الياس توما من براغ: رصدت أجهزة المخابرات التشيكية تنامي نشاط أجهزة المخابرات من دول مختلفة على الأراضي التشيكية وذلك بالصلة مع موضوع القاعدة الرادارية التي يريد الأميركيون وضعها في منطقة بردي العسكرية التشيكية كجزء من الدرع الصاروخي الاميركي في وسط أوروبا. ونقلت وكالة الأنباء التشيكية عن رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب التشيكي يان فيديم قوله لها بعد استماع أعضاء اللجنة للمعلومات التي عرضها رئيس جهاز المخابرات العسكري اوندرييه بالينيك ورئيس جهاز المعلومات والاتصالات الخارجية ايفو شوارز ومدير جهاز المعلومات الأمنية ييرجي لانغ أن الأمر لا يقتصر على الاهتمام المتنامي لأجهزة المخابرات الروسية بمسالة وضع الرادار الاميركي وأن عناصر المخابرات التشيكية يتابعون بشكل دقيق نشاط المخابرات الأجنبية في تشيكيا.

وأشار إلى أن النواب تلقوا معلومات حول طرق محددة تمارس عبرها أجهزة المخابرات الأجنبية التأثير في تشيكيا وأيضا عن الإجراءات المضادة التي اتخذتها أجهزة المخابرات التشيكية. ورأى أن نشاط المخابرات الأجنبية في بلاده بهذا الشكل يمثل تهديدا لأمن البلاد لكنه لم يوضح كيفية حدوث ذلك معترفا بان أجهزة المخابرات عادة تهتم بالحصول على المزيد من المعلومات حول قضايا تهمها من مصادر مختلفة. وأشار إلى أن رد الفعل التشيكي على تنامي نشاط أجهزة المخابرات الأجنبية اقتصر حتى الآن على المستوى الاستخباراتي أي لم يتم اتخاذ أي قرارات على المستوى الإداري أو إحالة الأمر إلى الأجهزة القضائية أو الشرطة. ولفت إلى أن عدد الدبلوماسيين الروس قد ارتفع بشكل ملحوظ العام الماضي في بلاده معتبرا هذا الارتفاع بانه غير اعتيادي ولا يتوافق مع وضع تشيكيا.

وكانت بعض وسائل الإعلام التشيكية قد أشارت إلى وجود شبهات بان أجهزة المخابرات الروسية تقوم بتمويل أو بدعم النشطاء التشيك المعارضين لوضع القاعدة الرادارية الاميركية بأشكال مختلفة غير أن ممثلي الحركات والتنظيمات المدنية التشيكية التي تنشط ضد وضع الرادار ترفض هذه الاتهامات المبطنة والتشكيك بها وترى أنها تستهدف الإساءة إليها مشددة على أن موقفها السلبي من الدرع الصاروخي لا يتم إرضاء لروسيا ومصالحها وإنما انطلاقا من قناعاتها بان وضع الرادار في تشيكيا سيحد من السيادة الوطنية وسيجعــل امن تشيكيا مهددا وليس العكس.

وتقول وكالة الأنباء التشيكية إن مصدرا من أوساط المخابرات التشيكية قد قال لها بان الدعم الروسي لاعضاء التنظيمات المعارضة للقاعدة الرادارية قد لا يكون ماديا وإنما إيديولوجيا كما لم يستبعد أن يكون بعض أعضاء هذه التنظيمات قد تلقوا مساعدات مالية روسية. وترى هذه الأوساط أيضا بان تقديم المساعدات قد لا يحدث بشكل مباشر وإنما عبر أشخاص وسطاء يقومون مثلا بتمويل طباعة المنشورات والحملات الإعلامية والمساهمة في تنظيم الفعاليات المختلفة المعادية للرادار الاميركي.