أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: تنطلق، غدا الخميس، في المغرب محاكمة أكثر خلية إرهابية مفترضة إثارة للجدل، لكونها تضم في صفوفها سياسيين وإعلامي، ويتزعمها مهاجر ببلجيكا تحدثت تقارير عن كونه أحد عملاء الأجهزة الإستخباراتية لهذا البلد. ويتعلق الأمر بخلية عبد القادر بليرج، التي اتهمت بالتخيطط لاختراق مؤسسات الدولة والأحزاب والمجتمع المدني واغتيال شخصيات مغربية وازنة، من بينهم ضباط في القوات المسلحة وموظفين ساميين ومواطنين يعتنقون الديانة اليهودية.

ومن بين المتهمين الـ 36 في هذا الملف، ستة قياديين سياسيين أبرزهم المصطفى معتصم، الأمين العام للبديل الحضاري (المنحل)، ومحمد المرواني الأمين العام للحركة من أجل الأمة (غير المرخص لها)، لعبادلة ماء العينين، عضو حزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة الوحدة الترابية والصحراء المغربية بالحزب، وعبد الحفيظ السريتي، مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني، كما أن التهم الموجهة اليهم تتعلق quot;بتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، والقتل العمد ومحاولة القتل بواسطة أسلحة نارية مع سبق الإصرار والترصد، ونقل وحيازة أسلحة نارية وذخيرة بغرض استعمالها في تنفيذ مخططات إرهابية، وتزييف وتزوير وثائق رسمية وانتحال هوية، وتقديم وجمع أموال وممتلكات وقيم منقولة بنية استغلالها في تنفيذ مشاريع إرهابية، وتعدد السرقات وتبييض الأموالquot;، كل حسب ما نسب إليه. وأفادت مصادر قضائية ملتمسات النيابة العامة تتشكل من مجلدين، يحتويان على أكثر من 400 صفحة.

وأظهرت التحريات أن هذه الشبكة quot;ذات صلة بالفكر الجهاديquot;، وأنها نظمت ما بين سنتي 1992 و2001 عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدارالبيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005، وأنها عملت أيضا على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص quot;القاعدة quot; وquot;الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربيةquot; وquot;الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائريةquot;، التي غيرت اسمها إلى تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;.

وضبط لدى بعض الموقوفين في الدار البيضاء والناضور ترسانة من الأسلحة والذخيرة تتوزع بين 9 بنادق من نوع quot;كالاشنيكوفquot; مزودة بخزاناتها، وبندقيتين رشاشتين من نوع quot;أوزيquot; مزودة بستة خزانات وكاتم للصوت، و7 مسدسات رشاشة من نوع quot;سكوربيونquot; مزودة بعشرة خزانات، و16 مسدسا أوتوماتيكيا (من أنواع وعيارات مختلفة) مزودة بتسعة عشر خزانا وخمسة كاتمات للصوت، وكمية من الذخيرة الحية من مختلف العيارات، وفتائل وأجهزة للتفجير، وبخاخات غازية مشلة للحركة وأقنعة.

وعلمت quot;إيلافquot; أن عائلات المعتقلين السياسيين تعتزم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر محكمة الاستئناف في سلا تزامنا مع موعد انطلاق المحاكمة. وكانت التحقيقات كشفت أن بليرج سافر سنة 2001 إلى أفغانستان، حيث التقى أيمن الظواهري، الذراع الأيمن لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، وتلقى منه أوامر بشكل مباشر لم يفصح عن مضمونها، في الوقت الذي كان يشتغل مخبرًا لدى أمن الدولة البلجيكي. واعترف عبد القادر على 20 شخصًا يعتقد أنهم شاركوا معه أيضًا في تنفيذ الاغتيالات الستة في بلجيكا.