حال قام هذا النظام (الإسرائيلي) بخطوة مجنونة، لدينا خطة يمكن بموجبها للقاذفات الإيرانية شن هجوم انتقامي على الأراضي الإسرائيليةquot;.

ويعتبر الخبراء العسكريون الغربيون إن معدات القوات الجوية الإيرانية متقادمة وتعود طائراتها، إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979 وقد اشترتها من الولايات المتحدة بصورة رئيسة.

وفي ردة فعل أولية ندد البيت الأبيض، الأربعاء، بإعلان إيران إن قاذفاتها قادرة على ضرب اسرائيل في حال تعرضها لهجوم اسرائيلي، معتبرة إن ذلك يشير إلى نية ايرانية في الإستفزاز.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو quot;اعتقد ان كلامًا كالذي نقل عن إيران غير مفيد وغير بناء ويكاد يكون استفزازيًاquot;.

وأضافت متوجهة إلى الصحافيين quot;إن اسرائيل لا تسعى الى الحرب مع جيرانها، نريد جميعًا ان تضطلع ايران بواجباتها بموجب قرارات مجلس الأمن الدوليquot;، في إشارة إلى القرارات التي حضت إيران على التخلي عن نشاطاتها النووية الحساسة.

وأدلت المتحدثة بهذه التصريحات، ردًا على توجيه مساعد قائد القوات الجوية الإيرانية، تحذيرًا إلى اسرائيل حليفة الولايات المتحدة وعدوة إيران اللدودة.

في سياق آخر،دعا امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، الأربعاء، إيران إلى التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف التوصل إلى حل لملفها النووي، على ما أفادت وكالة الأنباء الكويتية.

وقال أمير الكويت quot;في ما يتصل بموضوع أزمة الملف النووي الإيراني، إننا في الوقت الذي نرى فيه أهمية التوصل لحل سلمي لهذا الملف، فإننا ندعو المسؤولين الإيرانيين إلى التعاون الكامل في هذا الشأن مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

وأضاف quot;وفي المقابل أيضًا ندعو إلى جعل هذه المنطقة، ومنطقة الشرق الأوسط منطقتين خاليتين من أسلحة الدمار الشامل مع التأكيد على حق دول المنطقة في إمتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية، في إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلةquot;.

وكانت الكويت أعلنت في تموز/يوليو الماضي رفضها لأي عمل عسكري ضد إيران.
وتخوض ايران مواجهة محتدمة مع المجتمع الدولي على خلفية برنامجها النووي في حين تخشى القوى الكبرى أن تكون الجمهورية الإسلامية تسعى إلى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء هذا الببرنامج، وهو ما تنفيه طهران دائمًا.

اما دول الخليج فتوافق على حق ايران بامتلاك الطاقة النووية السلمية، إلا انها اعربت مرارًا عن مخاوف، لا سيما بيئية، إزاء البرنامج خاصة وإن لإيران مفاعل بالقرب من مياه الخليج، كما تطالب بجعل المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك اسرائيل.

من جهة ثانية،أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن ياغر أن الوزير فرانك-فالتر شتاينماير إلتقى المسؤول الإيراني السابق عن الملف النووي حسن روحاني الأربعاء في برلين.
وقال ياغر خلال مؤتمر صحافي quot;كان لقاء غير رسمي (..) تناول البحث خلاله كما تتصورون مسائل ثنائية ودور إيران في المنطقة وبالطبع أيضًا الخلاف النوويquot;.

ووصل روحاني إلى ألمانيا بدعوة من معهد كوربر المتخصص في قضايا السياسة الدولية.
وقالت كيرستن الفرز المتحدثة باسم المعهد الذي يتخذ من هامبورغ (شمال) مقرًا له لوكالة فرانس برس، إن روحاني quot;عقد خلوة قبل الظهر مع ممثلين عن وزارة الخارجية الألمانية والمستشارية في برلينquot;.

