القدس: تستعد زعيمة حزب كاديما الحاكم في اسرائيل تسيبي ليفني الاحد الى التوصية بتنظيم انتخابات مبكرة مطلع 2009 بعد ان فشلت في تشكيل ائتلاف حكومي.
وفي تصريح مقتضب لصحيفة quot;هآرتسquot; قالت وزيرة الخارجية وزعيمة كاديما (وسط) quot;لست مستعدة للخضوع لابتزازات على صعيد السياسة او الميزانية. لذا فاننا نتجه الى انتخابات ولست خائفة منهاquot;.
وتلتقي ليفني بعد العصر في القدس الرئيس شيمون بيريز لابلاغه قرارها رسميا.
وبذلك تكون استنفدت شهرا من المشاورات مع احزاب عدة. وتقرر مصيرها اثر رفض حزب شاس الديني المتطرف (12 نائبا من اصل 120 في الكنيست) ولائحة التوراة الموحدة (ستة نواب).
وطلب الحزبان اللذان يعتبر دعمهما ضروريا لتشكيل اغلبية في البرلمان، بزيادة كبيرة في المخصصات العائلية والوعد بعدم التفاوض مع الفلسطينيين حول قضية القدس الشرقية الحساسة التي ضمتها اسرائيل بعد احتلالها عام 1967.
من جانبه طالب حزب المتقاعدين (سبعة نواب) العضو في الائتلاف المنتهية ولايته بزيادة قدرها 600 مليون دولار في مخصصات التقاعد لكن ليفني اعتبرت ذلك المبلغ كبيرا.
وبرر نائب كاديما تساهي هنغبي المكلف المفاوضات السياسية موقف زعيمة حزبه.
وفي تصريح اذاعي اوضح هنغبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان ان ليفني quot;قررت انها غير مستعدة لدفع اي ثمن على حساب الدولة، لتشكيل ائتلاف مع اشخاص يمارسون الابتزازquot;.
واضاف quot;لو وافقت على الرضوخ في قضية القدس لتعطلت اي فرص للتفاوض مع الفلسطينيين وسوريا. كان سيكون من غير المسؤول ترك الحاخامات، اصحاب المواقف المتطرفة، يقررون مصير اسرائيلquot;.
من جانبه اعتبر المعلق السياسي في quot;هآرتسquot; اكيفا الدار ان quot;الامتناع عن بحث وضع القدس يعني في الواقع رفض التفاوضquot;.
واعتبر المعلقان ايمانويل روزن من القناة التلفزيونية الثانية الخاصة وبن كاسبي من صحيفة معاريف ان رفض تسيبي ليفني الرضوخ لمطالب تلك الاحزاب قد يزيد في شعبيتها وفي تعزيز صورة quot;السيدة النظيفةquot; في السياسة الاسرائيلية.
وافادت استطلاعات نشرت خلال الاشهر الاخيرة ان رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو كان الاوفر حظا لخلافة رئيس الوزراء ايهود اولمرت لكن تقدمه اخذ يتقلص امام كاديما منذ ان تولت تسيبي ليفني قيادة الحزب الشهر الماضي بعد انسحاب اولمرت المتخبط في قضايا فساد.
وتنص الاجراءات الانتخابية على ان يجري الرئيس بيريز ثلاثة ايام من المشاورات مع مختلف الاحزاب واذا تبينت له استحالة تشكيل حكومة فيجب عليه ان يعلن ذلك لرئيسة الكنيست داليا اتسيك.
ومن ثم وعلى مدى ثلاثة اسابيع يمكن لاي نائب ان يحاول تشكيل ائتلاف بدعم
61 نائبا على الاقل وان يطلب من الرئيس تشكيل حكومة اذا تمكن من ذلك.
واذا لم يقدم اي طلب كهذا خلال الاسابيع الثلاثة يبلغ الرئيس رئيسة الكنيست. وتبدأ عندها مهلة 90 يوما لاجراء انتخابات نيابية.
ورجحت وسائل الاعلام ان يجري الاقتراع في 17 شباط/فبراير المقبل.
وكان امام ليفني مهلة تسعة ايام اضافية لتشكيل حكومتها ويمكنها نظريا تشكيل حكومة اقلية مستندة خصوصا على دعم النواب العرب الاسرائيليين لكنها سبق واستبعدت هذا الخيار.