إسرائيل: نعيش تهديدا إستراتيجيا من الصواريخ الفلسطينية

سحابة قمعية صغيرة تذهل الإسرائيليين في تل أبيب

شبح حرب لبنان يرفض التوقف عن مطاردة أولمرت

كريات اربع (الضفة الغربية): يبدي المستوطنون اليهود استياءهم من زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى اسرائيل، لا سيما في ضوء ما عبر عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لجهة الاتجاه نحو تدابير لضبط حركة الاستيطان قبل وصول بوش الى القدس.وقال بيان صادر عن المستوطنين ان حكومة quot;تأتمر باوامرquot; الرئيس الاميركي quot;لا لزوم لهاquot;. وكان اولمرت اعطى توجيهات الى كل الوزارات بعدم اطلاق اي مشروع استيطاني في الضفة الغربية من دون موافقته المسبقة.

وقد اصر الرئيس الاميركي جورج بوش لدى السلطات الاسرائيلية على ضرورة تفكيك المستوطنات العشوائية المقامة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك في مقابلة معه نشرتها الجمعة صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية.

وصرح بوش quot;اكدت لنا الحكومة الاسرائيلية انها ستزيل المستوطنات العشوائية ونتوقع منها احترام هذه الالتزاماتquot;. ومن المنتظر ان يقوم بوش بزيارة الى اسرائيل والضفة الغربية الاسبوع المقبل.

وتأتي جولة بوش في الشرق الاوسط التي تبدأ الاسبوع المقبل استكمالا لمؤتمر انابوليس حول الشرق الاوسط الذي انعقد في الولايات المتحدة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. واعطى هذا المؤتمر الذي دعا اليه بوش دفعا للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي اصطدمت بمسالة الاستيطان فور انطلاقها.

في مستوطنة كريات اربع المحاذية لمدينة الخليل الفلسطينية في جنوب الضفة الغربية، يخشى المستوطنون ان يضغط بوش على السلطات الاسرائيلية لمزيد من الحد من حركة الاستيطان.

وقال هاغاي غلاس من بلدية كريات اربع التي تعد نحو ستة الاف شخص quot;الحكومة لا يجب ان تتلقى اوامر من الرئيس بوش، وان البناء في كريات عربة، كما في ما تبقى من ارض اسرائيل، يجب ان يستمرquot;.

ويعارض المستوطنون بشدة اي تنازل عن quot;ارض اسرائيلquot; بحدودها التوراتية التي تشمل الضفة الغربية، من اجل افساح المجال امام اقامة دولة فلسطينية في اطار اتفاق سلام يسعى الى تحقيقه الرئيس الاميركي قبل انتهاء ولايته في بداية 2009.

وقال هاغاي غلاس ان quot;عشرات العائلات تنتظر دورها للحصول على مسكن في كريات اربعquot;.واضاف quot;بالنسبة الى الفلسطينيين، السلام ليس الا آلة حرب لاقتلاعنا من ارض اجدادناquot;.وتعتبر كريات اربع التي انشئت بعد الحرب العربية الاسرائيلية في حزيران/يونيو 1967 قرب الحرم الابراهيمي، الموقع المقدس بالنسبة الى اليهود والمسلمين، احدى اقدم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وتخضع هذه المستوطنة لمراقبة عسكرية شديدة. وهي في حداد على جنديين قتلا الجمعة الماضي في هجوم فلسطيني على منطقة قريبة.ويقول الياهو اتلان (40 عاما)، استاذ التاريخ في مدرسة كريات اربع quot;نحن اولى ضحايا فساد هذه الحكومة التي تفاوض مع الارهابيينquot;.ورأى ان زيارة الرئيس بوش quot;ليست الا لذر الرماد في العيون ولن ينتج عنها الا تصعيد للعنف بين الفلسطينيينquot;، معتبرا ان هذا العنف الفلسطيني الفلسطيني quot;هو مصدر خلاصناquot;.

واعتبر ان فشل المفاوضات نتيجة هذه المواجهات سيبعد خطر الانسحاب من الضفة الغربية.ونفذت اسرائيل في صيف 2005 انسحابا بقرار من طرف واحد من مستوطنات قطاع غزة.وستتخلل زيارة بوش منتصف الاسبوع المقبل الى القدس تظاهرات يقوم بها الجناح اليميني المتطرف بين المستوطنين.

واعلن عن تجمع كبير في حار هوما (جبل ابو غنيم)، وهو حي استيطاني في القدس الشرقية حيث اثار مشروع بناء مئات المساكن غضب واشنطن والفلسطينيين.

