فالح الحمـراني من موسكو: اعتبرت الفعاليات الاسلامية رحيل بطريرك موسكو وعموم روسيا الكسي الثاني الذي اعلن عنه امس الجمعـة بانه خسـارة فادحة للشعوب الروسية قاطبة.
واشارت الى ان الكسي الثاني ترأس الكنيسة الارثذروكسية في منعطف خطير بالنسبة لتاريخ لروسيا،على مشارف انهيار الاتحاد السوفياتي واطلاق حرية العقيدة التي كانت محظورة بشكل تعسفي بالنظام الشيوعي.
واستطاع الراحل ان يدشن الحوار مع ممثلي مختلف الانتماءات الدينية في روسيا الاتحادية رغم ان هذا التوجه لم يعجب جميع تيارات الكنيسة الارثذوكسية، فهناك من يصر على تهميش الاديان الاخرى من اجل ان يكون وجه روسيا سلافي ارثذوكسي حصرا.
ويرتبط اسم بطريريك موسكو وسائر روسيا بالصحوة الدينية التي عمت روسيا في السنوات الاخيرة، واعادة بناء الكنائس والمساجد والمعابد واحياء التراث الديني واستعادة الرموز التي اندثرت في عهد الاتحاد السوفياتي. وكان يؤمن بوحدة هدف الاديان.

يشار الى ان الكسي الثاني ترأس الكنيسة مع انهيار الاتحاد السوفياتي وبداية الصحوة الدينية في روسيا. وتعترف ان روسيا رسميا فقط بالاديان السماوية : الاسلام والمسيحية واليهودية ومن غير السماوية بالبوذبة فقط. ويرفض قانون الاديان الروسي البدع والتقليعات الدينية تحت مختلف المسمايات.

ويربط المسلمون الروس من بين اسباب اخرى اهتمام الدولة بهم ومنحهم حقوقهم الدينية والاجتماعية باسم الكسي الثاني. وكان الكسي الثاني قد تعاطف مع القضايا العربية بما في ذلك قضية الشعب الفلسطيني واستقبل مرات عديدة الرئيس الراحل ياسر عرفات ودعا في حينها الى رفع الحصار عن العراق واستقبل الكثير من الفعاليات العربية. وفي عهده صاغت الكنيسة الروسية منطلقاتها النظرية نحو بناء عالم تسوده العدالة في العلاقات الدولية ويلتزم بالقيم الاخلاقية التي نصت عليها الكتب السماوية.
وفرضت المرحلة لتي ترأٍس بها الكسي الثاتي عليه التخلص من ارث النظام السوفياتي الذي ناصب الكنيسة والجامع ومختلف مظاهر الدين العداء.

وقال مفتي جمهورية كاريلي بسام بارادويل ان الادارة الدينية هناك quot; عزت الاخوة الارثذوكس بوفاة البطريرك الكسي الثانيquot;. مؤكدا ان الكسي الثاني كان شخصية تاريخية في زمن رمزي، حينما منحت الشعوب حرية العقيدة. وكأي شخصية بهذا الوزن خدمت قضية عقيدتها، ادرك في الوقت نفسه ضرورة التسامح والقبول بالاديان الاخرى، التسامج من اجل العلاقات المتبادلة. واضاف مفتي جمهورية كاريلياquot; انني اعرف ان البطريرك سعي من اجل ان لا يتسع النزاع الذي مزق بلادنا داخليا الى ان يكون مواجهة ديني او قوميquot;. وحسب قوله فان وفاة البطريريك الكسي الثاني خسارة لشعوب روسيا.
الفيلسوف الاسلامي جمال
وقال الفيلسوف الاسلامي حيدر جمال لقد شهدت فترة زعامة الكسي الثاني الكنيسة الروسية التقارب بين الكنيسة الروسية والعالم الاسلامي.وبفضل وجود مثل هذه الشخصية في الكنيسة الارثذوكسية الروسية مثل الكسي الثاني حدث في عام 1994 اللقاء مع اية الله تسخيري. وقال انه وبفضل الراحل فان الفاتيكان اعلن ضرورة استحداث صندوق لمواجهة شرور العالم الراسمالي وانحدار القيم الليبرلية. وبرايه فان الكسي الثاني في هذا المجال سار على نهج اسلافه من رؤساء الكنيسة الارثذوكسية في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي خلال الحرب الثانية ومن ثم في عصر العهد الباردة.
وحسب مختلف التقديرات فان البطريرك وقف وراء مختلف اشكال الصحوة الروحانية لشعوب روسيا. وجرت هذه العملية في اطار الكنيسة الارثذوكسية والمسلمين بروسيا وبالطبع فان الكسي الثاني كان شخصية كبيرة بتاريخ روسيا وبفضله اختارت روسيا طريق التسامح الذي ينطوي على اهمية خاصة في مجتمع التعددية الدينية.

رئيس الشيشان
أعرب الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف الذي يقوم حاليا بالحج في السعودية عن تعازيه بصدد وفاة بطريرك موسكو وسائر روسيا. وافاد بذلك الناطق الرسمي باسم رئيس وحكومة الشيشان. وينقل الناطق عن الرئيس الشيشاني قوله : quot;باسم قيادة وحكومة جمهورية الشيشان والشعب الشيشاني كله وباسمي شخصيا اعبر عن اعمق تعازينا للشعب الروسي كله والعالم الارثوذكسي باسره ولاهل وعائلة الراحل الرجل الكبير بطريرك موسكو وسائر روسيا الكسي الثاني. لقد كانت حياته كلها مليئة بالحسنات والخيرات، اذ انه كان دوما يدعو الى السلام والتسامح والتعاطف مع الناسquot;. وعلى حد قول رئيس الشيشان فان quot;الكثير من الناس في زمان البطريرك وجدوا طريقهم الى القداسة. كما ساهم نشاطه في توحيد الكنيسة الارثوذكسية الروسية مع نظيرتها في الخارجquot;.