فوضى أربعة أيام بعد اغتيالها
باكستان تتكبد خسارة 455 بليون روبية جراء اغتيال بوتو
عبد الخالق همدر من باكستان: يعتبر الجميع في باكستان في الوضع الراهن اغتيال بينظير بوتو زعيمة حزب الشعب الباكستاني ورئيسة الوزراء السابقة مرتين خسارة وطنية كبيرة. والعواطف جياشة حيث لا يجرأ أحد أو لا يريد الخروج عن أجواء الحداد الذي أعلنه حزب الشعب لمدة أربعين يوما. ومن أجل ذلك لا ترى في الصحافة المحلية سوى الثناء على بوتو والإشادة بدورها الفعال في الساحة السياسية الباكستانية على الرغم من الانتقادات التي كانت تتعرض لها من خصومها في حياتها. ويبدو أن الإعلام الباكستاني quot; يُحسن ذكر الموتى quot;. وبعد أن يسكن الغبار وتهدأ الأوضاع من المتوقع أن يعود النقد إلى الساحة من جديد.
وبغض النظر عن تلك الخسارة المعنوية التي تكبدها الشعب الباكستاني على سبيل العموم وحزب الشعب الباكستاني على سبيل الخصوص، لا يختلف اثنان على أن اغتيال بينظير بوتو تسبب في تكبد الاقتصاد الباكستاني خسائر مادية باهظة. وقد أشارت الصحافة المحلية إلى أن قطاع القطارات وحده خسر 10 بلايين روبية خلال اليومين الأولين عقب اغتيال بوتو.
وقد أخذت المعطيات الأولية عن تلك الخسائر تعلو السطح بعد سيادة الهدوء على الوضع المشتعل في اليوم الخامس من تلك الكارثة. وأفادت تقارير أن الحياة بدأت تعود إلى الطبيعة في معظم المناطق المشتعلة ولا سيما المدن الداخلية لإقليم السند معقل حزب الشعب الباكستاني ومسقط رأس بينظير بوتو الراحلة.
أشار تقرير نشرته جريدة (ذي نيوز) الباكستانية الشهيرة إلى أن باكستان تكبدت خسائر تبلغ قيمتها الإجمالية 455 بليون روبية باكستانية ndash; أكثر من 7.52 بليون دولار أميركي - . وقد نقلت الجريدة عن مسؤول في وزارة المالية أن تلك المعطيات تشير إلى التقديرات الأولية فقط. أما الكشف عن الخسائر الحقيقية - وهي أكثر منها بكثير- سيأخذ وقتا.
وذكر المسؤول أن مجمل الإنتاج المحلي لحقته خسائر تساوي 435 بليون روبية ndash;أكثر من 7.20 بليون دولار-. وتلك الخسارة الهائلة ستجعل عجز مجمل الإنتاج المحلي 6 % بينما هدفه المقرر للعام المالي الحالي 2007 ndash; 2008 م 4 % فقط. وبذلك سيزيد عجز مجمل الإنتاج المحلي بواقع 2 %.
على صعيد آخر فإن الخسائر التي حصلت بسبب نهب البنوك وحرق أكثر من 6000 آلاف سيارة على مستوى البلاد زادت على 10 بلايين روبية. في حين خسرت الأسواق المحلية للبيع بالجملة والتجزئة أكثر من 12 بليون روبية بسبب الإضراب الذي دام لمدة أربعة أيام في معظم المدن الباكستانية. ولعله أشد إضراب في تاريخ البلاد.
ويرى محللون أن كل ما تم الكشف عنه لا يمكن أن يعطينا صورة كاملة للخسائر المادية التي لحقت البلاد جراء اغتيال بوتو؛ لكن المعطيات المتوفرة تشير إلى شدة وقع تلك الكارثة على الاقتصاد الباكستاني. كما أن الشعب الباكستاني سيدرك بخطورة الوضع في المستقبل القريب وبعد أن يسكن الغبار السياسي السائد على أفق البلاد بسبب قرب موعد الانتخابات العامة؛ لأن الأجواء السياسية الساخنة لا تسمح بالتفكير في تلك الأمور.
التعليقات