وأوضح ياغر أن روحاني يرئس مركز دراسات مهم في طهران هو مركز الدراسات الإستراتيجية التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام برئاسة الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وهو يزور أوروبا بصفته هذه.
ويدعو روحاني إلى دبلوماسية أكثر مرونة حيال الغرب بموازاة دفاعه عن حقوق إيران في المجال النووي، وهو كان كبير المفاوضين في الملف النووي في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي حتى 2005. وبعد انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسًا، حل محله علي لاريجاني واستأنفت إيران نشاطات تخصيب اليورانيوم ما أثار أزمة مع الغرب.

من جهة ثانية، جدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الأربعاء، دعوته إلى quot;التفاوض والتفاوض والتفاوضquot; بشأن الملف النووي الإيراني، مؤكدًا أنه ليس من quot;المتحمسين للحرب بل من دعاة السلامquot;.
وقال كوشنير للصحافيين لدى خروجه من مجلس الوزراء quot;ما قلته بوضوح شديد هو انه ينبغي تجنب الحرب. الحرب هي اسوأ الخيارات ويتعين بالتالي تجنبها. ولتجنبها علينا أن نتفاوض ونتفاوض ونتفاوض، وهذا ما نقوم بهquot;.

وتابع quot;يجب كذلك على الأرجح اقتراح عقوبات عند الحاجة، ليس لإثبات جديتنا فحسب، بل لممارسة الضغط. وأنني متمسك بهذا الموقف، وكذلك رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والحكومة بكاملهاquot;.
وقال quot;لست من المتحمسين للحرب بل من دعاة السلامquot;، بعدما أثار جدلاً بدعوته الأسرة الدولية الأحد إلى quot;توقع الأسوأquot; أي quot;حربquot; مع إيران.

وعلق على ردود الفعل التي صدرت على تصريحاته، فقال الاربعاء quot;لست آسفًا لتوافر فرصة امامنا أخيرًا لمناقشة حقيقة الوضع. لا يمكن التستر خلف الكلام وعدم استخدامها والتظاهر. ليس هذا نوع الدبلوماسية الذي ننتهجهquot;.

وقال quot;نحن وحدنا من يتحدث عن الواقع ويحاول في الوقت نفسه وباصرار اجراء مفاوضات نخوضها بانفسنا ويخوضها (الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي) خافيير سولانا واوروبا منذ زمن طويلquot;.
واشار الى ان quot;اوروبا هي التي اقترحت كل هذا، ليس في الامر تبعيةquot; للولايات المتحدة.

وختم quot;بالطبع، اذا ما عزلت كلمة من سياقها، اذا قلنا +حرب+، عندها يشعر الجميع بالهلع. لكن ما الذي يجري حاليا في الدول الاربع التي زرتها الاسبوع المنصرم، في العراق ولبنان وفلسطين واسرائيل، وغيرها؟quot;.

بدورها دعت روسيا اليوم الى عدم تصعيد التوتر بشان ايران عبر فرض عقوبات جديدة او وضع سيناريوهات لاعمال عسكرية، داعية الى حل دبلوماسي.
وقال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين في نيويورك في مقابلة اجريت معه من موسكو عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة quot;ينبغي ان يؤدي كل شيء الى حل المشكلة النووية الايرانية بوسائل سياسية او دبلوماسية وعدم العمل على تصعيد التوتر سواء عبر تبني قرارات بفرض عقوبات او، لا سمح الله، عبر وضع مخططات لاعمال عسكريةquot;.

وقال quot;لا تكمن المشكلة في اقرار عقوبات. يمكن اصدار قرار بفرض عقوبات كل اسبوع. المطلوب معرفة ما اذا كان ذلك سيسرع تسوية هذه المشكلة البالغة التعقيد المرتبطة بالبرنامج النووي الايرانيquot;.

واعتبر ان quot;القرارات الاكثر تشددا او الاكثر تساهلا لن تؤدي بين ليلة وضحاها او حتى في مستقبل قريب الى حل المشكلة النووية الايرانيةquot;.