الانتخابات الامريكية
واشنطن: خلصت مجلة تايم الأميركية إلى نتيجة مفادها أن المرشح الديموقراطي باراك أوباما يستطيع أن يفوز بسهولة بأصوات الكلية الانتخابية الـ270 اللازمة لفوزه بالرئاسة الأميركية، إلا أن التحليل الذي نشرته المجلة مضى الى القول إنه لا يوجد لماكين سبيل واضح لبلوغ هذا الهدف. ويذكر أن أيا من المرشحيْن في انتخابات الرئاسية الأميركية يحتاج إلى الفوز بأصوات 270 على الأقل من أعضاء الكلية الانتخابية البالغ عددهم 538 ناخبا موزعين على الولايات الأميركية بحسب عدد سكانها.

فقد أجرت المجلة مقابلات مع محللين استراتيجيين من الحزبين، ومستشارين ومحللين من الحملتين الرئاسيتين، واعتمدت على بيانات لاستطلاعات رأي عامة وخاصة، وخلصت إلى نتيجة مفادها أن احتمال فوز أوباما بأكثر من 300 صوت انتخابي أكبر بكثير من فوز ماكين بأي شكل من الأشكال.

فوفقاً لنظام الكلية الانتخابية، يفوز المرشح بجميع الأصوات الانتخابية لولاية معينة طالما أنه يحصل على غالبية أصوات الناخبين في تلك الولاية، ويأتي تقدم أوباما من واقع أنه يتمتع بشعبية طاغية في 24 ولاية، إضافة إلى العاصمة واشنطن، أي ما مجموعه 291 صوتا انتخابيا، وهو أكثر مما يحتاجه للفوز، وتعد الميادين المضمونة لأوباما في شمال شرق الولايات المتحدة وشمال الوسط وشرق الوسط والساحل الغربي، وهي جميعها ولايات سيطر عليها الديموقراطيون منذ زمن طويل، غير أن أوباما أضحى يقتحم أيضاً ولايات أخرى كانت في السابق مضمونة للجمهوريين، مثل نيفادا وفرجينيا وكولورادو.

ولأن أوباما ينفق أموالا أكثر وحملته منظمة بشكل أفضل فإن من المرجح أن يفوز في معظم الولايات المتأرجحة الأخرى، مثل فلوريدا ونورث كارولاينا وأوهايو وإنديانا وميزوري. إضافة إلى ذلك، هناك بعض الولايات الجنوبية والغربية التي تميل إلى ماكين غير أنها قد تذهب لأوباما في نهاية المطاف مثل نورث داكوتا وجورجيا.

ووفقا للمجلة فإن الأمل الوحيد لماكين للفوز بـ 270 صوتا انتخابيا هو بالتركيز على الولايات التي تميل بشكل طفيف نحو أوباما، ثم عليه أن يحقق الفوز في الولايات المتأرجحة، غير أن استطلاعات الرأي جميعها تظهر أنه متأخر فيها عن أوباما، ولا يتفوق ماكين بشكل واضح إلا في 21 ولاية مجموع أصواتها الانتخابية 163.

وقالت المجلة إن السيناريو الوحيد لفوز ماكين هو في تمسكه بجميع الولايات التي فاز بها الرئيس بوش عام 2004، ويزعم المحللون الاستراتيجيون الجمهوريون منذ أيام أنهم يضيقون الهوة في كثير من الولايات التي تصوت تقليديا للجمهوريين، غير أن التغلب على أوباما سوف يستلزم عددا من العوامل، أولاً: أن تكون جهود حملة أوباما في التشجيع على تسجيل الناخبين أقل مما كان يتكهن بها، وثانيا: أن يحجم الناخبون الشباب في استكمال حماسهم لأوباما بالتصويت الفعلي له، ثالثا: أن يكون تأثيرالعامل العنصري أشد مما هو متوقع حاليا، رابعا: أن تكون درجة حماس الجمهوريين أكبر مما هي عليه الآن، خامسا: أن ينجذب المستقلون إلى ماكين بدرجة أكبر مما كانوا عليه خلال عام مضى، وسادسا: العامل الأكثر أهمية، وهو يتمثل في امكانية اتجاه الأغلبية العظمى من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد للتصويت لصالح ماكين.

وقالت المجلة إن ذلك إذا حدث فعلاً (وهو أمر غير مرجح في هذا المرحلة) فإن ماكين قد يحصل على الأصوات الـ270 من اصوات الكلية الانتخابية التي يحتاج إليها، وذلك إذا خسر في الولايات التي فاز فيها الديموقراطي جون كيري عام 2004، وبفوزه بجميع الولايات التي فاز بها بوش إضافة إلى ولايتين آخريين من الولايات التالية: آيوا ونيومكسيكو وكولورادو ونيفادا.

وأضافت المجلة أن السبيل الآخر لماكين قد يكون في فوزه في ولاية بنسلفانيا التي تشير استطلاعات الرأي إلى أن أوباما يتقدم فيها غير أن الجمهوريين كرسوا موارد كبيرة فيها، فقد يفوز ماكين في حال حصوله على اغلبية الاصوات فيها إضافة إلى واحدة من الولايات المذكورة أعلاه. وتشير زيارة ماكين إلى نيوهامشير مساء الأحد إلى أن الجمهوريين يرون بصيص أمل في هذه الولاية.