المعارضة لا تتبنى ... والسنيورة يلعن موقظي الفتنة
تحريك الشارع يُقلق الراي العام في لبنان
الياس يوسف من بيروت: أثارت التحركات الشعبية التي تخللها بعض الشغب خلال الأيام الأخيرة في بيروت وضواحيها ردود فعل بعضها ندد وتخوف من توسع هذه الظاهرة، وبعضها برّرها نظراً إلى تدهور الأوضاع الإقتصادية والخدمات المعيشية.
رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة حض quot;التيار الوطني الحرquot; وحركة quot;أملquot; على السعي إلى تحييد لقمة العيش عن الصراع السياسي، مذكراً بأن الامور quot;لا تعالج الا من خلال الحوارquot;. ووصف التحركات الشعبية في بيروت بأنها quot;خطيرةquot;، وقال ان quot;الفتنة نائمة، لعن الله من يوقظهاquot;، وحيّا رئيس مجلس النواب نبيه بري لموقفه القائل إن موضوع الكهرباء لا يعالج بالنزول إلى الشارع، داعيا الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية quot;في اسرع وقت ممكنquot;.
وكانت الحوادث المخلة بالأمن والمتنقلة في بعض أحياء العاصمة وضواحيها، تحديدا في البسطا، حي اللجا، زقاق البلاط، نفق سليم سلام على طريق المطار أخذت بعدا وحجما أكبر من حجمها الواقعي كتجمعات احتجاجية ومطلبية، لمجرد انها أثارت هاجس quot;فوضى الشارع والفتنةquot; وأعادت الى الأذهان مشهد 23 و 25 كانون الثاني/ يناير 2007 .
لكن التفسير السياسي للأحداث التي أخذت شكل قطع طرق وحرق اطارات وعمليات آر وفر ومطاردة في الشوارع من جانب الجيش والقوى الأمنية اختلف من فريق الى آخر . فقد نظر فريق الغالبية ( قوى 14 آذار/مارس) بشك وحذر الى هذه التحركات واعتبرها مريبة ومشبوهة في توقيتها وأشكالها الشارعية، مقدمة لأحداث وتحركات آتية ونموذجا لما سيحدث في المستقبل القريب. واستبعد تماما أن تكون هذه التحركات بريئة وعفوية انما هو منظم ومبرمج ويتخذ من المطالب المعيشية ، مثل انقطاع الكهرباء والغلاء غطاء وحجة ، لكن هذا الفريق يحذر من عواقب تكرار هذه الأحداث واحتمال ان تنقلب من حوادث شغب الى احتكاكات وصدامات في الشارع، خصوصا انها تجري في مناطق مختلطة مذهبياً وسياسياً.
وأعلن مصدر في قوى الغالبية لـquot; وكالة الأنباء المركزيةquot; المحلية ان قوى الموالاة لن تتحرك في الشارع quot;لان مواجهة المعارضة هي مع الدولة وليس معها وهي ليست ابدا في وارد استعمال جمهورها لمواجهة هؤلاءquot;، ووضع ما يشيعه قادة المعارضة عن تحريك الشارع في اطار التخويف والتهويل ليس الا. وكشف ان الجيش والقوى الامنية انتشرت بشكل كثيف في منطقة البترون الساحلية شمالأ وبعض المناطق التي اشيع أن تحركات شعبية تحضر فيهاquot;.
أما فريق المعارضة فينفي أي علاقة له على المستوى السياسي بالتحركات في الشارع ويقول إنها محصورة وأسبابها quot;تقنية وتعود إلى الرغبة في الإحتجاج على انقطاع الكهرباء في أحياء معينة لمدة طويلة على سبيل المثال، ويقول أيضاً إن مسؤولين في quot;حزب اللهquot; ساعدوا وحدات الجيش في ضبط الوضع والحؤول دون تطوره الى مشكلات أمنية، وان مسؤولي حركة quot;أملquot; المحليين ساهموا في احتواء مظاهر الفوضى وتحركات الشباب لئلا تتحول صدامات، وذلك بناء على تعليمات الرئيس بري الذي أبلغ مناصريه ان النزول الى الشارع لا يجوز ويزيد الاحتقان في البلاد.
ويذكّر فريق المعارضة بكلام الأمين العام لـ quot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله في خطاب عاشوراء أنquot; المعارضة اذا قررت التحرك فلن تختبئ وراء مطالب معيشية، ولن تتردد او تخجل في التحرك تحت عنوان سياسيquot;.
التعليقات