طلال سلامة من روما: حيال الأزمة المالية التي بدأت quot;تذوبquot; ايطاليا بعذوبة تغير موقف المعارضة الإيطالية التي أبدت استعدادها للتعاون مع حكومة برلسكوني، داخل خندق واحد. بالطبع، انه موقف شهم ووطني من فالتر فلتروني زعيم المعارضة حتى لو لم تصله للآن بوادر انفتاح من برلسكوني المتشدد. لن يتأخر فلتروني عن إلغاء مظاهرة وطنية كبيرة، مقرر موعدها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بهدف إعادة إعطاء الهوية والقوى الى المتعاطفين مع الحزب الديموقراطي اليساري، في حال تفاقم الأزمة المالية التي اقتحمت القصر الجمهوري من أبوابه العريضة. هاهو نابوليتانو يلقي اللوم على محركات وسائل الإعلام quot;الموجهةquot; التي تساهم في نشر الذعر بين مشغلي البورصات.

ان الطبيعة الدرامية للأزمة العالمية بوشر تحويلها إيطالياً من أزمة مالية الى أخرى اقتصادية-اجتماعية. لذلك، يستعد الجميع هنا لمواجهة حالة كساد اقتصادية(وربما سياسية) تعني أوتوماتيكياً ارتفاع معدل البطالة والكره للعمال الأجانب، في الوقت ذاته. هذا وتراهن المعارضة على خمس ركائز لإنعاش خطها السياسي، من جهة، ومحاولة التعاون مع مقربين لبرلسكوني، من جهة أخرى. وتستهدف أولاً المعاشات، العادية والتقاعدية. على غرار برلسكوني، يقترح فلتروني خطة لحماية ودائع عملاء المصارف. كما يتقارب الزعيمين في ملف آخر، هو حماية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. يذكر أن كافة الشركات اعتنقت فجأة خطاً تراجعياً بدلاً من ذلك التوسعي في الخارج. بمعنى آخر بدأت هذه الشركات هجرة ما حققته في الخارج رجوعاً الى ايطاليا. كما يريد اليساريون مناقشة إجراءات للحد من المضاربات في البورصة.

في أي حال، ينوي فلتروني تحريك المياه البرلمانية حول قرارات برلسكوني وفريقه التنفيذي، العامة والخاصة.