بعد لقاء الأسد وعون لن يكون كما قبله عون يلتقي الأسد متحديا الأغلبية النيابية والحريري يدعو للندية مع دمشق
بيروت، وكالات: نشرت صحيفة quot;لو فيغاروquot; الفرنسية خبراً تحت خانة quot;أسرار لو فيغاروquot; حمل عنوان: quot;عندما كان الجنرال عون يلتقي الموساد في باريسquot;، قالت فيه quot;فيما يلي نوع من المعلومات لن يعجب أصدقاءه السوريين الجدد: الجنرال اللبناني ميشال عون، الذي يزور حالياً دمشق، التقى مرات عدة ممثلين للموساد الإسرائيلي في باريس، خلال منفاه في فرنسا بين العامين 1991 و2005quot;.
وأضافت الصحيفة ان quot;أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي كانت تراقب تحركاته (عون)، نصحته بعدم لقاء عملاء دولة لا تزال في حالة حرب مع لبنان، لكن الجنرال المسيحي رفض الإصغاء الى هذه التحذيرات، حينها كان ميشال عون أحد المعارضين الرئيسيين للوجود العسكري السوري في لبنان، أما الآن فقد بدّل الجنرال رأيه ليتموضع منذ عودته الى بيروت عام 2005، ضمن فريق يضمّ quot;حزب اللهquot; ويرى وجوب انشاء علاقات جيدة مع دمشقquot;.
وفي سياق آخر كان قد أعلن عون من سوريا ان لديه تحفظات كثيرة عن اتفاق الطائف أولها عدم التوازن بين المؤسسات، موضحا أن رئاسة الجمهورية هي quot;مؤسسة لها اسم كبير ولكن من دون صلاحياتquot;، فيما وصف رئاسة الحكومة بأنها quot;تمسك بجميع المؤسسات التنفيذية في المجتمع وكذلك بمؤسسات المراقبةquot;. وقال ان quot;مجلس الانماء والاعمار هو الحكومة الحقيقية للبنان ولدينا حكومة وهميةquot;.
وشدد على quot;وجوب اعادة النظر في الطائف الذي جعله المدافعون عنه أو بعض المستفيدين منه بمثابة الكتب المقدسة يجب عدم المساس بهاquot;. لكنه أضاف: quot;ستأتي الظروف، وهي ليست بعيدة، فجميع الناس سيشعرون ان هناك ضرورة (لاعادة النظر)quot;. ولمح الى ان quot;هناك انتخابات نيابية نأمل في تأمين الاكثرية خلالها لنقوم بتصحيحات كثيرة في شكل نحافظ فيه على وحدتنا الوطنية (...) ان ما سنقوم به ضروري لاستقامة الاوضاع وممارسة الحكم في شكل سليمquot;. واسهب عون في الكلام عن النزاع العربي ndash; الاسرائيلي. كما طالب عون مجدداً باعتذار اللبنانيين من اللبنانيين قبل طلب الاعتذار من سوريا موضحاً انه لم يطالب بأي اعتذار من اللبنانيين لسوريا.
وعلمت صحيفة quot;الحياةquot; أن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير لم يكن مرتاحاً الى بعض مواقف عون مع انه آثر عدم التعليق في الوقت الحاضر. ونقل زوار صفير عنه سؤاله: quot;لمن سيوجه الاعتذار. وعلى ماذا؟ ومن قصف البلدات والقرى بالمدفعية الثقيلة. وكيف نترجم الرغبة في إقامة علاقة من دولة الى دولة؟quot;. وإذ اكتفى صفير بهذا السؤال، فإن مصدرا قياديا في الأكثرية سأل: quot;لماذا تجاهل عون أي ذكر لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وأين موقفه من مقررات مؤتمر الحوار الوطني الأول الذي عقد برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري في آذار 2006، لاسيما في شأن تحديد الحدود بين البلدين وجمع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات وضبطه وتنظيمه في داخلها وهو كان أول من كان أدرجها في برنامجه الانتخابي في ربيع 2005 وعاد عنها بعد التوصل مع حزب الله الى ورقة التفاهم؟quot;.
وفي ارفع موقف لـquot;حزب اللهquot; من زيارة عون، وصف نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الزيارة بأنها quot;تاريخية تفتح الأبواب لإلغاء الحواجز المصطنعة بين الشعبين اللبناني والسوري وليس بين البلدين على الصعيد الرسميquot;، واعتبر quot;ان خيار العماد عون هو خيار استراتيجي، هو يشق طريقاً سيؤثر على تغيير التحالفات ومعالم القوى في المنطقة، وسيؤثر على بناء لبنان المستقبلquot;، مضيفاً أنه quot;بهذا الموقف الشجاع والاستراتيجي ينشئ ما لم يتجرأ الكثيرون على إنشائه، هناك الكثيرون ممن ذهبوا إلى دمشق سراقا طلباً للمواقع أما هو فذهب نداً ليعطي ويأخذ من موقع وطنه لبنان..quot;.
المعلم: زيارة عون ستؤدي إلى نتائج طيبة
بدوره أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الزيارة التي يقوم بها عون إلى سوريا ستؤدي إلى quot;نتائج طيبة للشعبين الشقيقينquot;، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) الجمعة. ونقلت سانا عن المعلم قوله لقناة quot;او تي فيquot; التابعة للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون، ان quot;هذه الزيارة ستؤدي الى نتائج طيبة لمصلحة الشعبين الشقيقينquot;.
ووصف المعلم اللقاء الذي جمع الاربعاء بين عون، الخصم السابق لدمشق، والرئيس بشار الاسد بquot;التاريخي والايجابي والوديquot;. واوضح ان quot;اللقاء التاريخي بين الرئيس الاسد والعماد عون تناول تحليل الماضي للاستفادة من دروسه والبناء على ذلك في وضع قاعدة للمستقبلquot;.
واكد المعلم على quot;السمات المشتركة بين العماد عون والرئيس الاسد القائمة على الصراحة والمصداقية والقول بما يراه صحيحا والاهم من ذلك الحرص ليس على فئة محدودة في لبنان بل على الشعب اللبناني برمتهquot;. واضاف ان زيارة عون الى سوريا quot;ستزيد من شعبيته (في لبنان) لانه صادق واول كلمة قالها للرئيس الاسد: اي شيء نبنيه لا يحظى بقاعدة جماهيرية واسعة سيسقط (....) هذا منطلق الزعيم الوطني الذي يرعى مصالح بلدهquot;.
واثارت زيارة العماد عون الى سوريا واعلانه خلالها quot;فتح صفحة جديدةquot; مع دمشق، عدة ردود فعل في لبنان ولا سيما من قبل فريق 14 آذار/مارس (الاكثرية النيابية).
وكان عون شن على رأس حكومة عسكرية انتقالية quot;حرب تحريرquot; ضد القوات السورية في لبنان في اذار/مارس 1989.
واطاحت به في تشرين الاول/اكتوبر 1990 عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها الى فرنسا. وعاد الى بيروت في ايار/مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان. واحدث عون مفاجأة بتوقيعه في 2005 تفاهما مع حزب الله الشيعي المقرب من سوريا وايران، وفي تشرين الاول/اكتوبر الفائت قام بزيارة لطهران اثارت بدورها ردود فعل عدة.
التعليقات