تفليس: بدأ الناخبون في جورجيا في الإدلاء بأصواتهم يوم السبت في إنتخابات رئاسية مبكرة من المرجح أن يفوز فيها الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي الموالي للولايات المتحدة لكن استطلاعات الرأي تختلف بشأن ما إذا كان سيفوز بما يكفي من الأصوات لتجنب خوض جولة إعادة. ويجب على ساكاشفيلي الذي وصل إلى السلطة في ثورة سلمية عام 2003 أن يثبت التزامه بالديمقراطية بعد أن صدم حلفاءه الغربيين بسحقه بعنف احتجاجات مناهضة للحكومة في نوفمبر تشرين الثاني. وسيراقب الغرب الانتخابات للتأكد من نزاهتها. وقال عضو الكونجرس الأمريكي ألسي هاستينجز رئيس البعثة الغربية لمراقبة الانتخابات عشية التصويت quot;هذه الانتخابات انتخابات فاصلة ستحدد مدى التزامهم.quot;

وتقع جورجيا هذه الجمهورية السوفيتية سابقا في قلب منطقة جنوب القوقاز وهي طريق استراتيجي من طرق التجارة يضم خط أنابيب مهما يضخ النفط من بحر قزوين إلى أوروبا ومسرح صراع على النفوذ بين موسكو وواشنطن. وخسر ساكاشفيلي التأييد بعد فوز ساحق في الانتخابات منذ أربع سنوات وتختلف استطلاعات الرأي بشأن ما إذا كان سيفوز بأكثر من 50 في المئة من الأصوات لتجنب خوض جولة إعادة أمام منافسه الأساسي ليفان جاتشيتشي لادزه (43 عاما).

في جميع أنحاء البلاد تدثر الناس بمعاطفهم الثقيلة ليحتموا من الثلوج والجليد كي يتمكنوا من الذهاب إلى مراكز الاقتراع. وقالت ليا شليدزه -وهي ربة منزل في منتصف العمر خارج مبنى حكومي في العاصمة تفليس- quot;هذه هي المرة الأولى التي يتاح لنا فيها خيار حقيقي.quot; وأمر ساكاشفيلي باجراء انتخابات مبكرة في الخامس من يناير كانون الثاني بعد أن أصدر أوامر للشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المحتجين وأغلق الإذاعة الرئيسية للمعارضة وفرض حالة الطواريء لمدة أسبوع.

وتهدف الانتخابات المبكرة إلى إصلاح صورته الديمقراطية لكن المعارضة وجهت اتهامات بالفعل للمحامي البالغ من العمر 40 عاما والذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة بتزوير الانتخابات. وقال ديفيد زورابيشفيلي أحد زعماء ائتلاف المعارضة الذي يتهم ساكاشفيلي أيضا بسوء الإدارة الاقتصادية والفساد quot;إذا اكتشفنا انتهاكات خطيرة فسنقدم طعنا أمام المحاكم وندعو الناس إلى مظاهرات جماهيرية.quot; وينفي أنصار ساكاشفيلي الاتهامات بتزوير الانتخابات ويقولون انها أكاذيب من المعارضة التي تعلم أنها لا تستطيع الفوز.

وفي السنوات القليلة الماضية طبق ساكاشفيلي إصلاحات اقتصادية حرة ودفع جورجيا نحو الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي وهي سياسات يؤيده فيها معارضوه بشكل عام. وأشاد خبراء اقتصاديون غربيون بالاصلاحات التي طبقها ساكاشفيلي والتي استقطبت استثمارات أجنبية كبيرة ونموا اقتصاديا تراوح بين تسعة و12 في المئة سنويا. وسبق أن أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش بجورجيا باعتبارها quot;صرحا للديمقراطيةquot;. لكن كثيرا من الجورجيين يقولون إنهم لم ينتفعوا من الازدهار الاقتصادي وان التضخم أثر على مصادر الدخل وان أسعار خدمات المرافق العامة ارتفعت بشكل كبير بالاضافة إلى زيادة نسبة البطالة.

وعقد ساكاشفيلي آخر تجمع انتخابي مساء الجمعة اجتذب فيه 15 ألفا من أنصاره إلى منطقة رياضية في العاصمة تفليس. وقال وسط هتافات الأنصار الذين لوحوا بالأعلام الجورجية quot;مهمتنا هي مكافحة الفقر...وبصفتي مرشحا لكم فسأنفذ هذه المهمة إذا انتخبت.quot; وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في شتى أنحاء جورجيا الساعة 0400 بتوقيت جرينتش ومن المقرر أن تغلقها بعد ذلك باثني عشر ساعة.