دمشق: رأى ناشط سياسي سوري أن المهمة الحقيقية لزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المنطقة هي الإعداد والتحضير لإرساء أجواء المجابهة مع إيران، وشدد على أن الراعي الأميركي لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا رجاء فيه، على حد تعبيره.

وقال رئيس دائرة الإعلام في حركة الاشتراكيين العرب، حمدان حمدان، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;قد تكون المهمة الحقيقية لزيارة الرئيس بوش كامنة في الإعداد والتحضير لإرساء أجواء المجابهة مع إيرانquot;.

ويزور الرئيس الأميركي جورج بوش منطقة الشرق الأوسط مبتدئاً بإسرائيل ومروراً برام الله فيما تشمل الزيارة دولاً عربية عدة هي الكويت والبحرين والإمارات والسعودية ومصر.

وأضاف حمدان quot;إن تحديد الأقطار العربية التي سيزورها على هذا النحو إنما يعني خططاً حقيقية من أجل إيران لا من أجل فلسطين، ففلسطين كما يفهمها الرئيس الأميركي حقاً، قضية فات على استعصائها ستون عاماً من الزمن، وهي غير قابلة للحل بمجرد زيارة أو حتى في مؤتمر، وقد سبق الرئيس الأب رهانات ابنه في مؤتمر مدريد قبل سبعة عشر عاماً فكان الحصاد تمزيق الاتفاقات والإمعان في تقتيل وتشريد الناس كما الشجر والبشرquot;، على حد قوله.

وتتركز الزيارة، حسب الناطق الأميركي، حول الرغبة في دعم المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والبناء على ما تحقق في مؤتمر أنابوليس. وأما الهدف الآخر من الزيارة كما تعلن الخارجية الأميركية فيتضمن بلورة تصور راسخ لاحتواء الطموحات الإيرانية المنطقة، أو ما تسميه واشنطن وقف خطر طهران.

وقال حمدان quot;ظاهر خطة بوش من الزيارة دعم المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لكن عينه تظل تحدق صوب خارطة إيرانquot;، وبالنسبة لجدوى زيارة الرئيس بوش لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال quot;لنا أن نعود في تصور هذه المهمة إلى سياسات المكاييل المزدوجة التي درجت عليها واشنطن منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي وحتى يومنا هذاquot;.

وتابع quot;إن إصرار الرئيس بوش في مؤتمره الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت على ترديد سؤاله الذي سيوجهه إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو (ماذا سنفعل بصواريخ غزة؟!)، وينمّ هذا عن رغبة صريحة باستثارة احتراب جديد بين السلطة وحماس، فلماذا لم يسأل بوش مضيفه الإسرائيلي ماذا ستفعلون بدباباتكم وطائراتكم وهي تقوم بمهمات إبادة يومية ضد الشعب الفلسطيني لا في غزة وحسب بل في الضفة أيضاً.. ولماذا لا يجرّب السيد بوش أن يوجه السؤال البسيط والمباشر عن دواعي العنف لا في فلسطين بل والعالمquot; بأسره.

وأضاف القيادي السوري quot;إن الراعي الأميركي لعملية السلام لا رجاء فيه، فقد أدمن العرب والفلسطينيون مواقف واشنطن منذ أن كانت الولايات المتحدة البلد الأول في العالم الذي يعترف بقيام إسرائيل على حساب التشريد الفلسطيني.. ويكاد من المستحيل والسخف أن نتصور موقفاً أمريكياً عادلاً في مسألة الصراعquot; في الشرق الأوسط.

وأردف quot;غالباً ما يقوم الرئيس الأميركي في مطلع السنة الأخيرة من ولايته بنشاط محموم على صعيد العلاقات الدولية الخارجية، لكن هدفه المبطن هو خدمة حيثيات مستقبل حزبه في الداخل، وهكذا فعل كثيرون من رؤساء أميركا، وبوش ليس استثناءquot;، على حد تعبيره .