الياس توما من براغ:طالب رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا اليوم الاتحاد الأوروبي بعدم إرسال بعثتهإلى إقليم كوسوفو مشددا على أن إقدام الاتحاد على هذه الخطوة سيكون عملا غير شرعيا وسيخرق سيادة أراضي صربيا .

وحذر بشكل واضح بان إرسال الاتحاد بعثته التي سبق أن وافق عليها الاتحاد من حيث المبدأ والتي ستضم نحو 1800 من رجال الشرطة والخبراء المدنيين سيجعل صربيا تتوقف عن السعي للانضمام والتكامل مع الاتحاد الأوربي والى عدم التوقيع على اتفاق الشراكة والاستقرار . ولا يشاطر الرئيس الصربي بوريس تاديتش رئيس حكومته موقفه الخاص بتوقيف التكامل مع الاتحاد الأوربي بل يدعو إلى الاستمرار في عملية التقارب بين صربيا والاتحاد بغض النظر عما إذا كان إقليم كوسوفو سيستقل أم لا وبغض النظر عن الموقف الذي سيتخذه الاتحاد الأوربي بعد إعلان الاستقلال المتوقع من قبل ألبان كوسوفو خلال الأسابيع القليلة القادمة .

ويتبنى الرئيس الصربي موقفا معارضا لاستقلال كوسوفو مماثلا لموقف كوشتونيتسا غير انه يرى بان بلغراد لا يمكن لها بسبب هذه المسالة رغم أهميتها أن تعزل نفسها من خلال خطوات تضر بمصالحها الاستراتيجية .

و لا يحاول الرئيس الصربي الدخول في مواجهة مفتوحة مع رئيس الحكومة بشان هذه المسالة وغيرها كون الانتخابات الرئاسية الصربية ستجري في العشرين من هذا الشهر وبالتالي فان نجاحه بالاحتفاظ بمنصبه سيعتمد على الأرجح وبشكل كبير على الموقف الذي سيتبناه حزب رئيس الحكومة كوشتونيتسا الحزب الديمقراطي لصربيا في الجولة الثانية من هذه الانتخابات التي يتوقع أن تتم بين تاديتش وبين زعيم الحزب الصربي الراديكالي توميسلاف نيكوليتش فإعطاء أنصار حزب كوشوتنيسا أصواتهم لصالح تاديتش يمكن لها أن ترجح كفته في حين أن منحهم الأصوات لصالح مرشح الحزب الراديكالي يمكن لها أن تؤمن فوزه بمنصب الرئاسة .

و لا يجد موقف رئيس الحكومة الصربية الرافض لاستمرار عملية تكامل صربيا مع الاتحاد في حال قرر الأخير إرسال بعثته إلى كوسوفو أيضا تفهما حتى من قبل بعض وزراءه فوزير الاقتصاد والتنمية ملاجان ديمكيتش الذي ينتمي إلى حزب مجموعة 17 بلوس اعتبر رفض التوقيع على الاتفاقية الخاصة بالشراكة والاستقرار مع الاتحاد الأوروبي بأنه يمكن أن يشكل عملا انتحاريا لصربيا.

وشدد في حديث لصحيفة quot;فيتشيرني نوفوستيquot; على أن حزبه يصر على توقيع الاتفاقية لأنها لا يمكن أن تجلب لصربيا إلاَّ تقدما أسرع ومستوى حياتي أفضل للمواطنين وإنه من الخطأ أن يطلب من بروكسل أن تختار بين توقيع الاتفاقية مع صربيا وبين إرسال البعثة السلمية إلى كوسوفو .

كما يرى دينكيتش انه ينبغي الدعوة بصورة متوازية لإرسال البعثة السلمية فقط بموافقة الأمم المتحدة وأن تحاول صربيا الدخول في أوروبا وأن يبقى كوسوفو ضمن إطارها .

وحسب كلماته فإنه إذا ما انتهك القانون الدولي بسبب ألبان كوسوفو فإنه يجب انتهاكه بسبب الصرب أيضا أي فتح إمكانية ربط جمهورية صرب البوسنة مع صربيا وكذلك مناطق كوسوفو التي يعيش فيها الصرب.