لندن: احتلت تغطية الأحداث الدموية التي شهدتها العاصمة الاقتصادية للهند مومباي الصفحات الأولى للصحف البريطانية الأسبوعية الأحد، ومساحات واسعة داخلها.
وتناولت الصحف بالتفصيل وبالتحليل أيام الرعب الثلاثة التي استغرقتها الهجمات، من وصول المسلحين إلى المدينة إلى تفاصيل استيلائهم على المواقع التي اختاروها.
كما نشرت شهادات كثيرين ممن ارتأى لهم حظهم أن يكونوا في المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب فعاشوا قسوة ساعات الهجوم وانتظار الفرج الذي لم يأت بالنسبة لبعضهم سوى بعد ثلاثة ايام، ولم يأت أبدا بالنسبة لآخرين، فكانوا ضمن المائتي قتيل أو ما قارب ممن راحوا ضحية هذا الهجوم.
كان للتعليقات على اندلاع هذه الأحداث في البلد التي تعد من أهم الاقتصادات الصاعدة في العالم حيز كبير، واتسم معظمها بالتخوف على مستقبل هذا البلد الذي يملك أسلحة نووية، والقلق من التوتر بينه وبين باكستان التي ولد وأتى منها الناجي الوحيد من بين العشرة المسلحين، والتي تملك كما الهند أسلحة نووية.
في تعليقها الرئيسي قالت صحيفة الأوبزرفر وتحت عنوان quot;أمننا يعتمد على ديمقراطية الهند الهشةquot; إن quot;الوقت الذي استغرقته هزيمة المسلحين أضافت بعدا جديدا للحرب على الإرهاب، ففي هذه الحالة بدت بحق وكأنها حرب، وبالنسبة للهند بدا وكأنه غزوquot;.
وأضافت الصحيفة أن هذا الهجوم يختلف عن الهجمات الإرهابية السابقة في الهند من حيث أنها استهدفت أجانب ـ وبالذات أميركيين وبريطانيين ـ ويهودا، مما يوحي بأن الهجمات تستدل بأيدولوجية القاعدة إن لم تكن موجهة من قبل جماعات مرتبطة بها، فما حدث لم يكن محاولة لتحقيق أهداف سياسية بوسائل عسكرية وإنما فتح جبهة جديدة في الحرب ضد quot;الصليبيين الصهاينة الإمبرياليينquot; أس الشر من وجهة النظر الملتوية والمتشككة للعقيدة الجهادية الإسلامية.
وقالت الصحيفة إن من سوء حظ الهند أن ينظر إليها بشكل خاص على أنها متعاونة في المؤامرة الغربية المتخيلة ضد المسلمين.
وترى الصحيفة أن من السهل معرفة كيفية إدخال الهند في رواية الإرهابيين التآميرة، فهي وطن لنحو 150 مليون مسلم فالغالبية العظمى منهم تم استبعادهم ومعهم ملايين الهندوسيين الفقراء من الازدهار الاقتصادي الذي عاشته في الأعوام الأخيرة، كذلك هناك ما تعرض له مسلمو الهند من إرهاب على يد الهندوسيين المتعصبين، كما أنهم لا يكادون يتمتعون بأي حماية من قبل الدولة.
وهناك أيضا ـ كما تقول الصحيفة ـ إقليم كشمير المتنازع عليه منذ الانفصال، ووضعه تحت حكم عسكري يمارس الاضطهاد، فولد أجيالا من المتمردين المعارضين للهند دعمتهم تاريخيا قوات الأمن الباكستانية، وكانت دوافعهم هي الانفصال والأيدلوجية الإسلامية.
وتحذر الصحيفة من موجات الانتقام ضد المسلمين، كما تحذر من تدهور العلاقات بين الهند وباكستان، وتقول إن وزير الخارجية الباكستاني كان صادقا حين قال quot;إننا نواجه عدوا مشتركاquot;، إلا أن إعلان باكستان بأنها تحارب المسلحين يحكم عليه في الهند في ضوء عشرات السنين من التواطؤ بين الاستخبارات الباكستانية والجهاديين.
كما تحذر الأبزرفر من خطر الرؤوس النووية التي توجهها كل من الدولتين نحو الأخرى، وتصر على أن أمن العالم يعتمد على تخلص الدولتين من عاداتهما القديمة في المواجهات العسكرية.
وتخلص الصحيفة إلى أن الهند مشعل في المنطقة للانفتاح الثقافي والحرية السياسية، وإنه من الواضح ان الإرهابيين يرون أن هذا المشعل هش بحيث يمكن الإطاحة به بعيدا، وإنه لا بد من نثبت لهم أنهم مخطئون.
quot;بريطانيا في خطرquot;
صحيفة الصنداي تلجراف تنشر مقابلة مع القائد السابق لقوات الصاعقة يقول فيها إن بريطانيا لا تملك الاستعداد الكافي إذا ما تعرضت لهجوم كالذي تعرضت له مومباي.

