إيطاليا: الأزمة المالية تساعد سيلفيو برلسكوني
طلال سلامة من روما: يحمي أمن العاصمة روما، التي يعيش في قلبها أكثر من 3 مليون نسمة، 172 شرطي عسكري فقط مستعدين لمهام التدخل السريع! في حين يبقى 2.3 ألف منهم في المكاتب وهذه معلومات صاعقة حول خريطة انتشار القوى الأمنية بروما. أين هو روبرتو ماروني والمسؤولين الحكوميين لاعطائنا التفاصيل الحقيقية حول ما يجري في كل مدينة من المدن الرئيسية وكيف تستطيع الأجهزة الأمنية ضبط الأمن عن طريق أعداد هزيلة من أفراد الشرطة؟ تحدثنا في السابق عن إقدام رؤساء البلديات، في بعض المدن الإيطالية، على تسليح وحدات شرطة خاصة وربما سيكون الحل الأفضل للتعويض عن نقص وعجز هائل تعاني منه وزارة الداخلية مباشرة. في ضواحي العاصمة، تخصص الشرطة مثلاً دورية واحدة لضبط أمن حي quot;توسكولانوquot; أين يعيش 400 ألف شخص. لا بلا نجد أن أعضاء الشرطة المنخرطين في مهام مرافقة السياسيين وحماية الوزارات والسفارات يتجاوز عددهم بكثير أولئك الموضعين تحت تصرف مراكز الشرطة المشرفة على توزيع طلبات الإغاثة والتدخل.
في موازاة ذلك، نجد عناصر من فرق التدخل السريع والمخابرات quot;ديغوسquot;، وعددهم مائة تقريباً في كل دوام يتراوح بين 6 و8 ساعات يومياً، يقومون بتحركات ميدانية بهدف التحقيق اعتماداً على طلبات المحاكم. ويبدو أن خطة ماروني الأمنية تعاني بدورها من فراغ بشري محرج. صحيح أن الحكومة أرسلت الجيش الى المدن الرئيسية، ومنها روما، لكن أجهزة الشرطة زرعت 80 الى 130 عنصراً لحراسة الوزارات والمراكز الديبلوماسية والحزبية. أما الشرطة العسكرية quot;كارابينييريquot; فتخصص لكل دوام 200 عنصراً تقريباً لحراسة مراكز البرلمان والحكومة. على صعيد مراقبة الأماكن العامة بواسطة الكاميرات فان أداء الأخيرة وفعاليتها ما يزال محدوداً أي مخيب للأمل.
هكذا، تجد الشرطة نفسها مجبورة على اختيار الجرائم الأمنية التي ينبغي ملاحقتها. فعددها الميداني قليل جداً ولا علاقة له بالإجراءات الأمنية المتطورة الموجودة في باقي العواصم الأوروبية. لذلك، وقبل الإقرار بأي خطة أمنية، ينبغي على ماروني إيجاد الموارد البشرية والمالية معاً.
التعليقات