طلال سلامة من روما: خاض سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الحالي، جولات عصبية في الماضي مع جاك شيراك، رئيس الجمهورية الفرنسي السابق، تخللها مطبات وتوترات سياسية بين ايطاليا وفرنسا. ومع أن الرئيس الفرنسي الجديد تجمعه صداقة متينة مع برلسكوني ناهيك من انتماء الاثنين الى التيار السياسي اليميني يسترجع برلسكوني مع فرنسا جزء من هذه الجولات العصبية. فالصدام يدور اليوم حول مشاكل الاحتباس الحراري وضرورة تخصيص موارد مالية هامة لمكافحته بيد أن ايطاليا تبدو غير مستعدة للإنفاق بغياب نظام مساواة بين جميع الدول الأوروبية.
من جانب آخر، أنقذت المكالمة الهاتفية التي أجراها باراك أوباما مع برلسكوني، يوم السبت الماضي، ايطاليا من العار. هذا ويأمل المحللون أن يجري نائب الرئيس الأميركي المنتخب quot;بايدنquot; نفس الخطوة مع وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني لدفن آخر أثر من الصدام السياسي بين ايطاليا والولايات المتحدة الأميركية. يذكر أن هذا الصدام استهلك طاقات برلسكوني وحكومة روما والأغلبية الحاكمة والمعارضة معاً.
ولم يتمحور الصدام حول الأزمة المالية العالمية إنما حول كلمة خرجت من دون قصد من فوه برلسكوني الذي وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرجل الأسمر المحنك. لا يمكننا اتهام برلسكوني بأي نية سيئة تجاه أوباما. فإيطاليا كانت وستبقى حليفة أميركا الأولى، أوروبياً. ربما أقدم برلسكوني على استفزاز وسائل الإعلام عن طريق كلمة تعكس حسده لأوباما وتقديره لشبوبية وكاريزما هذا الرجل الذي كان لا شيء، في الماضي. من جانبه، يدعو quot;أومبرتو بوسيquot;، رئيس حزب رابطة الشمال، برلسكوني الى التريث قبل التكلم بهدف التقيد بالقواعد والشفرات الديبلوماسية المعمول بها عالمياً. يمكننا الجزم أن هذا الصدام الديبلوماسي بين ايطاليا وأميركا انتهى، إنما يجد برلسكوني نفسه الآن أمام انتقادات الحزب الديموقراطي اليساري الذي وضع نقطة سوداء أخرى على ملف العلاقات اليسارية اليمينية.
التعليقات