بغداد: تحول انسحاب حلفاء الولايات المتحدة العسكريين في العراق الى خروج جماعي بينما تراجعت أعمال العنف ومع قرب انتهاء أجل تفويض الأمم المتحدة الذي سمح لهم بارسال قوات للعراق ولا يكاد يمر يوم بدون حفل يقام بمناسبة انتهاء مُهمة بعثة في معسكر مُترب في مكان ما في العراق بمشاركة مسؤولين أميركيين ومن الحلفاء وعراقيين يلقون كلمات تحية في وداع القوات الراحلة ويعلقون الأوسمة على صدور الجنود فيما تعزف فرق الموسيقى العسكرية.
ويوم الاربعاء جاء الدور على وداع المفرزة الأذربيجانية في معسكر ريبر في محافظة الأنبار التي كانت مضطربة لكنها الآن تتمتع بهدوء نسبي. ويوم الخميس سيقيم جنود مشاة البحرية من تونجا حفلا بمناسبة رحيلهم في معسكر فيكتوري في بغداد.
وأقام جنود من البوسنة والهرسك وكوريا الجنوبية وبولندا وأرمينيا وقازاخستان وجورجيا ولاتفيا ومقدونيا حفلات وداع في الشهرين الماضيين وستنهي اليابان هذا العام مهمة قواتها الجوية لنقل الامدادات جوا للعراق.
وقال اللفتنانت جنرال لويد اوستن قائد القوات الاميركية المقاتلة في العراق quot; حقيقة أن لدينا القدرة على رحيل بعض هذه العناصر من العراق هو حقا نبأ سار.quot;
وأضاف في مؤتمر صحفي quot;انه نبأ سار لان ذلك يعني أن الامن تحسن في كثير من المناطق الى الحد الذي يمكننا معه أن نعمل بكفاءة رغم رحيل بعض من تلك القدرات العظيمة.quot;
وأضاف اوستن أن المهام التي نفذها الشركاء يتسلمها جيش عراقي أكثر ثقة وقدرة من أي وقت مضى.
وتراجع على نحو ملحوظ في العام الماضي الاقتتال الطائفي الذي اندلع في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003.
ولا تزال التفجيرات والهجمات الانتحارية تقع من حين لآخر ولقي 296 مدنيا عراقيا على الاقل حتفهم في هجمات قاتلة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. ولكن القتلى في صفوف الجيش الاميركي تراجع عددهم في الشهر الماضي الى أدنى مستوى منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمس سنوات حيث قتل ستة جنود فقط.
وضمت قوات التحالف الذي أطلق عليه جورج بوش الرئيس الاميركي المنتهية ولايته quot;تحالف الراغبينquot; في اطار التحضير لغزو العراق قوات من 38 دولة في ذروتها. ولكن الغالبية الساحقة كانت من القوات الاميركية.
ويوجد في العراق الان 146 ألف جندي أميركي و4100 جندي بريطاني. ولا يوجد للدول الاخرى أكثر من ألف جندي.
وقال مسؤول في ادراة بوش في سبتمبر أيلول الماضي ان عدد الحلفاء سيتراجع الى quot;حفنةquot; صغيرة بنهاية العام.
ولا يتعلق هذا بالتراجع الحاد للعنف في العراق وحده.
فتفويض الامم المتحدة الذي يحكم وجود القوات الاجنبية في العراق سينتهي بنهاية العام ولا يرغب العراق في تجديده.
وتفاوضت الحكومة العراقية على اتفاق أمني مع الولايات المتحدة يمهد الطريق لانسحاب القوات الاميركية من مدن عراقية بمنتصف العام القادم ولانسحابها بشكل كامل من البلاد بحلول نهاية عام 2011.
ولكن الاتفاق لا يشمل شركاء واشنطن. وتسعى بريطانيا الى إبرام اتفاق ثنائي يسمح لقواتها بالبقاء بالقرب من مدينة البصرة الجنوبية في العام القادم