أسامة مهدي من لندن: اصدرت محكمة بمدينة السليمانية العراقية اليوم احكاما باعدام اربعة متهمين بتفجير فندق بالمدينة في اذار (مارس) الماضي مما ادى الى مقتل رجل امن واصابة 40 اخرين بجروح .. فيما اصدرت مكمة اخرى احكاما ضد 58 شخصا بينهم ايرانيين وعرب وعراقيين لحيازتهم ومتاجرتهم بالمخدرات .. بينما قال نجيرفان بارزاني رئيس حكومة كردستان انه فيما يخص تعزيز الاستقرار ومكافحة العنف في الاقليم وعموم مناطق العراق فإن حكومة الاقليم مارست دورها الفاعل وكانت عاملا ايجابيا في مواجهة الارهاب ومعالجة الأزمات السياسية والمذهبية بين الاطراف العراقية المختلفة.

وانقدت بمدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) الجلسة الختامية لمحاكمة ثمانية من المتهمين المتورطين في التفجير الإرهابي الذي وقع هماك في العاشر من اذار (مارس) الماضي . وبعد الاستماع الى أقوال المتهمين والدفاع والادعاء العام اذدرت المحكمة احكاما بالإعدام على أربعة من المتهمين وهم كل من: رياض جاسم محمد، محمد سلطان، عمر رحمة الله، يوسف جدوع ، فيما تمت تبرئة الأربعة الآخرين لعدم ثبوت الأدلة ضدهم وهم: أختر أحمد، ملكو عباس، عدنان صالح، محمد مزهر.

واعلنت المحكمة انها اصدرت احكامها وفقا للمادة 2 من قانون مكافحة الإرهاب لسنة 2005 الصادر عن برلمان كوردستان، والمواد 47 و48 و49 من قانون العقوبات العراقي، ومن المقرر إرسالها الى رئاسة اقليم كردستان للمصادقة عليها كما قال مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني . يذكر أن سيارة مفخخة كان يقودها ارهابي انتحاري انفجرت أمام فندق السليمانية بالاس في اذار وأسفر الانفجار عن استشهاد أحد عناصر الآمن وإصابة حوالي 40 مواطنين آخرين بجروح، فضلا عن أضرار مادية جسيمة.

ومن جهة اخرى قالت قوات الامن في السليمانية ان احكاما مختلفة بالسجن قد صدرت ضد 58 شخصا بينهم ايرانيين وعرب وعراقيين لحيازتهم ومتاجرتهم بالمخدرات .. فيما تراس وزير الدفاع العراقي المراجعة الفصلية الاستراتيجية الاستعدادية للقوات العراقية بينما قالت القوات الاميركية انها والعراقية استولت على كميات كبيرة من الاسلحة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد. وقالت قوات امن المدينة السليمانية انها تمكنت مؤخرا من القبض على 58 شخصا بتهمة الحيازة والتجارة بالمواد المخدرة بينهم 23 إيرانيا و 35 عراقيا و33 كرديا واثنان من جنسيات عربية.

واضافت ان حكما بالسجن المؤبد قد صدر ضد 9 متهمين والسجن ثلاث سنوات ضد 15 متهما والسجن عشر سنوات ضد متهمين اثنين . واشارت الى انه تم ضبط 25 كيلو و250 غراما من مادتي الترياك والحشيشة اللتين تستخدمان كمواد مخدرة حيث تم إحراق هذه المواد جميعها بحضور اللجان المختصة و الإعلاميين. واوضحت ان من بين المواد المخدرة المضبوطة 9 كيلوغرامات بحوزة شخصين عراقيين وحكم عليهما بالسجن المؤبد و6 كيلوغرامات من المخدرات بوزة شخص ايراني وحكمت عليه محكمة الجنايات في السليمانية بالسجن المؤبد وغرامة مالية قدرها 450 ألف دينار عراقي كما قال مركز الاعلام التابع لمجلس الوزراء العراقي في بيان الى quot;ايلافquot;.

ومن جهته قال نجيرفان بارزاني رئيس حكومة كردستان في مقال نشرته مواقع حكومة الاقليم الالكترونية اليوم انه فيما يخص تعزيز الاستقرار ومكافحة العنف في الاقليم وعموم مناطق العراق فإن حكومة الاقليم مارست دورها الفاعل والمشهود في الايام والمراحل العصيبة السابقة، وكانت دوما عاملا ايجابيا في مواجهة الارهاب ومعالجة الأزمات السياسية والمذهبية بين الاطراف العراقية المختلفة.

واضاف quot;لكن وللأسف الشديد شهدت مدينة الموصل خلال الايام القليلة الماضية حملة تهجير وملاحقة وتخويف وترويع بحق المسيحيين ما برحت مستمرة حتى الان، أسفرت عن إرغام أعداد كبيرة من المدنيين على النزوح عن مناطقهم ومساكنهم والتوجه نحو اقليم كردستان، وتلك الحملة مهما كانت مبرراتها او مسوغاتها وتحت اي ستار كانت فاننا ندينها ونشجبها ونرفضها بشدة.

