بيروت:بدأ رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الخميس زيارة لبيروت تستغرق يومين تهدف الى دعم الاستقرار السياسي في لبنان ومساعدته على دعم اقتصاده النامي الذي ترغب المؤسسات الفرنسية في الافادة منه.

وقال فيون quot;ان مستقبلا افضل يلوح للبنان ويجب ان نبنيه معاquot;. واشاد باحترام اتفاق الدوحة في ايار/مايو الذي شكل نهاية للازمة السياسية بين الاغلبية المناهضة لسوريا والمعارضة بقيادة حزب الله والتي هزت البلاد لنحو عام ونصف العام. واضاف فيون انه quot;لاتمام هذا التقدم يجب ان يتم الاتفاق على مصالحةة وطنية حقيقيةquot;.

غير ان التوازن القائم في لبنان quot;هشquot; بحسب ما اكد رئيس الوزراء الفرنسي. ومن النقاط الحساسة رفض حزب الله التخلي عن سلاحه بداعي ضرورة التمكن من التصدي لاي هجوم اسرائيلي محتمل.

واعتبر فيون ان عملية المصالحة بين مختلف الطوائف اللبنانية لن تتم الا اذا تم تجاوز quot;حالة عدم العقاب بالنسبة لمقتل رفيق الحريري (شباط/فبراير 2005) وفي الاعتداءات التي ادمت لبنان منذ 2004quot;. واعرب عن الامل في ان quot;تفي (سوريا) بتعهداتهاquot; بشأن احترام quot;استقلالquot; لبنان وخصوصا من خلال تبادل السفراء.

وعبر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عن شكره لفيون عن الدور الهام الذي تضطلع به فرنسا في استعادة الاستقرار السياسي في لبنان.

وجاءت زيارة رئيس الحكومة الفرنسية بعد زيارة كان قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للبنان في حزيران/يونيو. وكان ساركوزي طلب من فيون حينها العودة سريعا من اجل تقديم مساعدة quot;ملموسةquot; للبنان.

وتم التوقيع على عدة اتفاقات اقتصادية وفي مجال التعاون بين البلدين اهمها منح لبنان مساعدة بقيمة 125 مليون يورو تمثل القسط الثاني من 500 مليون يورو وعدت بها فرنسا في اطار مؤتمر quot;باريس 3quot; الذي استضافته العاصمة الفرنسية في كانون الثاني/يناير 2007.

كما تم الاتفاق على quot;وثيقة اطارية للشراكةquot; تشمل 225 مليون يورو من المساعدات بين 2008 و2011، على ما افادت اجهزة رئيس الوزراء الفرنسي.

ورافق فيون في زيارته ممثلو اكثر من خمسين شركة فرنسية بينها تاليس ويوروكوبتر. ولئن لم يتم الاعلان عن اية عقود تجارية مبرمجة خلال الزيارة فان اتصالات قد تنشا يوم الجمعة الذي سيشهد تنظيم منتدى اقتصادي مع مستثمرين لبنانيين.

وتأمل فرنسا ان تستفيد من النمو الاقتصادي في لبنان الذي بلغ 6 بالمئة في

2008 واكثر من ذلك على الارجح العام المقبل، بحسب السلطات اللبنانية وذلك رغم الازمة المالية.

وكشاهد على هذه الحركية ستدشن الخطوط الجوية الفرنسية quot;اير فرانسquot; رحلة يومية رابعة بين باريس وبيروت، على ما افادت وزيرة الدولة الفرنسية للتجارة الخارجية آن-ماري ايدراك احد الوزراء الثلاثة الذين يرافقون فيون في زيارته.

واكد فيون quot;هناك فرص اعمال للمؤسسات الفرنسية والاوروبية في لبنانquot; في الوقت الذي ما انفك فيه عجز الميزان التجاري الفرنسي يتزايد.

والتقى فيون ايضا الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وبحثا الرجلان مشروع مركز بحث علمي في بيروت في اطار الاتحاد من اجل المتوسط.

وينهي رئيس الوزراء الفرنسي الجمعة زيارته للبنان بزيارة جنوبه حيث يلتقي قسما من الكتيبة الفرنسية (1900 جندي من 12 الفا) المشاركة في قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) التي كلفت تطبيق القرار الدولي 1701 الذي انهى نزاعا عسكريا بين اسرائيل وحزب الله اللبناني في صيف 2006.