الهاشمي يقود جهودًا لإعادة مقاطعي الحكومة والعملية السياسية

مرجع شيعي : اليأس من الحكومة والبرلمان سبب حركات المهدوية
الهاشمي يقود جهودًا لإعادة مقاطعي الحكومة والعملية السياسية

أسامة مهدي من لندن: يقود نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي جهودًا لإنهاء مقاطعة كتل سياسية للحكومة الحالية ولاجتماعات المجلس السياسي للأمن الوطني من أجل التمهيد لإعادة تشكيل وزارة نوري المالكي الحالية الاسبوع المقبل وتقليص عدد وزاراتها... بينما أكد المرجع الشيعي آية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض أن البطالة واليأس من الحكومة والبرلمان وخلافات السياسيين تقف وراء ظهور الحركات المهدوية في العراق مؤخرًا، والتي وصفها بالمنحرفة.

فبعد اجتماع عقده الهاشمي وهو الامين العام للحزب الاسلامي السني احد مكونات ثلاثة تشكل جبهة التوافق مع وفد من القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، عاد وعقد اجتماعًا مماثلاً مع كتلة التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مجلس النواب، وبحث معه ضرورة المشاركة في المجلس السياسي للامن الوطني بحسب بيان صحافي رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot; ايلاف quot; اليوم. وبحث الهاشمي مع النواب الصدريين quot; واقع العملية السياسية وخيارات الإصلاح المفتوحة أمام العراقيين في الوقت الراهنquot;. وبعد أن شرح ممثلو التيار الصدري موقفهم من العودة إلى الحكومة ومشاركتهم في المجلس السياسي للأمن الوطني الذي يضم في عضويته اعضاء الرئاسيات الثلاث: رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان، وممثلو القوى السياسية اشتكوا للهاشمي من عمليات الملاحقات والمداهمات التي يتعرض لها أعضاء التيار الصدري في مختلف المحافظات الجنوبية، حيث وعد نائب الرئيس بطرحها على المجلس التنفيذي الذي يضم اعضاء رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء .

من جهته، أكد الهاشمي على أهمية مشاركة التيار الصدري بفاعلية في الأنشطة السياسية المختلفة وثمن دور ممثليه في المجلس السياسي للأمن الوطني وشدد على ضرورة عودة التيار للمجلس بسبب تكليفه بمتابعة الاتفاقيات الثنائية مع دول العالم.

واكدت النائبة أسماء الموسوي عضوة وفد التيار عقب الاجتماع أن الوفد بحث مع الهاشمي سبل إيجاد صيغ عملية للتعاون والتفاهم حول الثوابت الوطنية التي يؤمن بها كلا الطرفين . في حين اشار النائب نصار الربيعي انه لا توجد حاليًا نية لدى التيار الصدري للعودة للحكومة بالرغم من الطلبات التي قدمت في هذا الإطار .

وكان التيار الصدري قد وصف امس الحملة التي تشنها اجهزة الامن الرسمية ضد عناصر ومؤيدي التيار بأنها ارهاب مقنع بسلطة الحكومة وطالب باحالة محافظ الديوانية الجنوبية واجهزة الأمن فيها الى القضاء، لما قال انها حملات دهم وتعذيب يمارسونها ضد السكان داعيا الامم المتحدة الى ارسال لجنة لتقصي الحقائق الى هناك. وقال التيار في بيان إن الاجهزة الامنية تلاحق عناصر ومؤيدي التيار الصدري وتمارس ضدهم ابشع صور التعذيب النفسي والجسدي والتهجير السكاني. وأضاف ان الممارسات القمعية لاجهزة الامن الحكومية ضد انصار التيار قد فاقت في وحشيتها ممارسات الاجهزة القمعية للنظام الصدامي (الرئيس السابق صدام حسين) وممارسات القوات المحتلة في اشارة الى القوات الاميركية .

