طلال سلامة من روما: تحتل هذه الشركة بإيطاليا المركز الأول وتدعى شركة quot;المافياquot; القابضة. تبلغ القيمة الكلية لمبيعات هذه الشركة 130 بليون يورو إضافة الى عائدات مجموعها الصافي 70 بليون يورو من دون احتساب الاستثمارات. أما النواة التجارية للمنظمات الإجرامية، المافيوية وغيرها، فان أرباحها quot;تنطحquot; بسهولة حاجز 92 بليون يورو أي 6 في المئة تقريباً من الناتج الإجمالي المحلي. كل يوم، يدفع التجار ورجال الأعمال، بالقوة، الى المافيا ما مجموعه 250 مليون يورو أي 10 مليون يورو كل ساعة و160 ألف يورو كل دقيقة.

ومن اللافت نمو ظاهرة المراباة التي يعاني منها نحو 180 تاجراً. كما ينمو الثقل الاقتصادي للتزوير والمراهنات السرية وكل شيء يتعلق بما هو غير نظامي الذي يقدر الخبراء حركته المالية بحوالي 10 بليون يورو سنوياً. الى جانب توغل المافيا في الأنسجة الاقتصادية والمالية والسوقية الأهم(كما سوق اللحوم والخيل والمطاعم والسياحة والنوادي الليلية) ثمة جزء من زعمائها يقوم بتغطية جميع أنشطتها، قضائياً وسياسياً. وعندما يعلن روبرتو ماروني، وزير الداخلية، عن نيته الصادقة في محاربة المافيا فانه يعلن على زعمائها حرباً اقتصادية وليست عسكرية.

ان نظرنا جيداً الى تركيبة المنظمات المافيوية لوجدنا أن نماذجها التنظيمية تحولت الى شركات بكل معنى الكلمة. ويقود هذه الشركات، بصورة شبه دائمة، الأسر المافيوية الأقوى التي تعتنق منهجاً تجارياً صارماً يحسده عليها حتى جوليو تريمونتي، وزير الاقتصاد الحالي.