وتنقل الصحيفة عن القائد قوله ستكون هناك ساعات طويلة من الفوضى قبل ان تكون الشرطة مدعومة بفرق مكافحة الإرهاب في وضع يسمح له باحتواء خطر الإرهاب فما بالك بمعادلتهquot;.
وتنشر الصحيفة مقالا بقلم بيتر كلارك الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في سكوتلاند يارد يحذر فيه من أن هناك خطرا حقيقيا من تعرض بريطانيا لمذبحة على غرار ما تعرضت له الهند.
وتربط الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية بين أحداث مومباي وبين إلقاء الشرطة البريطانية القبض قبل أيام على دايمان جرين عضو البرلمان والوزير في حكومة الظل بتهمة تسلم ونشر معلومات تم تسريبها له.
وتقول الصحيفة إن جرين الذي أرسلت سكوتلاند يارد تسعة من ضباط مكافحة الإرهاب لإلقاء القبض عليه ليس خطرا على أمن هذا البلد، فيما هناك بالفعل عدو حقيقي في الداخل هو الإسلاميون في بريطانيا المستعدون لقتل أنفسهم وأي عدد من المواطنين البريطانيين يستطيعون قتلهم.
وتضيف الصحيفة أنه للأسف فإن مواجهة التطرف الإسلامي وتحديه هو ما لا تفعله الحكومة، بل إنها تدعم الجماعات المتطرفة وحتى تزودهم بالأموال العامة طالما نبذوا العنف، ومع ذلك فإن المسافة التي تفصل الإسلام الأصولي من الإرهاب العنيف لا تكاد توجد، في رأيها.
خيبة أمل في أوباما
صحيفة الصنداي تايمز تعود إلى مسألة انتخاب الرئيس الجديد للولايات المتحدة، وتعلق على الكيفية التي يتصف بها في الاستعداد لتسلم منصبه بعد اسابيع، وتقول الصحيفة إن أوباما قد استقى كثيرا من سلطة سلفه، إلا أنه بذلك عرض نفسه لانتقادات قد تقصر شهر العسل الرئاسي الذي يتمتع به كل رئيس جديد، فهناك بالفعل اضطراب واستياء في صفوف الديمقراطيين بسبب بعض التعيينات التي قام بها.
وتشير الصحيفة إلى تعامل أوباما مع الأزمة المالية وأحداث أوباما وكأنه رئيس بالفعل في حين كاد يغيب الرئيس الفعلي بوش عن الأنظار.
وتقول إن المعارضين للحرب في الحزب الديمقراطي يشعرون بالاستياء من بقاء روبرت جيتس وزير الدفاع الجمهوري في منصبه وتوقع تعيين الجنرال جيمس جونز وهو ليس من الديمقراطيين مستشارا للأمن القومي وتعيين هيلاري كلنتون التي أيدت الحرب في العراق وزيرة للخارجية.
وتنقل الصحيفة عن مجلة quot;نيشنquot; الأسبوعية الليبرالية شكواها من أن المرشحيين لأن يكونوا في فريق الأمن القومي لأوباما quot;قد اختيروا بالكامل من دوائر محافظة مؤيدة للعسكر دون أن يكون بينهم أي شخص يمثل الجناح المعارض للحرب في الحزب الديمقراطيquot;.
وتقول الصحيفة إن ائتلافا من جماعات ليبرالية يخطط لنصب خيام في كانون الثاني/يناير بالقرب من منزل أوباما في هايد بارك بشيكاجو على أمل ان quot;يذكرquot; وجودهم الرئيس المنتخب بوعوده.
وتضيف الصحيفة إنه بينما يأمل كثير من الديمقراطيين بأن يطمئنهم أوباما فور تسلمه منصبه رسميا، تنقل عن جودي إيفانز إحدى الناشطات الشهيرات تصريحها لموقع بوليتيكوquot; الأسبوع الماضي بأن الرئيس النمنتخب بالفعل quot;يخرق التفويض الذي منحه له الشعبquot;.
الرعايا السعوديين في الهند سالمين
أكد رئيس البعثة بالنيابة في السفارة السعودية في الهند المستشار محمد بري بأن جميع الرعايا السعوديين في مومباي سالمين.
وأضاف إنه تأكد لدى السفارة والقنصلية العامة في مدينة مومباي بأنه لا يوجد قتلى أو إصابات أو مفقودون في الرعايا السعوديين الذين كانوا متواجدين في مدينة مومباي وحتى كان هناك ثلاثة سعوديين مفقودين ولكن تم العثور عليهم وتم تسفيرهم إلى المملكة.
وذكر المستشار محمد بري رئيس البعثة بالنيابة لصحيفة الرياض السعودية بأنه قام بالاتصال بهم عبر الهاتف الجوال وهم في السعودية.
وعبَّر رئيس البعثة بالنيابة في السفارة السعودية في الهند عن شكره وتقديره للتعاون الذي قدمته السلطات الهندية للسفارة.