ويأتي اجتماع الهاشمي مع نواب التيار الصدري بعد ساعات من اخر مماثل عقده الهاشمي امس مع اعضاء من القائمة العراقية حيث اكد quot;أن الفرصة مواتية اليوم للتآلف والحوار الوطني خاصة وان هناك أجواء جديدة يجب أن يُبنى عليها لان العراق لن يبنى إلا بالثقة المشتركة quot;.

وأضاف نائب الرئيس خلال اجتماعه مع الوفد الذي ضم عزت الشابندر ومحمد علاوي quot;إن العراق بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية حقيقية تبدأ بداية صحيحة وفق منهجية وخطط مدروسة ومحسوبة لأن الكل دفع ثمن التجربة السابقة والكل مقتنع اليوم ببداية جديدة. فالعملية السياسية بدأت بداية غير موفقة حيث افتقدت للتوازن السياسي مؤكدا أن الإصلاح يجب أن يكون من الداخلquot;.

ونقل الوفد للهاشمي رغبة علاوي بوحيد المواقف مع جبهة التوافق العراقية في إطار موقف وطني موحد للخروج برؤية مشتركة .. كما جرى التباحث حول عودة الكتل المنسحبة إلى الحكومة حيث جرى التأكيد على ضرورة أن تكون العودة وفق ضوابط وبرنامج متفق عليه وتم الاتفاق على مواصلة اللقاءات في الأيام القليلة المقبلة .

وكان التيار الصدري سحب اوائل العام الماضي وزراءه الستة من الحكومة الحالية اعقبه في اب (اغسطس) الماضي سحب جبهة التوافق لوزرائها الخمسة ونائب رئيس الوزراء والقائمة العراقية لوزرائها الخمسة الامر الذي ادى الى اضعاف الحكومة .

وتأتي هذه المباحثات بعد ثلاثة ايام من اعلان المالكي عن بدئه مشاروات مع جبهة التوافق لاقناعها بالعودة الى الحكومة وقال انه يتمنى عودة الكتل الاخرى التي انسحبت من الحكومة ومن ضمنها القائمة العراقية. واشار الى انه شكل لجنة لدراسة مطالب قائمة التوافق والتي تتمحور حول اصدار عفو لاطلاق سراح المعتقلين الذين يشكل السنة النسبة الاكبر منهم اضافة الى اعطاء الجبهة دورا أكبر في الملف الامني وعملية اتخاذ القرار السياسي.

من جهة اخرى قال سليم الجبوري الناطق باسم جبهة التوافق ان اللجنة الحكومية التي شكلها المالكي اجتمعت يوم الأحد بوفد يمثل التوافق لدراسة مطالب الجبهة. واوضح ان المباحثات تطرقت الى شكل الحكومة المقبلة وعدد الوزارات المتوقعة وعملية توزيعها من جديد.

وكانت دعوات كثيرة طالبت بتقليص عدد الوزارات التي تتشكل منها الحكومة حيث تضم التشكيلة الحالية 36 وزارة لكن المالكي يخطط لتقليصها الى 20 وزارة .

ومن جانبه قال عضو مجلس النواب عن الائتلاف الشيعي الأمين العام للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق عباس البياتي ان كل التصريحات الصادرة من جبهة التوافق ولا سيما الشيخ خلف العليان الذي التقى خلال الأسبوع برئيس الوزراء مرتين تؤكد ان العودة للحكومة باتت مسألة وقت كما ان القائمة العراقية تلقت رسالة من المالكي بالعودة وقد وعدت بدراسة المطلب وشاركت القائمة العراقية قبل يومين للمرة الاولى في اجتماعات المجلس السياسي للأمن الوطني بعد أن قاطعتها منذ ثلاثة أشهر كما نقل بيان صحفي لمكتب السياسي العراقي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; .

واشار البياتي الى ان هنالك عودة قريبة ودعوة الى علاوي بالعودة الى العراق والمشاركة في الحراك السياسي موضحا ان عودة الوزراء المنسحبين ستتم خلال أسبوع إن لم يحدث طارئ سياسي.

