واشنطن: أكد مسؤول في مجلس العلاقات الأميركية الاسلامية في واشنطن ضرورة أن يكون المسلمون الأميركيون أكثر تغلغلا في المجتمع على الصعيد السياسي لمواجهة الحرب التي يشنها بعض المرشحين للرئاسة على quot;التطرف الاسلاميquot;. وأعرب المدير القانوني لمجموعة الحقوق المدنية في مجلس العلاقات الأميركية - الاسلامية بالعاصمة واشنطن كوري سايلور عن اعتقاده بأن واجب الجماعات الاسلامية العمل بشكل فعال عن طريق تكوين لجان سياسية نشطة وذات دور أكثر فاعلية على الصعيد العام.
واحتلت الحرب المفترضة ضد quot;التطرف الاسلاميquot; مكانة رئيسية ضمن قائمة اهتمامات المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية لاسيما في ظل حرص بعضهم على اظهار قوتهم في محاربة تنظيم القاعدة والمتطرفين الاسلاميين واعتبار ذلك عنصرا مهما من برنامجهم الانتخابي.
وعلل محللون سياسيون هنا اهتمام المتنافسين الجمهوريين بالحديث عن محاربة التطرف الاسلامي الذي يقولون ان عناصره تشن حربا معلنة على الولايات المتحدة بحرص هؤلاء المرشحين على نيل أصوات المسيحيين المتدينين والمحافظين.
فعلى سبيل المثال حرص حاكم اركانساس السابق مايكهاكبي الذي عمل قسا في فترة من حياته على التاكيد أن quot;الفاشية الاسلامية هي أكبر تهديد يواجه الولايات المتحدة على مدار تاريخهاquot;.
وبدوره عبر السيناتور جون ماكين عن رفضه لاجراء تبادلات تجارية بين الولايات المتحدة والدول المتعاطفة مع أي جماعات ارهابية معتبرا أن مثل هذه التعاملات تبدو كما لو كانت بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة.
ومن ناحيته أكد عمدة نيويورك السابق رودي جولياني أن quot;الارهابيين الاسلاميين في حرب مع الولايات المتحدةquot; موجها النقد الى منافسيه من الحزب الديمقراطي لعدم استخدامهم مصطلح quot;الارهاب الاسلامي أو التطرف الاسلامي أو الفاشية الاسلاميةquot; في حملاتهم الانتخابية ومعتبرا أن تلك الألفاظ لا تعد اهانة لأي مسلم بعيد عن الارهاب.
وعن ذلك قال أستاذ التاريخ بجامعة ميتشيغان مؤسس معهد (غلوبال أميركانا) المعني بترجمة الأعمال الأميركية الكلاسيكية الى اللغة العربية خوان كول ان التصريحات الصادرة عن المرشحين الجمهوريين quot;خطيرة وتدعو للخزي كونها تفترض أن الاسلام والمسلمين البالغ عددهم نحو مليار ونصف المليار على صلة بالارهاب
وقال كول ان quot;هناك مسلمين ومسيحيين وارهابيين آخرين لكن مصطلح الارهابي الاسلامي يفترض وجود شيء ما حول الاسلام quot; مشيرا الى أن مصطلح quot;الفاشية الاسلاميةquot; تم استخدامه أول مرة من جانب الرئيس بوش وربط خلاله بين حركة الفاشية التي أطلقها موسوليني في أوروبا في القرن العشرين وبين الاسلام على نحو أغضب المسلمين حول العالم وحثهم على مطالبة واشنطن بعدم استخدامه مرة أخرى.
واعتبر كول أن تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين ديانة ما وحركة سياسية مشددا على أن هذا المصطلح يعتبر الاسلام فاشيا ومن ثم فانه يعد تهجما على ذلك الدين لاسيما وأنه يخص الاسلام بربطه بالفاشية.
وقال انه على الرغم من أن ارتباط quot;الحرس الحديدي الرومانيquot; بالحركة الفاشية مع خلفيته المسيحية القوية لم يجعل أحدا يستخدم مصطلح quot;الفاشية المسيحيةquot; ضد هذه الحركة على سبيل المثال. ورأى كول أن التحيز ضد الاسلام امتد متخطيا الحدود الحزبية في الولايات المتحدة ليشمل الحزب الديمقراطي أيضا مع استخدام استراتيجية هجومية ضد المرشح الرئاسي باراك اوباما تقول انه مسلم الديانة نظرا لأن والده كان مسلما بل ان البعض أطلق عليه اسم quot;باراك أسامةquot; نسبة الى أسامة بن لادن بالرغم من تأكيدات اوباما أنه مسيحي الديانة.
وتوقع أن تكون استراتيجية استخدام الاسلام في الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة خصوصا الجمهوريين أمرا مؤقتا ينتهي مع نهاية الانتخابات التمهيدية لتحديد مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية العامة باعتبار أن استخدام هذه الدعاية سيحرم المرشح من أصوات ما بين خمسة الى سبعة ملايين مسلم وسيستثير الدول الاسلامية في الشرق الأوسط والعالم.
وحذر كول من أن استخدام هذا الأسلوب في الدعاية الانتخابية قد يسهم في زيادة ما يعرف باسم quot;الاسلاموفوبياquot; أو كراهية الاسلام والمسلمين بل وامتداد تلك المشاعر الى جماعات أخرى غير المسلمين.
وبدوره رأى سايلور أن quot;الخوف من المسلمين الأميركيين يماثل الخوف من اليابانيين الأميركيين أثناء الحرب العالمية الثانيةquot; في ظل أن الولايات المتحدة تعرضت لهجومين أجنبيين في تاريخها الحديث أولهما من اليابانيين والثاني من تنظيم القاعدة.
وقال سايلور ان quot;اليابانيين انتظروا 40 عاما قبل الحصول على اعتذار وتعويضات من الحكومة الأميركيةquot; مشيرا الى أن الحصول على ذلك تطلب quot; تنظيما وصبرا وتعلما من جانب اليابانيين الأميركيينquot;.
وأعرب عن اعتقاده بأنه لايوجد quot;حل سهل أو سريع للتخلص من الخوف من الاسلامquot; مؤكدا أنه من واجب المسلمين أن يكونوا أكثر فعالية الا أنه في الوقت نفسه quot;يجب ألا يتوقعوا نتائج قريبةquot;.
التعليقات