فنحن لم ولن نؤيد مطلقا تهجير الناس عنوة وتعريض حياتهم للمخاطر لأسباب تتعلق بتوجهاتهم السياسية او الدينية او أي مسألة اخرى، لأن الشعب الكوردي مر بتجارب مريرة ومماثلة كابد فيها الكثير من المآسي ولحقت به خسائر جسيمة، وغالبا ما دمرت قراه وشرد سكانها ودفنوا أحياء في مقابر جماعية خلال حملات الانفال، أو هجروا قسرا عن مواطن أسلافهم وأجدادهم .quot;

وعبر عن استغرابه من quot; ان يعمد بعض الذين لا تسرهم رؤية الديمقراطية والتعايش المشترك والاستقرار في كوردستان، الى تحميل حكومة الاقليم وقوات البيشمركة والاحزاب والقوى السياسية الكردستانية، ودون أدلة او مسوغات، أوزار جريمة تهجير الاخوة المسيحيين قسرا عن مدينة الموصل، ومع اننا لم نر ضرورة للرد على تخرصاتهم تلك منذ الوهلة الاولى إلا اننا لم نستطع الصمت والسكوت حيال كل تلك الاتهامات والاراجيف التي يطلقونها .quot; واضاف quot;ففي الوقت الذي ننفي ونكذب فيه كل الاتهامات الباطلة، نخاطب الاخوة المسيحيين والرأي العام في اقليم كوردستان والعراق عموما مؤكدين ان ظاهرة ملاحقة الآخرين وممارسة العنف بحقهم ليست من شيمنا اطلاقا بل ونشجبها بشدة ونسأل في الوقت ذاته اولئك الاشخاص عن الفائدة التي ستجنيها حكومة وشعب كوردستان من وراء تهجير المسيحيين عن الموصل ؟؟quot;.

واشار الى انه لتلك التهديدات المتباينة اضطرت 50 الف عائلة مسيحية الى النزوح عن بغداد والبصرة وسائر المناطق، واتجهت اكثر من 20 الفا منها نحو اقليم كوردستان واستقرت في محافظتي اربيل ودهوك، فيما توجهت أعداد اخرى الى سهول نينوى وقسم منها هاجرت الى سورية والاردن. واشار الى انه عندما استهدف المسيحيون في الموصل فانهم فروا منها بأرواحهم فقط تاركين كل ممتلكاتهم، وكانت حكومة الاقليم الجهة الوحيدة التي اسعفتهم وامدتهم بما يحتاجون من مستلزمات واعانات، اما الحكومة العراقية فانها اكتفت بترويج بعض البروباكندا وإجراء بعض الزيارات فقط ، بدل ان تبادر الى التعاون والتكاتف معنا لإعانة اولئك المنكوبين والتخفيف من اعبائنا المالية . وقال انه طبقا للمعلومات الواردة فان مدينة الموصل غدت بؤرة ووكرا رئيسيا للمنظمات الارهابية وبقايا فلول النظام البعثي الزائل، إذ ان تنظيم ما يسمى بدولة العراق الاسلامية يضم العديد من الجهات الارهابية التي يتألف معظم افرادها من العرب مع عدد قليل من الكورد والتركمان وحفنة قليلة من المسيحيين من فلول البعث ممن يعملون مع تلك الجهات.

وقال بارزاني quot; اننا في اقليم كوردستان واجهنا العديد من الاعمال الارهابية ابرزها تفجيرات الاول من شباط (فبراير) 2004 والتي اسفرت عن مصرع العديد من المسؤولين الحزبيين والحكوميين والمواطنين المدنيين. صحيح أن الذين ينفذون العمليات الانتحارية هم من العرب لكن أدلاءهم في ذلك هم من افراد تلك المجاميع الارهابية الكوردية التي تتكاتف مع الارهابيين في الموصل، بالاضافة الى عدد من الاكراد الذين كانوا من اتباع النظام السابقquot;.

واكد في الختام quot;إن ابواب اقليم كردستان كانت وما برحت مشرعة على مصاريعها امام الباحثين عن الحقائق، وقد كانت غايتي هنا إبراز تلك الحقائق الخاصة باوضاع المسيحيين التي يتم تداولها هنا وهناك خلافا للواقع، ومن يرغب في لمس الحقائق عن كثب بوسعه زيارة الاقليم ومشاهدة اوضاع المسيحيين واوضاع الاقليم كافة بأم عينيه. فالمسيحيون يتعايشون معنا في كوردستان وسائر مدن العراق منذ عصور، وكانوا دوماً دعاة سلام ولم يكونوا قط عامل خلاف او مشاكل، او مصدر تهديد للشعب الكوردي، لذا فانني اشدد على ان الشعب الكوردي الذي ذاق مختلف صنوف المآسي وكابد كل اشكال الاضطهاد لن يعمد أبدا الى ممارسة تلك الأساليب بحق غيرهquot;.