مرجع شيعي : البطالة واليأس وخلافات السياسيين وراء ظهور الحركات المهدوية
اكد مرجع شيعي عراقي ان البطالة والياس وخلافات السياسيين والجهل الديني وراء ظهور الحركات المهدوية في مناطق من جنوب العراق مؤخرًا داعيًا الحكومة الى مواجهتها بحزم .
وقال آية الله الشيخ محمد اسحاق الفيض في بيان اليوم على موقعه الالكتروني ان quot;الدعاوي المهدوية التي ظهرت مؤخرًا في العراق باطلة وهزيلة ومخجلة في بلد كالعراق وضالة ومضلة والمدعون لها كذاّبون دجالون، يجب على المؤمنين تكذيبهم والاجتناب عنهم لأنهم منحرفون ومسيئون للمذهب وهدفهم استغلال البسطاء من الناس بالمال وإبعادهم عن الطريق القويم وزرع الفتنة وإيجاد البلبلة في البلدquot; .

واضاف أن ظهور الأمام المهدي وهو الامام الثاني عشر للمسلمين الشيعة هو بيد الله quot;فلا احد يعلم بوقت ظهوره إلا الله عز وجل وكل من يحدد وقت ظهوره فهو كذاب كما ورد عنهquot; . ويعتقد الشيعة ان المهدي سيظهر في اخر الزمان quot;ليملأ الدنيا عدلاً بعد ان ملئت ظلمًا وجورًاquot; . واوضح ان روايات الائمة تشير الى أن كل من يدعي رؤية المهدي quot;إمام العصرquot; فعلى الناس أن يكذبوه ولا يصدقوه فما ظنك بدعوى الرسالة عنه.

واضاف ان ظهور الامام المهدي quot;سيكون اكبر حدث يقع على الكرة الأرضية لتهتز بكافة إرجائها وليستيقظ العالم بأسره ويسمع صوت دعوته إلى الأيمان بالله وحده لا شريك له ورسالة رسوله النبي محمد وولاية علي بن أبي طالب وأولاده الطاهرين... وفي الوقت نفسهيأتي بمعجزات تبهر العالم ككل وتفوق كافة التقنيات المتطورة في المجالات المختلفة الموجودة في العصر الحاضر ولهذا يؤمن العلماء والمثقفون والمفكرون به ويصدقون بأن ما أتى به من المعاجز خارج عن قدرة البشر وبذلك يسيطر على العالم ككل ويحكم البلاد بكافة قاراتها على أساس الحاكمية لله وحده لا شريك له وهي حكومة العدل الإلهيquot; كما قال .

وشدد المرجع الفياض وهو احد اكبر اربعة مراجع للشيعة في العراق في بيانه الذي اصدره من مدينة النجف على ان ما يظهر بين آونة وأخرى من الدعاوى المهدوية المختلفة فإنها دعاوٍ باطلة ومنحرفة وهزيلة أساءت الى المهدي ومكانته العالية الشريفة ومقامه العظيم .

واشار الى ان quot;للأوضاع التي تمر على البلد دورًا أساسيًا في ظهور هذه الدعاوى الخطرة والفتنquot;... موضحًا أن هذا يعود الى البطالة وفقدان فرص العمل في البلد وانعدام الوعي والثقافة الدينية بين الناس في هذه المسالة ولا سيما بين الشباب ويأس الناس من الحكومة ومجلس النواب من عدم الاهتمام الجاد بالخدمات الأولية الحياتية لهم كالكهرباء والسكن والمياه الصالحة للشرب وغيرها في طول هذه الفترة الزمنية وهي خمس سنوات تقريبًا quot;حيث كان بإمكان الحكومة في هذه الفترة الطويلة أن تقوم بإنشاء محطات كهربائية في المحافظات الآمنة ومجمعات سكنية فيها للفقراء والمحرومين وبيعها عليهم بالأقساط طويلة الأمد كما هو المتعارف في جميع البلدان الناميةquot; .