ومنذ احتلال الضفة الغربية في حزيران/يونيو 1967، استقر نحو 270 الف اسرائيلي فيها، بينما يسكن نحو مئتي الف آخرين في حوالى عشرة احياء شيدت في القدس.

نائب اولمرت: احتمال إزالة مواقع استيطانية بالضفة
من جهة ثانية قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يوم الجمعة ان اسرائيل قد تبدأ حملة على المواقع الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية المحتلة عندما يقوم الرئيس الامريكي جورج بوش بزيارة للمنطقة الأسبوع القادم.

وشكل فشل اسرائيل في ازالة عشرات المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية كما تنص quot;خارطة الطريقquot; التي ترعاها الولايات المتحدة لاقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل وقضية توسيع المستوطنات القائمة تحديا لجهود بوش لاحياء محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية قبل ان يترك الرئاسة أوائل العام القادم.

وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حاييم رامون لراديو اسرائيل quot;آمل وأتصور انه خلال الفترة القادمة وبعدها أثناء زيارة الرئيس الامريكي لاسرائيل وبعد ذلك ستتخذ خطوات حقيقية لازالة هذه المواقع.quot;

ومن المقرر ان يقوم بوش بأول زيارة له لاسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ توليه الرئاسة في اطار جولة في الشرق الاوسط تبدأ في الثامن من يناير كانون الثاني الجاري وحتى 16 منه.

وقال بوش لرويترز في حديث يوم الخميس انه سيضغط على الدولة اليهودية فيما يتعلق بقضية المستوطنات.

وقال بوش في المقابلة quot;سأتحدث عن توسيع الاستيطان الاسرائيلي .. وكيف يمكن ان يكون هذا ... عائقا للنجاح.quot;

واضاف quot;يتعين تفكيك المواقع الاستيطانية غير المرخص لها مثلما قال الاسرائيليون انهم سيفعلون.quot;

وتختلف المواقع الاستيطانية التي بنيت دون تصريح من الحكومة الاسرائيلية في الحجم والشكل. فبعضها مجرد اكواخ منفردة غير مأهولة وبعضها على شكل مجموعة من عربات النوم المزدحمة بها خدمات مثل الطرق.

وأزالت اسرائيل بعض هذه المواقع في عمليات كانت تفجر عادة مواجهات بين الشرطة الاسرائيلية والمستوطنين اليهود. وفي أحيان كثيرة كان المستوطنون يعيدون اقامتها من جديد.

ولم يعط رامون تفاصيل عن اي المواقع التي اقيمت دون اذن من الحكومة الاسرائيلية قد تزال.

لكنه لمح الى ان الحملة ستركز على المواقع الواقعة خارج الجدار الاسرائيلي الذي بنته اسرائيل داخل أراضي الضفة الغربية لمنع المفجرين الانتحاريين والذي يشتبه الفلسطينيون في ان اسرائيل تريد ان تتخذ منه ترسيما للحدود المستقبلية لتضم الى اراضيها المستوطنات اليهودية الكبرى.

وقال رامون quot;بالقطع تلك المواقع غير المشروعة الواقعة شرقي السياج ستكون مرشحة للازالة.quot;

وأعلنت المحكمة الدولية ان المستوطنات اليهودية التي بنتها اسرائيل في الضفة الغربية واراض أخرى احتلتها في حرب عام 1967 هي غير مشروعة وتجادل اسرائيل في ذلك. وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بالاحتفاظ بالتكتلات الاستيطانية في الضفة الغربية تحت اي اتفاق سلام يبرمه مع الفلسطينيين.

وتلزم خارطة الطريق الفلسطينيين بنزع سلاح النشطين ولم يف الفلسطينيون بهذا الشرط بعد ويطالبون اسرائيل بشن حملة واسعة لازالة المستوطنات.

وصرح احمد قريع كبير المفاوضين الفلسطينيين يوم الخميس بأن الفلسطينيين يعتبرون كل المستوطنات بكافة اشكالها غير قانونية وغير مشروعة وتمثل شكلا من اشكال العدوان الذي يجب ان ينتهي مع انتهاء الاحتلال.

وبدأ اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس رسميا مفاوضات السلام في مؤتمر استضافه بوش في نوفمبر تشرين الثاني لكن المحادثات تعثرت حين أعلنت وزارة الاسكان الاسرائيلية عن خطط لبناء منازل جديدة في أراض محتلة قرب القدس.

وفي الأسبوع الماضي أمر اولمرت بأن تحصل أي مشاريع استيطانية جديدة على موافقته أولا في عملية تجميد فعلي للبناء.