إيلاف من الرياض: حمل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إسرائيل مسئولية تعثر عملية السلام من خلال ما تمارسه من سياسات قمعية ضد الشعب الفلسطيني وتوسيع المستوطنات وبناء المزيد منها وهو الأمر الذي يؤدي إلى تقطيع الأراضي الفلسطينية المحتلة ويشكل عقبة أمام التوجه الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة الأطراف والقابلة للحياة.

وقال الفيصل خلال لقائه في أوسلو بأعضاء البرلمان في مملكة النرويج يوم أمس الأول إن الجانب العربي قام بكل ما يتوجب عليه بإقراره للسلام خياراً إستراتيجياً بل وتقدمه بالمبادرات تلو الأخرى بدءاً من مبادرة الثماني نقاط للملك فهد بن عبدا لعزيز -رحمه الله- عام 1982م ووصولاً لمبادرة الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز للسلام الشامل مقابل الانسحاب الكامل التي تبنتها قمة بيروت العربية عام 2002م. وأكد في هذا السياق أن المبادرة تعد شاملة ومتكاملة وغير قابلة للتجزئة.
وأكد وزير الخارجية السعودي خلال اللقاء أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وما تحمله من مضامين سامية تهدف إلى إشاعة ثقافة السلام والوئام بين الشعوب بمختلف دياناتها وثقافاتها عبر الحوار المرتكز على القيم الإنسانية المشتركة والمبادئ التي جاءت بها الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة التي تحث على الخير ونبذ الشر. وأشار سموه إلى أن أهم عوامل التلاقي بين الثقافات والحضارات يكمن بالتواصل الإنساني بين شعوب العالم لتمكينهم من تفهم ثقافات بعضهم البعض. وتحدث سموه في اللقاء حول المشكلات التي تعاني منها المنطقة، مشيراً إلى أن مشكلة الشرق الأوسط تشكل محور هذه المشكلات وفي نفس الوقت مفتاح الحل للعديد منها، داعياً إلى مضاعفة الجهود في سبيل الدفع بعملية السلام في المنطقة وفق الأسس المتفق عليها والقائمة على مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها وتأكيدات وتفاهمات أنابولوس.

وخلال لقائه الأمير سعود الفيصل ثمن ملك مملكة النرويج هارالد الخامس في أوسلو يوم أمس الأول الدور الذي تطلع به المملكة العربية السعودية بمبادرتها الرائدة للدعوة إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات وما لقيته هذه الدعوة من صدى عالمي.

كما بحث الفيصل ورئيس الوزراء بمملكة النرويج ينس شتولتنبرغ يوم أمس الأول في أوسلو العلاقات بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها إلى جانب عملية السلام والدفع بجهود السلام. ونوه وزير الخارجية السعودي بدور مملكة النرويج في عملية السلام بوصف أوسلو منعطفاً مهماً في المسيرة السلمية. كما تطرق الجانبان إلى التنسيق والتشاور حيال السياسة البترولية في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة وأهمية العمل سوياً نحو اتخاذ التدابير المطلوبة لضمان استقرار سوق النفط العالمي بما يخدم مصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

كما بحث الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية النرويجي يوناس غاهر ستويري يوم أمس الأول في أوسلو العلاقات بين البلدين وسبل دعهما وتعزيزها إلى جانب الأزمة الاقتصادية الدولية والتعاون المشترك بين المملكتين في سبيل استقرار سوق النفط العالمي، كما بحث سمو الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية النرويجي مسيرة السلام في المنطقة وسبل الدفع بها وكذا المساعدات المقدمة للفلسطينيين عبر لجنة الاتصال الدولية التي تترأسها النرويج.