كما أرجع اسباب ظهور هذه الحركات الى عدم quot;صرامة الحكومة مع الإرهابيين والقتلة والمشاغبين والمنحرفين في البلد إذ على الحكومة أن تدفن أية فتنة تظهر في مكانها قبل انتشارهاquot; .. وكذلك اختلاف الكتل السياسية والأحزاب على المصالح الذاتية والأغراض الحزبية الضيقة بدون الأخذ بنظر الاعتبار مصالح البلد والشعب ككلquot; .. ثم الفساد الإداري والمالي من جهة واختلاف الرواتب العشوائية من جهة أخرى quot;ولكل من هذه العوامل دور كبير في ظهور هذه الدعاوي المنحرفة و المضلة والهزيلة والمخجلة من هنا وهناكquot; كما اشار المرجع في ختام بيانه .

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قد حذر الاسبوع الماضي الحركات الدينية من استخدام السلاح في الترويج لأفكارها، وقال إن السلطات ستتصدى لها ولن تسمح لها بارتكاب جرائم ضد المواطنين .

واشار لدى اعلان نتائج التحقيق في االاحداث المسلحة التس شهدتها مدينتي البصرة والناصرية قبل عشرة ايام الى ان الحركة المهدوية التي ظهرت في المدينتين كانت تنشط على قاعدة مباديء دينية تستغل افكار المهدي . واوضح ان عناصر هذه الحركة في مدينتي البصرة والناصرية الجنوبيتين كانت تخطط لما تسميه باطلاق الصرخة لظهورها في العاشر من محرم الحالي الذي صادف السبت الماضي فبدأت باستهداف المواطنين ورجال الامن . لكنه اشار الى انه لاعلاقة لهذه الحركة مع حركة جند السماء التي ظهرت قرب النجف في محرم العام الماضي وتصدت لها القوات العراقية والاميركية في اشتباكات مسلحة ادت الى مقتل العشرات واعتقال المئات من عناصرها . وقال ان قائد الجماعة المهدوية احمد حسن اليماني قد امر اتباعه بممارسة عملياتهم المسلحة في البصرة والناصرية الجمعة الماضي وفي محافظات اخرى .

واوضح ان هناك عدة فرق للمهدوية وقد رصدت السلطات لحد الان خمس منها لكنها لم تتصدى لها لانها لاتحارب الافكار او الجماعات ما دامت ملتزمة بالقانون وانما واجهت الحركة الاخيرة لانها حملت السلاح وخرجت على القانون من خلال استخدامها للعنف .
وقال إن الحركة المهدوية تستخدم أسماء رمزية ودينية لكسب تعاطف المواطنين واستغلال العاطلين عن العمل الى جانب استغلال الحرية الممنوحة في العراق. واشار الى ان الحكومة العراقية مقتنعة بانحراف الحركة لأنها تدعي أن اليماني هو المهدي المنتظر إضافة الى التجاوزات التي حدثت بحمل السلاح. وشدد على ان الحكومة ملتزمة بالدستور ولا تحاسب افراد الحركة الا عندما قررت الترويج لأفكارها بالسلاح واصبح على الحكومة ملاحقة ومحاسبة واعتقال مروجي الفكرة. واكد الدباغ ان الحكومة ستلاحق كل من ينتمي الى جماعة اليماني لكون الحركة quot;محظورة وخارجة عن القانون .

ومن جانبه تحدث الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء كمال خلف عن عدد القتلى والمعتقلين في الاحداث الدامية التي شهدتها الناصرية فقال انه تم اعتقال 206 من عناصر الجماعة المهدوية فيما قتل منهم 6 وجرح 9 في حين قتل من القوات الامنية 10 عناصر بينهم 4 ضباط واصابة 47 اخرين بينهم 14 ضابطًا . اما بالنسبة الى البصرة فقد اوضح ان عدد المعتقلين فيها بلغ 172 شخصًا اضافة الى 35 قتيلاً و40 جريحًا فيما خسرت القوات الامنية 7 عسكريين بينهم 4 ضباط و22 جريحًا بينهم 8 ضباط .