خلف خلف من رام الله: نجحت إسرائيل من خلال إدخالها لجرعة وقود لقطاع غزة في تحقيق امتصاص جزئي لغضب الجماهير التي خرجت في الدول العربية منددة بالحصار والعقوبات المفروضة على القطاع الذي تحول بفعل إغلاق معابره لسجن كبير، يتحكم رجال الأمن الإسرائيليين في كميات الطعام والشراب التي تدخله، في حين وصلت نسبة الفقر في غزة بحسب إحصائيات لمؤسسات فلسطينية نحو 90%، والبطالة ما يقارب 80%، والخسائر الاقتصادية اليومية المباشرة تقدر بمليون دولار.
ورغم أن وتيرة الأزمة في غزة انخفضت أمس بعد سماح إسرائيل بإدخال القليل من المستلزمات الأساسية، والأدوية وشحنات وقود لتشغيل مولدات الكهرباء، -حسب التقديرات تكفي لإضاءة غزة لمدة 3 أيام فقط-، إلا أنه عملياً، بقيت مأساة المواطنين في غزة متواصلة، نتيجة لاستمرار سياسة الاستنزاف التي تتبعها تل أبيب لإيقاف صواريخ القسام محلية الصنع التي تطلق القطاع.
وكان سجل خلال اليومين الماضين، خروج بعض المظاهرات في العديد من الدول العربية، مثل الأردن ومصر، واليمن، ولبنان، ورفع المتظاهرون الإعلام الفلسطينية مطالبين إسرائيل بوقف جرائمها ضد غزة، وتزعم بعض هذه الاحتجاجات نواب في البرلمانات العربية، بالإضافة إلى قيادات شعبية ورسمية.
ولا يلوح في الأفق، قرب انتهاء الحصار على غزة، بل على العكس تماماً، فالمراقبون يتوقعون ازدياد تعقيد الأمور خلال الأيام القليلة المقبلة، ونقلت صحيفة هآرتس الصادرة اليوم الأربعاء عن مصادر أمنية إسرائيلية إيضاحها إن المعابر في غزة ستكون مغلقة على نحو دائم، quot;باستثناء لغرض تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، والتي ستتخذ فيها قرارات موضعية على مستويات علياquot;.
وبينت المصادر ذاتها، أن إسرائيل ستنقل إلى القطاع كميات بالحد الأدنى من البضائع والمساعدات التي تمنع كارثة إنسانية وتقلص النقد الدولي عليها. قائلة: quot;ولكن quot;طالما استمرت نار الصواريخ، لن يكون بعد اليوم وضع تدخل فيه مائة شاحنة إلى القطاع في يومquot;.
ومن جانبها، تصعد حركة (حماس) من لهجتها ضد إسرائيل، وتشدد على استمرار المقاومة، وهو ما جاء على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في دمشق، والذي أوضح أمس في خطاب له أن نار صواريخ القسام نحو إسرائيل ستستمر طالما استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكانت إسرائيل أعلنت إغلاق قطاع غزة بشكل تام يوم الخميس الماضي، بحجة تزايد إطلاق صواريخ القسام صوب البلدات الإسرائيلية في الجنوب، وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بوقف إمدادات الوقود والغاز والكهرباء.
ولكن تقارير إسرائيلية تشير إلى قرار باراك بإظلام غزة، وقع على الجيش الإسرائيلي دون أن يجري بحث كامل في اثأر الخطوة على كل الجهات المهنية ذات الصلة. واعترفت أوساط وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس بأن quot;الأمور لم تجري في الأيام الأخيرة بالضبط كما أردنا. كان هنا قدر من التجربة والخطأ. نحن نفحص كل الإمكانيات من أجل تقليص نار الصواريخ، وبالمقابل إلا ننجرف إلى حملة برية بشكل غير محسوبquot;.
ويذكر أنه بعد تلويح إسرائيل بأنها تمكنت من خلال العقوبات خفض إطلاق الصواريخ صوب بلداتها الجنوبية، أطلق أمس ما لا يقل عن 17 صاروخاً من قطاع غزة، وهو ما أثار حفيظة القيادة السياسة في إسرائيل.
التعليقات