الياس توما من براغ: اتهم خبير الدفاع الصاروخي المضاد البروفيسور الاميركي تيودور بوستول المسؤولين العسكريين الاميركيين بتقديم معومات مضللة للتشيك بخصوص القاعدة الرادارية التي يريدون وضعها في تشيكيا في إطار الدرع الصاروخي الاميركي مؤكدا أن هذا الرادار لا يمكن له أن ينجح في التقاط الصواريخ الإيرانية في حال إطلاقها.

وأكد في محاضرة له في مدينة بلزن التشيكية بان الرأي العام والبرلمان في تشيكيا يحصلان بشكل متعمد على معلومات مضللة عن الرادار الاميركي مشددا على أن الأمر ليس ناجما عن خطأ وإنما عن معلومات كاذبة يقولها مدير وكالة الدفاع الصاروخية الاميركية الجنرال هنري اوبرينغ عندما يزعم بان مدى الرادار سيكون مابين 2100ــ 2500 كم .

وشدد على أن جميع الحسابات التي قام بها وقياسات الأجهزة الموجودة في الولايات المتحدة قد أثبتت بان هذا الرادار يمكن أن يكون مداه الأقصى مابين 600ــ 700 كم ولهذا لا يمكن له أن ينجح في التصدي للصواريخ التي يمكن لإيران أن تطلقها مستقبلا .

ووصف زعم مدير وكالة الدفاع الصاروخية الاميركية بان الرادار يمكن له أن يلتقط أهدافا تقع على بعد 4000 كم بأنه ينتمي إلى مجموعة التصورات الخيالية مؤكدا أن الرادار يمكن له أن يكون فعالا في حال امتلاكه مقدرة تزيد بخمسين مرة عن مقدرته الحالية .

واعتبر المعلومات التي يقدمها المسؤولون العسكريون الاميركيون بأنها محاولة للتلاعب بالعملية السياسية واصفا هذا الأمر بأنه خطير وغير ديمقراطي
وأضاف قبل يومين التقيت بثلاثة علماء تشيك وأعلموني بأنهم توصلوا إلى نفس الحسابات التي توصلت إليها ولذلك فنحن على استعداد لعرضها على البرلمان التشيكي .

وأبدى استعداده للقاء مع ممثلي الحكومة التشيكية غير أن رئيس الحكومة التشيكي ميريك توبولانيك رفض هذا العرض مؤكدا أن شريكه في هذا الأمر هو الإدارة الاميركية وليس شخصا يقوم برحلة إلى تشيكيا قبل أعياد الميلاد في إشارة إلى أن الخبير الاميركي يزور تشيكيا بدعوة من حركة السلام الأخضر أو ما تعرف بغرين بيس .
وأكد الخبير الاميركي أن موظفين في وزارة الدفاع قد أكدوا له في أحاديث خاصة بأنه قد طلب منهم عدم التحدث عن المعلومات الغير صحيحة التي تقدم للرأي العام بخصوص مواصفات الرادار وإمكانياته.

يذكر أن بوستول سبق له أن عمل في البنتاغون في الأعوام 1982ــ 1984 وهو يعمل الآن بروفيسورا للتقنية والأمن القومي في معهد التكنولوجيا في ولاية ماساشوستش .