دافع عن أوضاع حقوق الإنسان في بلاده
وزير الخارجية البحريني: خائفون من الفتنة السنية ndash; الشيعية
ونحن وبوش لا نريد حرباً أخرى في المنطقة

خالد بن أحمد آل خليفة
حاوره حسين جرادي: نفى وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أن يكون الرئيس الأميركي جورج بوش قد طالب البحرين بأي خطوات محددة لمساعدة واشنطن في quot;احتواء إيرانquot;. وقال آل خليفة في مقابلة ضمن برنامج quot;ساعة حرةquot;عقب مغادرة بوش العاصمة البحرينية المنامة إنّ quot;تعاوننا مع الولايات المتحدة قائم منذ زمن طويل ولم يُوضَع على الطاولة لمواجهة إيران أو غيرهاquot;. ورأى أن quot;التشاور بين الأصدقاء والحلفاء والشركاء في النظرة الواحدة والاستراتيجية الواحدة هو المطلوب دائماً وهذه الزيارة جاءت في هذا السياق. تشاورنا وتكلمنا في مختلف الأمور وتوصلنا إلى مواقف متقاربة ومتطابقة في كثير من الأحيان حيال كيفية حفظ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، وهذا ليس موجّهاً ضدّ أحدquot;.

quot;لا نريد حرباً أخرىquot;
وأعلن الوزير البحريني أن المسؤولين في بلاده والخليج أبلغوا الرئيس بوش أنهم لا يريدون حرباً أخرى في المنطقة. ورداً على سؤال عما إذا كانت المواقف التي يسمعها بوش من مسؤولي الدول الخليجية التي يزورها موحدة حيال الأزمة مع إيران قال: quot;نعم أنا لا أشك في ذلك. فخلال زيارته لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي أعتقد أنه يسمع رأياً واحداً وهو يتفق معه، بأننا لسنا في حاجة إلى حرب أخرى ونحن لسنا في حاجة إلى مواجهة أخرى. المنطقة تعبت من المواجهات وتعبت من الحروب وسمعنا ذلك أيضاً من الرئيس الأميركي نفسه. نحن نريد التنمية وقد رأى بعينيه التنمية في هذه المنطقةquot;.

quot;إيران لا تثير مخاوفناquot;
ووصف وزير الخارجية البحريني علاقات بلاده مع إيران بأنها quot;علاقة جيرة وأخوة عمرها آلاف السنين ولدينا اليوم مع إيران علاقة طيبة والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زار مملكة البحرين وهذا شيء طيب، ونحن نسعى دائماً لكي تكون العلاقة بين إيران وجميع دول العالم طيبة ولا تكون في طريق مجابهة أو مواجهة. ودائماً نتكلم مع إخواننا في إيران بصراحة في هذا المجال، إن كان ذلك يتعلق بالشفافية في الملف النووي أو في أي مجال آخر. نحن دائماً نسعى إلى البحث عن أفكار جديدة وسبل جديدة لإبعاد شبح أي حرب وأي هجوم عن المنطقةquot;.
وعمّا إذا كانت إيران تثير مخاوف البحرين قال: quot;إيران بنفسها كجمهورية إيران الإسلامية لا تثير مخاوفنا أبداً. لكن ما يثير مخاوفنا هو قلة التعاون بين دول المنطقة كلها (...) غياب هذا التعاون، غياب التنسيق الاستراتيجي هو مصدر الخطر، وإن كانت هناك نظرة واحدة تضمن الاستقرار بين دول مجلس التعاون وإيران وبقية الدول العربية والإسلامية وغيرها في المنطقة إضافة إلى حلفائنا في العالم فسيزول الخطر. أما أن نقول إن إيران ستكون بنفسها ستكون مصدر الخطر علينا جميعاً فهذا مبالغة في القولquot;.
وانتقد بعض الدول الخليجية التي quot;تنتهج سياسات وتتخذ مواقف في قضايا إقليمية ودولية من دون أن تتشاور مع أشقائها وجيرانهاquot;.
وقال آل خليفة إن بلاده quot;تعمل بالتعاون مع الولايات المتحدة ومع أشقائنا في مجلس التعاون والدول العربية لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله. الإرهاب له وجوه عديدة ونحن نعلم هذه الوجوه ونعلم من يموّل الإرهاب ومن يسعى لإحلال الخراب والدمار في المنطقةquot;.
وعن المخاوف في البحرين من فتنة سنية ndash; شيعية قال: quot;هذه الفتنة رأيناها في دول مجاورة ورأينا صورتها البشعة في دولة شقيقة مثل العراق. ونحن هنا مجتمع مسلم وفيه مختلف الطوائف. نحن متخوفون من هذه الفتنة. وهناك دول في المنطقة لديها التقسيم الطائفي نفسه إحداها مشلولة والأخرى لديها مشاكل كثيرة، ونحن نعمل جاهدين لتحسين صورة الوضع وأن لا ننزلق إلى هذا المنزلق الخطير الذي وصلت إليه الكثير من دولناquot;.
quot;البحريني مواطن أصيل والمشكك في ولائه غلطانquot;
وعن تشكيك البعض في الولاءات الوطنية لفئات بحرينية على خلفية طائفية قال: quot;لا أحد يشكك في ولاء أي مواطن بحريني. المواطن البحريني هو مواطن بحريني أصيل من أي طائفة أو ديانة كان، ومرجعيته السياسية هي جلالة الملك المفدّى، وآلياته الدستورية هي طريقه الصحيح. لكن هناك من يريد تخريب العلاقة بين مملكة البحرين وجمهورية إيران الإسلامية. هناك من يكتب مقالاً في إيران يسيء إلى البحرين، ومن يكتب مقالاً هنا في البحرين يسيء إلى إيران، وهذا أمر مطلوب أن نتعامل معه بحذر. وأمّا من يشكّك في ولاء أي مواطن بحريني فهو غلطان وألف غلطانquot;.

