طلال سلامة من روما: للمرة الأولى منذ تولي برلسكوني زمام الأمور هنا، في شهر مايو(أيار) الماضي، تشير آخر الإحصائيات المتوافرة الى تراجع في شعبيته المتمثلة في ثقة الإيطاليين به. وقد يكون هذا التراجع منطقياً لحد ما. إذ تهطل على رأس برلسكوني اليوم جميع التوترات الاجتماعية والتقلبات التي تعكس بلداً لا يعلم بعد كيف يستطيع الخروج من الأزمة المالية دون أن يصاب بأورام خبيثة قد تقوده الى الهاوية بخاصة ان جرى إضافتها الى أورام خبيثة متعددة تعاني ايطاليا منها، منذ زمن سحيق. ويبدو أن برلسكوني كان واعياً لما قد يواجهه من خريف ساخن وشتاء قاس سياسياً من جراء العضات الناتجة عن حالة الطوارئ الاقتصادية. وقد تنبأ برلسكوني بذلك منذ خوضه المعركة الانتخابية السياسية في شهر أبريل(نيسان) الماضي.

من جانب آخر، هناك نتائج إيجابية تبرز من المفاوضات حول مستقبل quot;أليتالياquot; شركة النقل الجوي التي يتمسك برلسكوني بتأميمها. لحسن الحظ، ما تزال هذه المفاوضات تمضي قدماً بالصورة المطلوبة من برلسكوني وإلا فان هذا الفارس السياسي كان قد خسر من مكانته مما كان قد ينعكس تداعيات سلبية جداً على حكومته. إذ ان أي فشل في هذه المفاوضات من شأنه تسبيب quot;انقطاع كهربائيquot; سياسي خطر سيتضخم إعلامياً، أمام محركات الرأي العام، قبل أن يتحول الى مظاهرات نقابية مماثلة للمظاهرات الجامعية.

كل ما يبرز على السطح اليوم هو رغبة برلسكوني الإقرار باجراءات عكسية تراجعية لتهدئة التوترات الاجتماعية والمعيشية الحاصلة. من جانبه، يبدأ وزير الاقتصاد quot;جوليو تريمونتيquot; توطيد علاقاته مع زعماء نقابات العمال تفادياً أن تقح الأخير ضحية سياسية يتحكم بها ماسيمو داليما، وزير الخارجية السابق وهو عضو شبه منشق في الحزب الديموقراطي اليساري.