طلال سلامة من روما: يجمع المحللون والمراقبون على أن تركيز برلسكوني الآن على بعض البرامج التلفزيونية لها أبعاد سياسية قد تكون بريئة أم شريرة. في الماضي، هاجم برلسكوني مديري بعض البرامج التلفزيونية التي تبثها محطة quot;رايquot; الرسمية، كما quot;اينزو بيادجيquot; الذي توفي مؤخراً وquot;ميكيلي سانتوروquot; الذي تولى منصباً رفيعاً في ستراسبورغ، كبرلمان إيطالي أوروبي معروف باتجاهاته اليسارية الثوروية. ويبدو أن برلسكوني يرغب في المشاركة في حلقات تلفزيونية ينظمها سانتورو للتحاور مباشرة مع الشخصيات اليسارية المدعوة دورياً للمشاركة في هذا البرنامج الشعبي الذي يحظى كل مرة بأكثر من 5 مليون مستمع أي بأكثر من 20 في المئة من الجمهور الذي يتابع المحطات التلفزيونية مساء هنا.

مع أن المعارضة أسست، لغاية اليوم، محطتين تبثان عبر الأقمار الصناعية، الأولى تابعة لماسيمو داليما والثانية لعمدة روما السابق فالتر فلتروني إلا أن البرنامج التلفزيوني الجديد، المعروف باسم quot;السنة صفرquot;، الذي يقوده البرلماني السابق سانتورو قد يكون امتداداً سياسياً لمنهج يساري ترويجي. ويتطرق هذا البرنامج التلفزيوني الى إبراز المشاكل الاجتماعية التي لا تترك ايطاليا أبداً، كما المشاكل الطلابية والمعيشية. ويبدو أن مجلس الشيوخ، في بيان رسمي له، غير راض عن مجرى الأمور في هذا البرنامج quot;المسيٌسquot;. فالواجهة المعروضة حول مجلس الشيوخ، والمتعلقة بالموازنة، فضائحية وغير صحيحة.

استقبلت الحلقة الأولى من هذا البرنامج فلتروني شخصياً الذي لم يتأخر عن دعوة برلسكوني الى المشاركة في برامج تنظمها محطته التلفزيونية الإنترنتية الخاصة quot;يو ديم تي فيquot; سوية مع وزرائه في أي وقت يشاء. لكن الأمر لن يتوقف هنا لأن ثمة تحركات من بعض الوزراء لاتهام التوغل اليساري في محطة quot;رايquot; الرسمية بأنها منطقية ستالينية. لذلك، لن يستغرب أحداً بعد اليوم أن تقوم حكومة برلسكوني بإلحاق الأذى بهذه المحطة عن طريق الإقرار بقانون يلغي الرسوم السنوية التي يدفعها أصحاب الأجهزة التلفزيونية الى هذه المحطة الرسمية.