quot;القانون يحاسب من يخرّب الأمنquot;
وعن الأحداث الأخيرة في البحرين التي أعقبت وفاة شاب شارك في تظاهرة للمعارضة قال: quot;قد يكون هناك من يريد أن يلعب في الساحة السياسية لتخريب النظام وتعكير الأمن إن كان من الداخل أو من الخارج. لكن هذا الشيء لم يمنعنا من الالتزام بسيادة القانون. هناك قانون يسمح بالتظاهر والاعتصام، لكن أن يأتي من يخالف هذا القانون فسيكون من غير الصحيح أن لا تلتزم الحكومة بتطبيق القانون وحماية مصالح الناسquot;.

quot;راضون عن حقوق الإنسانquot;
وعن أوضاع حقوق الإنسان في بلاده وانتقادات المعارضة، أكد بن خليفة أن المنامة على تنسيق مستمر مع المنظمات الحقوقية الدولية، مبدياً رضاه التام عن مسيرة البحرين الحالية في مجال حقوق الإنسان. وعن المشاركة السياسية قال: quot;المعارضة دخلت العملية السياسية في البحرين. الآن لدينا عملية سياسية كاملة، وإن كان هناك من اختار أن يعارض بهدف إسقاط النظام أو تعكير الأمن وإيقاف التنمية فهذا يتعامل معه القانون. أما في مسألة حقوق الإنسان فقطعنا شوطاً كبيراً (...) ليس لدينا سجناء سياسيون قابعون في السجون بسبب آرائهم السياسية. هناك من يحاول التخريب في الشارع وهذا يتعامل معه قانون العقوبات في البحرين، وكل متّهم لديه محاميه وقضيته مطروحة أمام المحكمةquot;.
وأبدى المسؤول البحريني ارتياحه إلى كلام الرئيس الأميركي عن الديموقراطية في البحرين. وعمّا إذا كانت السلطات البحرينية انزعجت من التظاهرة التي نُظمت في المنامة للتنديد بزيارة بوش قال: quot;هناك قانون يُقر الاعتصام والتظاهرات وكان هناك تجمّع أمام السفارة الأميركية ولم يصدر عنه أي تكدير للاستقرار أو للنظام العام، وعبّر شعب البحرين عن رأيه في قراءته للموقف الشعبي الذي لاقى الرئيس الأميركي لكن هناك من لديهم آراء مختلفة وعبّروا عنها بكل حرية ولم يعترضهم أحدquot;.

quot;الإصلاح يتطلب وقتاًquot;
وفي الملف الداخلي قال آل خليفة إن quot;المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدّى هو مشروع ذو فكر جديد. هناك الكثير من الأفكار والمبادئ التي جاءت من الخارج ومرّت على منطقتنا، لكن هذا المشروع الإصلاحي يرتكز على التنمية والحرية وسيادة القانون وعدم التبعية الفكرية لأي كان، ويرتكز على حرية الإنسان واعتزازه بنفسه كمواطن عزيز في بلده لا ينقصه شيءquot;، لكنّه أشار إلى أن هذا المشروع quot;يتطلب وقتاً في هذه المنطقة الصعبةquot;.