طلال سلامة من روما: تشتهر ايطاليا بكافة طبقاتها وقطاعاتها وأنسجتها بصراع quot;المصالحquot; الذي طالما ترك ندبة مميزة لا تنسى في تاريخ ايطاليا المعاصر. وربما قد يأتي تثوير الطبقة السياسية برمتها من عائلة برلسكوني، بالأحرى من ابنته بربارة برلسكوني الخبيرة في شؤون الشركات والتي تترأس اليوم جمعية للشباب في مدينة ميلانو، شمال ايطاليا. وتنظر ابنة برلسكوني الى صراع المصالح، الذي يشهد والدها quot;غاطساًquot; الى عنقه في قضايا لا حل ولا مخرج منها دون إلحاق الأذى السياسي به، بأنه آلية بيروقراطية ينبغي على حكومة روما تنظيمها.

برغم أن هذا الصراع يعني طبقات معينة من المجتمع، ومنها تلك السياسية وحتى المافيوية، إلا أن القضاة ووزير العدل quot;أنجلينو ألفانوquot; ينبغي عليهم العثور على التشريع اللازم لاستعمال هذه الآلية في الوقت المناسب. على سبيل المثال، يتمحور صراع المصالح اليوم حول شركة quot;أليتالياquot; الوطنية للنقل الجوي الغارقة في الإفلاس. فتيار الوسط اليساري، عندما كان رومانو برودي رئيساً للوزراء، أراد التخلص منها وإهدائها على طبق من فضة للفرنسيين. أما تيار الوسط اليميني برئاسة برلسكوني الوالد، فيرى أن الإبقاء على شركة نقل جوي لادارة الحركة السياحية من والى ايطاليا جوهري. بيد أن مصلحته تكمن اليوم في إنقاذ الجزء الجيد والمنتج من شركة quot;أليتالياquot; ورمي الباقي منها مع الموظفين في النفايات.

بالطبع، لا تستطيع بربارة برلسكوني(وعمرها 24 عاماً) التملص من جذورها العائلية. فبرلسكوني يبقى والدها حتى لو كان متهماً بقضايا تنصب على الرشوة وصراع المصالح. في الوقت ذاته، تدور ابنته في المدن الإيطالية الرئيسية للتحدث حول المعايير الأخلاقية في عالم الأعمال. ولا أحد يتمكن من إعاقة تحركاتها كسيدة أعمال مستقلة ومحترمة. ان عائلة برلسكوني بإيطاليا تحظى بتقدير كبير، من كافة الطبقات السياسية والاقتصادية والصناعية والاجتماعية. والعديد من الإيطاليين يؤمن بسحر برلسكوني والعديد منه أيضاً يعبر عن شكوكه إزاء هذا الرجل. في أي حال، قد يخول الثقل المالي والإعلامي، الذي تحصده بربارة برلسكوني يوماً تلو الآخر، أن تقوم الأخيرة بتأسيس حزب لم يحدد لونه بعد.